06-02-2023 09:13 AM
بقلم : نصر شفيق بطاينه
على اثر رفع أسعار المحروقات المستمر شهريا والذي وصل الى درجة لم يعد المواطن يتحملها ودخله وراتبه المنهك لم يعد يقوى على الصمود في جيب المواطن عدة أيام نتيجة لكثرة الضرائب والرسوم وغلاء المحروقات الأمر الذي ينعكس غلاء على جميع حاجات المواطن الخدمية والأستهلاكية ، وعلى اثر ارتفاع أسعار الديزل قام بعض أصحاب الشاحنات بالأحتجاج بالأعتصام والأضراب عن العمل مطالبين بتخفيض أسعار المحروقات أو الغاء الضريبة المفروضة عليها والتي تصل حسب الحكومة والخبراء قريبا من نصف السعر ولم تستجب الحكومة لذلك مبررة لحاجة الخزينه الى المال وان هذا ترف لا تملكه ، وزيادة في التأكيد خرج علينا أحد الوزراء ناطقا باسم الحكومة بتصريح يقول فيه ( القضية ليست أنا ما بدي .... انا ما بقدر ) ، اي انه لا تستطيع الحكومة خفض سعر المحروقات ، طيب اذا كانت الحكومة بقضها وقضيضها من مساعدات ومنح وقروض وضرائب تعادل ثلثي ايرادات الموازنة والفوسفات والبوتاس وغيره لا تستطيع دعم المحروقات او تخفيض سعرها أو توفير ٥٥٠ مليون دينار فرق عدم رفع سعر المحروقات لثلاثة أشهر لم يتم رفع فيها سعر المحروقات ، طيب المواطن الذي تحت رحمة الراتب ماذا يفعل ؟ ! من أين يأتي بالمال لتغطية مصاريفه ومجاراة أرتفاع الأسعار والضرائب المستمر ؟ وكأنكم تدفعونه الى القروض من البنوك والمرابين وشركات التوريط بالديون ثم السجن عن طريق حبابيبنا المحامون الذين يطالبون بحبس المدين لقبض الأتعاب والذين أفسدوا العفو العام قبل عدة سنوات والان ضغطوا لتقليل مبلغ الدين وتاريخه ، لا يكفيهم خاصة النواب المحامون من اصدار تشريعات مختلفة تقيد المواطن والمصادقة وتمرير الضرائب الحكومية التي تفرض على المواطن دون أعتراض ، لأ ، بدهم يحطوه بالسجن كمان .... فمصائب قوم عند قوم فوائد ، وبالتالي تشريد الأسرة وانهيارها أو وقوفها على الأبواب ..... دون التمييز بين مدين متعثر ولا يستطيع الدفع أو محتال متهرب ونصاب ، اَلا تستمعون الى موشحات الفقر والطفر عبر أثير محطات اذاعات ال ف ، ام الصباحية والتي أصبحت أشبه باللطميات اليومية وفقرة من جدول أعمال المواطن الصباحي يسمعها في البيت او في وسائل المواصلات المختلفة مستمتعا بها مع فنجان القهوة اللي بسكر واللي بدون سكر ..... ، سؤال معترض ، لغاية الان ما جمعتوا ال ٥٥٠ دينار بعد كل الرفعات التي حصلت بعد الثلاثة اشهر سماح ؟؟!! طيب يا معالي الوزير احنا مصدقينكم وكتاب الله المجيد انه مصدقينكم انه ما معكوش تدعموا المحروقات ، والله يعلم قديش بذلت جهد حتى اقنعت المحيطين بي انهم يصدقوا وقبلوا على مضض ولكن بشرط انه أبلغ الحكومة نيابة عنهم انه احنا كمان ما معناش ... ما معناش .... ما معناش .... مش ما بدنا ندفع .... لأ ، لا نملك لا نقدر لا نستطيع ، والله مالكوا علينا يمين انه مظلش معنا لم نعد نقدر على تحمل ارتفاع الأسعار الجنوني المستمر على كل شيء له علاقة بحياة المواطن ، أقلك حتى بموته فتكلفة دفن المواطن يكلف الشيء الفلاني واصبح حفر القبور وتجهيزها تجارة رائجة ، ونحيطكم علما ان المواطن يواجه تحديات كبيرة وصعبه ويمر بمنعطفات خطرة في مسيرته المعيشية ولا بد ان نتكاتف جميعا لمواجهة ذلك الخطر وتلك