حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8148

حرق القرآن الكريم .. ليس إلا حرية للكراهية والعنصرية

حرق القرآن الكريم .. ليس إلا حرية للكراهية والعنصرية

حرق القرآن الكريم ..  ليس إلا حرية للكراهية والعنصرية

05-02-2023 09:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبير مامي

بقرار من السلطات السويدية سُمح لزعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم وسط حماية من عناصر الشرطة بذريعة "حُريّة التعبير"، فعن أي حرية تعبير نتحدث صراحة لا أعرف، بل أكاد أجزم بأنها حرية للتعبير عن الكراهية والعنصرية والاستفزاز، حرية السماح بإهانة 2 مليار مسلم حول العالم ونشر أفكار إرهابية متطرفة تعكس حقد وغل دفين ضد المسلمين، مشهد مخزي مؤلم وغير مقبول بل ويتعارض وكافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.



توالت ردود أفعال الحكومات العربية والمنظمات الإسلامية من خلال إصدار البيانات التي تُدين إحراق القرآن الكريم والدعوة الى مقاطعة منتجات الدولة التي سمحت بهذا الفعل المشين، وعلى الرغم من تواصل هذه الإدانات إلا أنها يبدو لا تكفي للحد من الممارسات الاستفزازية التي تكررت بحق المسلمين، فهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها بالودان بإحراق نسخة من القرآن الكريم كما حدث سابقاً في نيسان إبريل من العام 2022، إضافة إلى ما حدث سابقاً من نشر لرُسومات كارتونية مسيئة للرّسول وغيرها من الأفعال المسيئة التي تستهدف المسلمين حول العالم، والطامة الأكبر أن هذه السلوكيات المسيئة تتم بموافقة صريحة من الحكومات الدول الغربية وتحت نظرها وحمايتها والسّبب بكل بساطة أن هذا الأمر لا يُشَكّل انتهاكًا للقوانين لعدم وجود تشريعات تُجرّم هذه الأفعال من الأساس!



وغوغائية المشهد تتجلى أكثر وأكثر خصوصاً عندما نرى ما يحدث من تناقض في العالم الغربي الذي يدعو إلى احترام حقوق الإنسان فهو يجرم مثلاً حرق أيّ رمز من رموز المِثليين على اعتبار أنّه يُشَكّل تحريضًا ضد مجموعة من المواطنين ولا يُجرّم من يقدم على حرق الكتاب المُقدّس لمجموعة أخرى ممن يقيمون على نفس الأرض!! يبدو أن ما يتحدثون به يختلف عما يؤمنون به! فلماذا لا يتم وضع قوانين وتشريعات تجرّم وتَفرِض عُقوبات على من يقدم على حرق القرآن الكريم وتمنع التّطاول على الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم احتراما لمشاعر المسلمين، أي منطق يمكن تفسير ما يحدث افيدونا يا أيها العالم المتحضر والمدافع عن حقوق الانسان.



لم يسبق أن أقدم مسلمو العالم على إهانة أي رمز من رموز الديانات السماوية سواء التوراة اليهوديّة أو الإنجيل أو غيرها وبشكل علني بهذا الشكل الاستفزازي إحتراماً لهذه الدّيانات ولمعتنقيها، وهذه الأخلاق التي حث عليها القُرآن الكريم الذي يتم حرقه، والأولى بنا أن نكثف المطالبات ونعلي صوتنا بكافة السبل المتاحة نحو ضرورة سن قوانين دولية تجرم الإساءة للمقدسات الدينية، وعدم قبول سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الغربية عندما يتعلق الموضوع بالمس بمقدسات الأديان ومشاعر المنتسبين لها، فالتعبير عن كراهية المسلمين عمل مسيء ولا ينبغي الخلط بينه وبين حرية التعبير، ويجب ان يتم اخذ خطوات فعلية للحد من هذ الممارسات الغوغائية التي تخدم أجندات الجماعات المتطرفة واتخاذ موقف حازم تجاه كل من يدعم هذا التوجه تحت ذريعة مسميات أو شعارات غير حقيقة للأسف.








طباعة
  • المشاهدات: 8148
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم