05-02-2023 03:36 PM
بقلم : الدكتور عماد نعامنة
مع أصيل يوم الخميس الفائت وأفول شمسه أعلنت وزارة التربية والتعليم بشائر نتائج الدورة التكميلية لامتحان شهادة الدراسة الثانويّة العامّة، وإنّ الناظر في نتائج هذه الدورة يجدها مبشّرة وتفوق نتائج الدورة المنصرمة، ليس من حيث نسبة النجاح العامّة وحسب، وإنّما من حيث درجات الطلبة وأداؤهم في المباحث الدراسيّة التي جلسوا للامتحان بها، إذ إنّ كثيرًا من الطلبة أحرزوا نسبة علامة تسعين بالمئة فصاعدًا في أكثر من مبحث، سوى مبحثي الرياضيّات واللغة الإنجليزيّة فإنها دون ذلك بنزر، ويبدو أنّ معامل التّشتّت والانحراف المعياريّ لعلامات الطلبة كانا مُتَّسِعَيْن بالنظر إلى المتوسّط الحسابيّ لها والنسبة المئويّة الإجماليّة للنّجاح.
وقد أجادت وزارة التربية والتعليم في إدارة ملفّ امتحانات هذه الدورة إجادة واضحة للعيان، مع تأكيدي ذلك في ما سبق من دورات امتحانيّة، بَيْدَ أنّه مِمّا يُحسَب لها جودة إدارتها هذه الدورة على نحو خاصّ، بدءًا من الاستعدادات لعقدها وجدولة تواريخ عقدها، وتهيئة الأجواء الامتحانيّة، وتوزيع المهمّات على لجانها، وإعداد فقرات اختباريّة ملائمة تراعي الفروقات الفرديّة، وتتواءم والزمن المضروب لأدائها، وتكليف لجان المتابعة الميدانيّة لاستقطاب التغذية الراجعة مباشرةً من المستهدفين، والمسارعة إلى قراءتها قراءة فاحصة؛ بغية تعزيز الجوانب المشرقة ومعالجة ما يحتاج منها إلى تحسين في وقت قياسيّ، وتحويله إلى فرص نجاح. وليس أدلّ على ذلك من الأجواء التربويّة المريحة التي جرى فيها الامتحان؛ التي نتجت عنها ندرة مخالفة الطلبة التعليمات، وضآلة نسبتها، فلا تكاد تصل إلى أربع مئين من عدد المتقدّمين البالغ عددهم ألفًا مئينًا، أي ما نسبته أربعٌ بالألف، قياسًا على ما لمسناه في دورات امتحانيّة سابقة تمخّضت عن بعض الخروقات الرّعناء من نفر قليل خارج على القانون، سواء أكانت داخل مراكز الامتحان وقاعاته أو خارجه.
وفي ما يتعلّق بإعداد الفقرات الاختباريّة فقد لمسنا ارتياحًا عامًّا من الطلبة وذويهم، ومن لدن شرائح المجتمع قاطبةً، بَلْه إشادة المتخصّصين من الأساتذة والمشرفين؛ وغيرهم فلم نسمع تذمُّرًا يُذْكَر قريبًا ممّا عهدناه من قبل، سواء أكان ذلك على صعيد مستوى الأسئلة أو مِهْنِيّة سَبْكِها أو الزمن المخصّص للإجابة عنها.
وعلى صعيد آخر فإنّه لِممّا يُحسب للوزارة مصداقيّتها الّتي اتّسمت بها في تحديد توقيت إعلان النتائج؛ إذْ جاء إعلانُها نتائجَ هذه الدورة إعلانًا مدروسًا لا مُباغِتًا مُعْلَنًا قبل ذلك بوقت كافٍ، وقد التزمتِ الوزارة بموعدها المضروب يومًا وساعةً، فضْلًا عن حسن اختيار التوقيت بما لا يؤثّر في انتظام حركة السّير، وديمومة العمل الرسميّ في مختلف مؤسّسات الدولة، مثلَما كُنّا نواجهه حين تُعلَن النتائج في خِضمِّ الأسبوع، أو من دون موعد موثوق مسبّق، وفي المقابل أحسنَ أبناء مجتمعنا الأصيل التعبيرَ عن مشاعر الفرح والغبطة تعبيرًا يخلو من مظاهر العنف أو التنمُّر بإطلاق العيارات النّاريّة أو عرقلة حركة السير أو ما ثل ذلك من مظاهر بعيدة عن قيم مجتمعنا وأعرافة الاجتماعيّة.
وقد أحسنت الوزارة صنعًا حين أعلنت إحصائيّات نسب المعدلات التي أحرزها الطلبة على مستوى الفرع والمبحث، ونشرتها على الملأ بكلّ شفافية وموثوقيّة. ولا شكّ في أنّ هذه الإحصاءات ذات دلالة ومعنًى، وأهمّية قصوى لدى المهتمّين في مجال القياس والتقويم تشخيصًا لقدرات الطلبة وجودة أدائهم معرفيًّا ومهاريًّا، وتنَبُّؤًا بما ينبغي أنْ تكون عليه في قابل الأيّام.
ومن باب مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإنّه لا يسعني في مقام الختام هذا إلّا أنْ أُسْدي آيات الشكر العميم لمعالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلميّ الأستاذ الدكتور عزمي محافظة؛ لقيادته الحكيمة وبكلّ أمانةٍ وشغف، ولعطوفة الأمينين العامّين للوزراة: الدكتور نواف العقيل العجارمة، والدكتورة نجوى القبيلات؛ ولمدير إدارة الامتحانات والاختبارات الدكتور محمد كنانة، لِما أبْدَوْهُ من إبداع منقطع النظير في إدارة ملفّ امتحان شهادة الدراسة الثانويّة العامّة. ومدائنُ منَ التهاني القلبيّة وخزائنُ منَ التّبريكات الورديّة لطلبتنا النُّجباء لنجاحهم الباهر، ولأولياء أمورهم الكرماء ومعلّميهم الفضلاء ومعلماتهم الفُضليات، والشكرُ نفيسًا موصولٌ لزملائنا الأعزّاء في مركز الوزارة والميدان التّربويّ بقيادة صانعي القرار قيادةَ حكمةٍ وريادةٍ، وللجيش الرّديف من أجهزتنا الأمنيّة الباسِلة الدّاعمة ومؤسّساتنا الوطنيّة المُساندة.
بقلم الدكتور عماد زاهي نعامنة
خبير تربويّ- مناهج، ومُدرّب دوليّ مُعتمد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-02-2023 03:36 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |