11-02-2023 10:33 AM
بقلم : طه عبد الوالي الشوابكه
(البعض) من إخوتي الشيوخ الاجلاء
(البعض) من إخوتي الدعاة وخطباء المساجد...
إلى (البعض) من القابضين على لحاهم يمسدونها تمسيد الذي اعتلا صخرة النجاة وقف فوقه منتشيا بنشوة الإنتصار ثم اخذ يتمتم وكأني به يقول: (أما قلنا لكم؟ أما حذرناكم قبل ذلك؟)..
ايهذا (البعض) من الشيوخ الاجلّاء:
نحترمكم، نقدركم، نوقركم، ونأتمّ خلفكم واقفين جميعا بين يدي الله في الجامعات من الصلوات...
نقر لكم ونعترف بأنكم ما ترددتم لحظة وانتم ترشدون ، تفسرون ، تَدْعون متضرعين الله لنا ولكم، نعترف لكم أننا ما صمتنا مرة عن قول (آمين ، آمين يا رب العالمين) خلفكم..
(البعض) منكم -ولا اقول الكل- اصبح (فَرٍحا) وامسى (مبتهجا لا تسعه الدنيا) لما حصل من زلازل ودمار.. وكأنه يقول للناس (شفتوا ؟ اقتنعوا ؟ أما قلنا وقلنا وقلنا لكم؟) وما درى(البعض هذا) أن الأمر يعود إلى ظاهرة طبيعية قوامها حراك جيولوجي تكتوني (tectonic ) يعود عمره إلى ملايين السنين ليسبب تصدعات وحركات لصفاىح أرضية تمور تحتها حمم (صهارة = صخور منصهرة) في جوف الأرض ، تتنفس بأمر الله قليلا ثم تستقر على حال جديدة...ها هي حفرة الانهدام تمتد من جبال زاغروس شمالا حتى خليج العقبة جنوبا شكلت لنا (الأغوار = الغور الشمالي والأوسط والجنوبي) وما هي حفرة أو وادنتج عن تحرك أو انزلاق صفيحة أرضية بمحاذاة صفيحة أرضية أخرى ...ها نحن لا يستطيب لنا التنزه واشتمام الهواء الا في أحضان الأغوار تبارك الله...
نعم، اسئلة كهذه يمكن لكم ولنا أن نستغلها لمثوبة ورشد أو لرد بعض الناس إلى دينهم ردا جميلاً.
لكن إياكم أن يفهم الناس منكم أنكم اليوم تقفون على باب الريان وأبواب الجنة الأخرى حُجّابا وقد ضمنتموها بينما الآخرون فاسقون عاصون ولربما اعتبرهم البعض منكم كفرة ملاحدة والعياذ بالله....
باتت عبارات (أيوه خليهم يعرفوا أن الظلم ظلمات ، خليهم يعرفوا أنهم مارسوا كل فنون العهر الأخلاقي والاجتماعي والديني)...
من انت الذي يقول ذلك ؟
انسيت انك بشر مثلنا ؟
انسيت أن حسابات الرب غير حسابات البشر؟
احسستمونا أنكم في مجلس استشاري حول عرش الرب تقررون وتقترحون (هذا يدخل الجنة وذاك لا يدخل ، هذا يُعَذَبُ ليومين ثم يدخل وذاك نفرك أذنه توبيخا له ثم يسمح له بالدخول)...
اخيرا اقول :
تذكروا أن الدين (الاسلام) ليس مجرد صلوات فقط ( مع وجوب ادائها)، ولا هو مجرد إطالة المكوث في المساجد...
الدين حياة قبل أن يكون بعثا ونشورا..اعمار الأرض أمانة انيطت برقبة الإنسانية فعلينا أن نلبي أمر الله في الاعمار والطاعة واحترام الإنسانية جمعاء...
بارك الله فيكم مشايخنا الاجلاء وسدد على طريق الخير خطانا وخطاكم...
وآخر دعوانا نقول:
كل واحد يدير باله على حاله...