15-02-2023 08:30 AM
سرايا - انطلقت، أمس، في فندق لاند مارك، فعاليات مؤتمر غسان كنفاني للرواية العربية بعنوان “فلسطين في الرواية العربية، تحولات في الرؤية والتشكيل”.
المؤتمر الذي عقد برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، حضر مندوبا عنها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال الأحمد العياصرة، ونظم المؤتمر وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، وبحضور مندوب وزير الثقافة الفلسطيني عبد السلام العطاري مدير الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينية، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر د. إبراهيم السعافين، وماهر أبو ردة الوكيل المساعد في وزارة الثقافة الفلسطينية، وأعضاء اللجنة المنظمة وعدد من الباحثين والمفكرين.
مشاركون أكدوا أن كنفاني ترك منجزاً روائياً مهماً أغنى من خلاله المشهد السردي العربي ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، لافتين إلى أنه عند مناقشة أدب كنفاني تتجلى صورة فلسطين في أدبنا العربي، لذلك “نحن بحاجة للحديث عن كنفاني أكثر في كل مرة من أجل أن يظل المصباح مضيئاً في الطريق”.
وقال المتحدثون، إن كنفاني وضع لوحة متكاملة من الفعل الإبداعي المؤسس على شرط إنساني قائم على قوة الفرد في تغيير المصير الجماعي، وقد كان كنفاني ينهل من حبر لا ينضب ويكتب فلا يجف حتى يواصل الكتابة، وهو مثقف من طراز فريد وكاتب يبحر في لجاج الفنتازيا، باحثاً عن عالم يصلح للسرد ويصلح لعالم الرواية.
افتتحت فعاليات المؤتمر بكلمات ألقاها المنظمون؛ حيث قال راعي الحفل د. نضال العياصرة “إن هذا المؤتمر يأتي إحياء للذكرى الخمسين لاستشهاد الروائي والقاص والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، وهو يعد استكمالاً للمؤتمر الذي عقد في فلسطين العام 2022 لإحياء ذكرى استشهاد مؤسس الرواية الفلسطينية الحديثة الشهيد كنفاني الذي ترك منجزاً روائياً مهماً أغنى من خلاله المشهد السردي العربي ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، فضلاً عما أنجزه من مئات الدراسات والمقالات في الثقافة والفكر والأدب والسياسة، إضافة الى إسهاماته في مجال القصة القصيرة والمسرح”.
وأشار العياصرة إلى أن انعقاد هذا المؤتمر أقيم بتعاون بين وزارتي الثقافة في الأردن وفلسطين؛ وهذا التعاون يدل على عمق العلاقة الاستثنائية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بدولة فلسطين، مؤكدا “أن القدس كانت وما تزال موضع اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وجميع أبناء الشعب الأردني”.
وبين العياصرة، أن العلاقات الأردنية والفلسطينية مميزة وممتدة؛ حيث ترتبط الوزارتان باتفاقية تعاون في مجال الثقافة والإعلام منذ العام 1995، وقد تم التوقيع على برامج تنفيذية عدة للتعاون الثقافي، كان آخرها البرنامج التنفيذي للأعوام (2022-2025)، وقد شاركت الوزارة في معرض فلسطين للكتاب العام 2022، إضافة الى تنظيم أسابيع ثقافية في الأردن وفلسطين، ومشاركات الفنانين والأدباء الأردنيين والفلسطينيين في كلا البلدين.
ومن جانبه، أكد رئيس اللجنة التحضيرية د. الناقد إبراهيم السعافين، أن هذا المؤتمر يحمل اسم “غسان كنفاني”، وهو الروائي العبقري الذي جسد فكرة الرواية العبقرية “رجال في الشمس”، في قصة قصيرة هي “لؤلؤ على الطريق”، قبل أن يقول جملته الخالدة في سمع الزمن: “لماذا لم تدقوا جدران الخزان”، مبينا أن كنفاني كتب هذه الرواية وهو في سن الثانية والعشرين من عمره.
وقال السعافين “إن اجتماعنا اليوم بما يملكه الحضور من قدرات فكرية وبحثية عالية هو انحياز حاسم لما يمليه الحق والضمير عند مناقشة أدب غساني وتجلي صورة فلسطين في أدبنا العربي”، داعين إلى انعقاد مثل هذا المؤتمر في قدس الأقداس؛ حيث لا محتل ولا حراب تحول دون أن ينتدي مفكرو العروبة والعالم بحرية على أرض فلسطين.
فيما ألقى عبد السلام العطاري كلمة مندوباً عن وزير الثقافة الفلسطيني د. عاطف أبو سيف، قائلا “إن هذه المناسبة ليست جديدة لأن حديثنا عن كنفاني لم يتوقف يوماً، فهو في ذاكرتنا دائم الحضور والاستحضار في حياتنا الثقافية والسياسية والوطنية والقومية، لكن نحن بحاجة للحديث أكثر في كل مرة من أجل أن يظل المصباح مضيئاً في طريق ربما تعتم أكثر كلما أوغلنا فيها أو نسينا تفاصيلها فنجهلها”.
وأشار العطاري إلى أن هذا المؤتمر ليس الذكرى الخمسين لرحيل غسان وخلوده، بل هو مناسبة لتسليط الضوء على ما يمكن للقلم أن يقدمه في سبيل استعادة المجاز واقعاً، مبينا أن كنفاني الذي كتب عن فلسطين وضع لوحة متكاملة من الفعل الإبداعي المؤسس على شرط إنساني قائم على قوة الفرد في تغيير المصير الجماعي، وهي القوة التي إن لم يتم توظيفها فإن الأمل سينتهي.
وقال العطاري، إن قلم كنفاني كان ينهل من حبر لا ينضب ويكتب، فلا يجف حتى يواصل الكتابة، الى جانب كل ذلك كان مثقفاً من طراز فريد ولم يكن كاتباً يبحر في لجاج الفنتازيا باحثاً عن عالم يصلح للسرد ويصلح لعالم الرواية؛ حيث يصعب الفصل بين الواقع والخيال، مبينا أن كنفاني لم يكن سياسياً يبحث عن عالمه المثالي عبر الشعارات الكبيرة التي لا تصلح إلا لاستهلاك الجمهور، ولا صحفياً يبحث عما يغري متابعيه من أجل تزينة وقتهم المستقطع.
وقد قدم راعي الحفل د. العياصرة، بتقديم الدروع على رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة، ويذكر أن اليوم الأول للمؤتمر يتضمن ثلاث جلسات؛ الجلسة الأولى كان محورها فلسطين في أدب غسان كنفاني، والجلسة الثانية حول بنية الشخصيات الروائية: اللاجئ، المقاوم، المرأة، المثقف، اليهودي …الخ؛ والجلسة الثالثة للحديث عن صورة المكان: المدينة، القرية، المخيم، مدن الشتات.