حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4503

التواضع، الوحدة و الأمل مبادئ تحدثت عنها جلالة الملكة رانيا العبد الله .

التواضع، الوحدة و الأمل مبادئ تحدثت عنها جلالة الملكة رانيا العبد الله .

التواضع، الوحدة و الأمل مبادئ تحدثت عنها جلالة الملكة رانيا العبد الله .

07-02-2023 10:25 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.نشأت العزب
لقيت كلمة جلالة الملكة رانيا العبد الله في حفل الغداء الدولي الذي جاء بعد إفطار الدعاء الوطني في واشنطن ترحيباً و قبولاً واسعين، ذلك لأنها كانت بمثابة دعوة حقيقية مكملة لما يدعو له جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للعالم أجمع لتبني أخلاقيات هي بمثابة أسس يحتاجها العالم اليوم لإيجاد طريق يناسب جميع الشعوب و الأمم على إختلاف أديانهم و أعراقهم بل و حتى افكارهم بما يتزامن مع التطور التكنولوجي المتمثل بالذكاء الإصطناعي الذي هو الأخر يحتاج الى قواعد لظبطه في ظل التطور السريع للعلم و المعرفة و أهمية أن يكون الجانب الإنساني جزء اساسياً في رحلة تطوره.
بدأت جلالة الملكة حديثها بدعوة لإحترام الإختلاف بين الشعوب و الأفراد و جعل من هذا الإختلاف نقطة تنطلق منها الإنسانية لتمكين قيمها و تحقيقها، بعيداً عن فكرة الحقيقة المطلقة ، فكل فرد منا و كل دين أو عرق أو حتى أي مكون من الطبيعة حولنا يحمل بداخله جزء من الحقيقة الأم، و مهما كانت خلفياتنا الدينية أو الإجتماعية فهذا لا يعني أن يكون موقفنا منها هو موقف مع أو ضد، بل يعني أن يحافظ الجميع على هوياتهم و معتقداتهم ليس بحثاً عن الأمان و الإنعزال فيها بل لضرورة الإنفتاح على الٱخر و تقبل هوياتهم للإنطلاق إلى الحياة الإنسانية التي نسمو جميعا لها، فلا يوجد شخص سيء أو جيد، معتقد صحيح أو خاطىء، فكل منا يحمل بداخله جانب من كل شيء، فما يحدد ذلك هو سلوكنا و الطريقة التي نسخر فيها ما نؤمن به لخدمة مجتمعاتنا و السير على الطريق السليم الذي يضمن توفر الشروط الأساسية لبناء مجتمعات سليمة .
تطرقت جلالتها إلى نقطة مهمة و جوهرية و هي أهمية التفريق بين الحقيقة و الرأي، فهي بذلك أكدت أن يكون للجميع الحق في إبداء الرأي لكن من دون أن يكون الرأي منغلقاً على نفسه معتبراً أنه يملك الحقيقة الوحيدة و المطلقة، فلا مكان اليوم لأي فكرة تدعو للعنف أو التمييز.
قدمت جلالة الملكة 3 مبادىء للطريق الذي تدعو العالم إليه اليوم للسير إلى المستقبل بشكل سليم يحتاجه الجميع لضمان الأمن و السلم ، التطور العلمي و الإنساني العالميين، و أكدت بشكل واضح أن هذه المبادىء اليوم هي ليست خياراً و إنما حاجه و سبيل للعالم أجمع للسير بطريق يبعد الجميع عن ما يعاني العالم منه اليوم من حروب و جوائح و أخطار يهددنا الإستقرار و السلم العالمي.
كان أول مبدأ تحدثت عنه جلالتها هو التواضع ، و ذكرت أثر التواضع في إيجاد ٱفاق جديد لفهم الأخر، و إدراك أن الحقيقة قد تتغير بإختلاف المكان الذي نحكم عليها من خلاله، فالتواضع هو الشعور الذي يمثل وسطاً يمكننا من فهم حقيقة أنفسنا و بالتالي فهم حقيقة الٱخر، فهم إحتياجات أنفسنا و بالتالي فهم إحتياجات الٱخر، و ذكرت أن التواضع يجعلنا ندرك أن بصيرتنا و إمكانياتنا الفردية محدودة و بالتالي نحن نحتاج الى المبدأ الثاني و هو الوحدة، و عنه تحدثت جلالتها على أننا جميعاً من مختلف الشعوب و الأعراق و الأديان نسعى بالمحصلة لهدف مشترك و هو الأمان و الأنتماء و مستقبل أطفالنا، فلذلك من مصلحة العالم اليوم السير على هذا الطريق الذي دعت إليه جلالتها لضمان تحقيق تلك الأهداف.
نوهت الملكة إلى نقطة من شأنها أن تحافظ على الإستحقاق و التطور و العطاء و توفير البيئة المناسبة لذلك بذكرها أن الوحدة لا تعني المساوة لكنها تهيء الظروف السليمة و العادلة للتفوق و التقدم بناء على ما تقدمه الأمم و الشعوب للنهوض بالمسيرة العلمية و الإنسانية .
و كان المبدأ الثالث الذي دعت إليه جلالة الملكة هو الأمل ، لمعرفتها أن الأمل هو صوت المستقبل الذي يدعونا للتغلب على كل الصعوبات و تحديها للوصول إليه بإنسانية سليمة مفعمة بالحياة ، الأمل الحقيقي الذي يدعونا للمحاولة دائما لتسخير كل ما نسميه اختلافاً ليكون النور الذي ينير طريقنا، الأمل الذي به نتجاوز كل الصعوبات التي نواجهها للوصول الى ما نسعى له، الأمل الذي من شأنه أن يكون مصدر للطاقة و الإلهام للمضي قدماً رغم كل ما نواجهه من صعوبات و تحديات .
كلمة جلالة الملكة كانت بمثابة صوت كل من عانى و يعاني من التفرقة و التمييز ، هو صوت كل من فقد محب أو صديق بسبب العنف و التشدد ، صوت كل من يبحث عن طريق سليم يملؤه الحب و التفاهم ، صوت لكل الشعوب التي تبحث عن الأمن و السلام .
كان حديث جلالتها نابعً من فهم عميق دينيا و علميا لما يعانيه العالم اليوم من تحديات تمثل تهديدا لإستقراره، مشيرة لأهمية العمل على تأكيد ثوابت القيمة الإنسانية و المعرفية التي يدعو لها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كل خطاباته، و أهمية الحلول الشمولية للأزمات العالمية ، فالأبعاد التي يتطرق لها جلالة الملك و الملكة في معالجة هذه القضايا تتطلب تمحيصاً و تدقيقاً أكثر ثقلاً و عمقاً لترسيخ أسس الإنسانية و توحيدها على اختلاف و تنوع معتقدات و أعراق البشر ، فطبيعة هذا الوجود تحدثنا بأن الخالق واحد و كل منا يراه بعين مختلفة.
بقلم د.نشأت العزب








طباعة
  • المشاهدات: 4503
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم