بقلم : د. عدنان صقر الخصاونة
اما وقد تفاجئ سكان الصفيحة العربية صباح يوم الاثنين الموافق ( 6-2-2023 ) بزلزال مدمر مركزه جنوب تركيا (مدينة غازي عنتاب) وما حولها الى ان وصل تاثير الدمار الزلزالي مدينة حلب السورية، حيث وصلت قوة الزلزال 7.6 درجة على مقياس ريختر وقد زاد عدد الضحايا عن الخمسة الاف قتيل وعدد الجرحى عن العشرة الاف. وقد شعر بتاثير الزلزال كل من مواطني الدول المجاورة وغير المجاورة (المملكة الاردنية الهاشمية).

وفي هذا المقام وبما ان مركز الزلازل الاردني قد رصد اكثر من 100 هزة ارتدادية لزلزال تركيا ويدور الحديث اعلاميا عن الوضع الزلزالي للمملكة والاستعدادات التي تتخذها المملكة لاية حادثة زلزالية لا قدر الله فاننا نود ان نسجل الضوء على بعض النقاط التي من شانها توضيح الوضع الزلزالي في المملكة.

أولا: تقع المملكة على فالق حفرة الانهدام الاردني (Dead Sea rift Valley fault)الممتد من باب المندب جنوبا عبر البحر الاحمر الى جبال طوروس مرورا بالاردن ولبنان وهضبة الاناضول التركية. حيث يعتبر هذا الفالق مصدرا للحركات الزلزالية التي تحدث على الصفيحة العربية (Arabian Plate). وقد تعرضت المملكة الى عدة زلازل سابقة مصدرها هذا الفالق مثل العاصفة الزلزالية التي حصلت جنوب مدينة العقبة عام (1995) وعقبها زلزال شباط(2004).

ثانيا: هناك احتياطات اجراءية قامت بها الحكومات المتوالية للتخفيف من اخطار حدوث الزلازل يذكر منها على سبيل المثال لا الحصر اصدار كودة خاصة بالمباني المقاومة للزلازل حيث صدرت هذه الكودة عن مجلس البناء الوطني الاردني باصدارها الاول عام (2005) ويتم تحديثها وتطويرها حسب المعايير العالمية المتبعه. كما تقوم الحكومة من خلال جهاز الامن العام (الدفاع المدني) بمتابعة تحديث معرفة الكادر والاجهزة المتعلقة بالاجراءات الوقائية للتخفيف من نتائج حدوث اي زلزال لا قدر الله. وما المركز الوطني للامن وادارة الازمات الا علامة مميزة في ذلك من خلال المهام التي يقوم فيها بخصوص ادارة اي كارثة قد تحصل بغض النظر عن حجمها. ومن الجدير بالذكر بان بعض الجامعات الاردنية تقوم بدراسات ومسوحات زلزالية تغطي مناطق الخطر الزلزالي كما ان للجمعية العلمية الملكية ممثلة بمركز بحوث البناء دراسات متخصصة بذلك.

ثالثا: التنبؤ بالزلازل: إن التنبؤ بالزلازل أو منع حدوثها أمر صعب وبعيد المنال لذلك يتوجه المختصون في الهندسة الزلزالية نحو اخذ الاحتياطات الوقائية لمواجهة الزلازل للتخفيف من شدة الدمار الذي قد تسببه وهو ما يسمى تخفيف المخاطر الزلزالية ويتم ذلك بتحديد الخطر الزلزالي المتوقع من خلال رسم خرائط الخطر الزلزالي والتي تعتبر نقطة انطلاق نحو حساب عوامل التصميم الزلزالي للمنشآت ولا يمكن تحديد الخطر الزلزالي إلا من خلال إنشاء شبكات للرصد الزلزالي لمراقبة ورصد هذا النشاط ومن ثم تحديد المصادر الزلزالية ومواطن الخطر بالإضافة إلى تحليل التسجيلات الزلزالية وإجراء الدراسات عليها لمعرفة مدى الأضرار التي قد تسببها إلى المباني القائمة.

رابعا: الدروس المطلوب استفادتها من الكارثة الزلزالية للحدث الحاضر هو وضع اجندة الخطر الزالزالي على مفكرة الحكومة وتفعيلة من خلال المركز الوطني للامن وادارة الازمات بحيث يكون هذا الملف نشطا وحاضرا طوال الوقت. ويجدر هنا التذكير بان اسس تصميم المباني المقاومة للزلازل متوفر من خلال الكود الاردني للمباني المقاومة للزلازل ولكن لا يتوفر متابعة لتطبيق هذه الاسس على ارض الواقع عند الانشاء نتيجة وجود فجوات بين الحلقات الثلاث التصميم والاشراف والتنفيذ.
اسال الله ان يحمي البلاد والعباد من الكوارث والاوبئة.