التحديات وخاصة اسعار الفلافل والشاورما ....... أما بالنسبة للبيتزا فمن الصعب مواجهتها في هذه المرحلة العصيبة بالذات من تاريخ أمتنا المجيد بسبب عجز موازنة المواطن ، بدكوا نحلف على القراَن ، بنحلف ، صدقونا مثل بدكوا نصدقكوا ، وبعدين ما هو زي ما انتوا عارفين ما بنقصر معكوا لما بكون معنا ، ما احنا قلنالكم مصارينا مصاريكم ومصاريكم ليست مصارينا فهي لكم وحدكم يعني الحب من طرف واحد وأيديكم بجيابنا الجانبية والخلفية والجيبة الصغيرة كمان خذوا اللي بدكم أياه فداكم المهم تكونوا مبسوطين واحنا الله لا يردنا ... الى حيث القت .... فالرواتب تأتي من طرف الحكومة وهي تعرف حجم الرواتب ومدى تحملها لضغط الفواتير وأسعار السوق والتي وهي الرواتب لم تزد منذ فترة طويلة وأصبحت هيكل عظمي فقط هو النفس شهيق وزفير يهيء للرائي ان فيها حياة ...... وهنا نتساءل عن التاريخ المتوقع فيه زيادة الرواتب في ظل عجز الموازنة المستمر والذي لا يبدو أن هذا المسلسل له نهاية تلوح في الأفق ، فما دام هناك مديونية هناك عجز ، هل المواطن يغسل يديه من زيادة الرواتب ويدفن الأمل بذلك في أقرب حاوية ؟؟ مع ان المواطن كل يوم يسمع عن زيادة مخصصات لمؤسسة ما او مهرجان جرش وشراء خدمات وغيره ، الا يوجد مخصصات لراتب المواطن عصب الدولة وركنها ؟ ، فوجود الحكومات هو للعمل على رفاهية وتحسين حياة المواطن المعيشية التى طالما جلالة الملك المعظم نادى ووجه واوعز واستخدم كل مصطلحات الطلب للحكومة لتعمل على تحسين حياة المواطن المعيشية ، هل الحكومات السابقة والحالية عملت على ذلك ؟؟ لا نريد جوابا في العلن انما جوابا في السر على الأقل في جلسة مجلس الوزراء بين اعضاء الحكومة ويكون الجواب بأمانة وموضوعية ، وتوزيع الخدمات بالتساوي وعدالة قدر الامكان .
يروى أنه كان رجلا بسيطا ومسكينا يعيش في منطقة ما لا يتدخل في شؤون غيره حتى أعتقد الناس انه هبيلة أو مجنونا وكثيرا ما يلحقه أولاد الحارة ويرمونه بالحجارة ويصيحون مجنون مجنون والرجل لا يأبه لهم ولا ينهرهم ولا أحد من الأهالي أو أباء الاطفال يردعهم واستمر الحال لمدة طويلة وفي يوم من الأيام خرج الرجل لبعض شأنه فتبعه الأولاد وكالعادة رموه بالحجارة والشتائم وكان الكيل لديه قد فاض فما كان منه الا أن أمسك بعضهم وضربهم وركلهم ورفش بطنهم ، فذهب اؤلياء الأمور وشكوه الى القاضي فطلبه القاضي وأنبه ولامه فكيف برجل مثلك عاقل ناضج أن يضرب هؤلاء الأطفال الأبرياء ، فقال الرجل دفاعا عن نفسه : صلي على النبي سيدي القاضي ، فصلى القاضي ، فقال الرجل زيده صلاة فزاد القاضي ، كمان زيده صلاة قال الرجل فصلى القاضي فما زال الرجل يطلب من القاضي أن يصلي على النبي ويزيده صلاة ويكررها عدة مرات ، حتى انفجر القاضي حنقا وغضبا واطلق شتيمه ( بدي العن ................. اي جننتني ) عبي شتيمه على كيف كيفك ، فقال الرجل بكل هدوء اذا يا سيدي طلبت منك الصلاة على الرسول مكررة ولك فيها اجر عند الله فكيف بي وهؤلاء الاطفال يلحقون بي يوميا بالحجارة ويهتفوا مجنون ، مجنون .... فاسقط في يد القاضي وقال له انصرف براءة براءة ....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-02-2023 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |