سرايا - ما قيل في خير الرؤيا

تشير رؤية البكاء فرحاً إلى نيل المال، والرزق بالأولاد والأعمال، ومن رأى نفسه يبكي فرحاً لعودةِ إنسانٍ غائبٍ فذلك دليلٌ على شدَّة الشوق والحنين له، ومن سمع كلاماً فبكى فرحاً لأجله فإنَّه يسمع أخباراً جميلةً في يقظته، والبكاء في المنام دليلٌ على اللهو السعادة وحُسن الحياة التي يعيشها الباكي.

البكاء البارد الذي يذرف لأمرٍ مفرحٍ دليلٌ على الفرح والسرور لسماع أخبارٍ تفرح صاحبها وتُثلج له صدره، ومن بكى فرحاً وكان مهموماً نال الفرج، وفُرِّج عنه كربه، وشدَّته، وزال عنه كلُّ صعبٍ ومحال، ومن رأى الدموع تملأ عيناه فرحاً فإنَّه رجلٌ كريم يدخر المال الذي إن سُئل عنه في صدقةٍ أو حاجةٍ أنفقه بنفسٍ راضية، فيفرح نفساً بما له عند الله عزَّ وجل من أجرٍ لقاء تلك الأعمال.

من اغترب عن دياره ورأى نفسه عائداً إليها باكياً شوقاً للقائها فذلك دليلٌ على تحقق حلمه في يقظته، والدم البارد دليلٌ على قُرب اللقاء والعناق، ومن جمع دموع فرحه في وعاءٍ فذلك دليلٌ على نيله مالاً يفرح لأجله، وينتفع بإنفاقه، ومن بكى لبكاء غيره رأفةً وشفقةً عليه فذلك دليلٌ على رفقه به.

من رأى نفسه يبكي للقاء شخصٍ يعرفه فإنَّه يعاتب صديقاً على الفراق، وبكاء الأحياء في المنام فرحاً دليلٌ على قوَّة العلاقة الأسرية التي تربطهم، ومن بكى في يوم عرسه تزوج امرأةً تسرُّ خاطره، وبكاء العزباء في منامها دليلٌ على انفراج همِّها، ومكانتها التي تتميز بها عن باقي أهل بيتها، وبكاء المرأة المتزوجة خيرٌ قادمٌ لها من حملٍ أو مال، أمَّا إن كانت حاملاً رُزقت بما اشتهت من الأولاد أو البنات.

بكاء الأهل الأموات من الأم والأب دليلٌ على اشتياقهم للأولاد، وحاجتهم للصدقة منهم، ومن رأى والديه قد بكيا عليه في منامه فإنَّه قد نال رضاهما في حياتهما، ومن رأى أمَّه فبكى عليها فذلك دليلٌ على شدَّة الشوق والحنين.

الفرح في المنام والبكاء لأجله دليلٌ على خيرٍ يناله الباكي في حياته الدنيا، ومن شرب دمعه فإنَّه يكتم ما يلج في صدره من معاني الفرح أو الحزن، ومن مسح دموعه عن وجنتيه فإنَّه يداري فرحه ويسامح من أساء إليه يوماً، هذا والله أعلم.


ما قيل في شر الرؤيا

دموع الفرح الحارة دليلٌ على الحزن والهمِّ والفواجع التي تقع في صاحب الرؤيا أو أحد أهل بيته، ومن رأى الدمع الحار ينزل على وجهه من غير بكاءٍ ولا سببٍ لذلك فإنَّه يُطعن في أصله وشرفه، ومن بكى شوقاً دمعاً حاراً فذلك دليلٌ على فراق من بُكي لأجله، وربَّما خسران أموالٍ فيما لا يطيق.

من ذرف الدموع لحرارةٍ أصابت عينه بسببٍ نارٍ أو حرارةِ شمسٍ فإنَّه يقع في خسران وبلاء، ومن حُبس دمع فرحه لم يرى الفرح في حياته، وربَّما عاش حتى يبكي معظم أولاده، ومن بكى شوقاً لبلاده ولم يقدر على العودة لها فذلك دليلٌ على موته قبل مقدرته على الرجوع إلى الأهل والديار.

من بكى دمعاً حاراً فذلك دليلٌ على حزنه على أمرٍ ودَّ أن يناله فخسره، ودمع الإنسان حرقةٌ في قلبه، مع نكدٍ وهم، وبكاء الدمع الأسود دليلٌ على فاجعةٍ تقع فيما لا يتمنى الرجل فراقه، وقيل : دموع الحزن دموعٌ حقيقية سوف يذرفها صاحب الرؤيا على أمرٍ يحلُّ به في يقظته، ومن بكى خوفاً فذرف دماً من عينه فإنَّه دمه يهدرُ في أمرٍ لا علاقة له به.

أمَّا انحباس دموع الفرح في عين صاحبها فهو دليلٌ على مرضٍ يصيبه يحدُّ من قدرته على النظر أو الفرح، ومن تماسك نفسه ولم يبكي في فرحه ولا حزنه فإنَّه رجلٌ صبورٌ قوي في المحن والشدائد.