12-02-2023 08:23 AM
بقلم : د. ردينة العطي
في سياق تسارع الأحداث قد يغيب عن ذهنية الفرد خصوصيته وأولوياته الذاتية لأن ما يحدث بهذه السرعة القصوى على كل الأصعدة عامة وعلى العرب خاصة وعلى منطقة الشرق الأوسط وشرقها العربي بشكل مباشر كل ذلك يجعلنا نتساءل حول ما هو معيار مقياس القوة التي يجب ان يستخدمها الإنسان حتى تتمحور اولوياته ما بين الذاتي الخاص والموضوعي الوطني العام.
جاءت تلك الذكرى التي أعادت لنا أهمية أن يمتلك شعبنا قيادة حكيمة خاضت كل الأزمات والمعارك من أجل صناعة واستقرار هذا البلد الطيب وجعلت من كل قادة العالم عندما تسمع بشخصية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تخجل امام طروحاتها وحكمتها ووزنها الدولي ونحن في المنطقة قد انقلبت كل المبايعات الشكلية وترسخت المبايعة الحقيقية التي انتجت ذلك التماسك الداخلي وحصنت الوعي الاجتماعي الأردني بمفهوم محدد غاب عن كل السياسات والسياسين ان الثقة في القائد وإسناد كل توجهاته تعطي القائد مساحة أوسع للحركة في أطار الدبلوماسية الدولية لأنه يعتمد تماما على وعي جمعي اردني ومسؤوليات اجتماعية ووطنية وثقة دون تحفظ.
هذا كله يعتبر الركائز الحقيقية لمنعة هذا الوطن وهي ما اكسبت جلالة الملك تلك الثقة الدولية الطابع نظرا لأنه عندما يلتقي اي من قيادات هذه الدول يرى فيه وثيقة توافقية حقيقية لهذا القائد خارج اطار التوافق القصري او القائم على الجبرية والفوقية لذلك
فانني ومن اللحظة الأولى بايعته في محيطي الخاص وبايعته ايضا خارج اطار المعايير النفعية بل كنت دائما اشرح بكل التفاصيل لكل من يؤازرني وفي اطار مؤسسات المجتمع المدني عن اهمية فهم ما يخطو إليه جلالة الملك لأن الثقة التي اعطيناه اياها حررته من بعد العامل الذاتي وطنيا في اطار مفهوم الضغط فبقي همه الأول والأخير أن يسير في حقول الألغام الأقليمية والأزمات والاستهدافات الممنهجة لهذا الوطن بأقل الخسائر ومن منظور تعظيم الإنجازات ومعالجة الإخفاقات من خلال منظومة اقتصادية وسياسية مندمجة بعبارة واحدة فلنجعل من كل أزمة فرصة وهو تعبير لا يمكن ان يقرأ إلا بعمق
فالفرصة هي تفاؤل حكمة جلالة الملك التي تتناثر وتتتسرب بكل عقول الأردنيين ودائما وابدا هذه البيعة والوفاء كانت وستبقى مطلقة في شخص جلالته وأن من يرى الصورة الكلية لمشاريع التحديث السياسي ونعني الإصلاح الشامل والتعديلات الدستورية
يفهم تماما أن حكمة جلالة الملك وثقته بكل خطوة يخطوها لا يمكنها إلا ان تصب ولو بعد حين في رفعة وحصانة هذا البلد وهو على ثقة استمدينا منها كل جهد بأن المستقبل لا يمكنه الا ان يكون مزدهرا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-02-2023 08:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |