بقلم : علي الدلايكة
هكذا وصفهم جلالة الملك في يوم الوفاء لهم والذي يحرص على أن يشاركهم فيه وان يتبادل الحديث معهم من القلب إلى القلب مستذكرا تاريخ من العمل العسكري معهم الزاخر بالمواقف والأحداث والتي اصبحت من الذكريات ....لم يكن صدفة أن يأمر جلالة الملك بان يكون هذا اليوم هو يوم الوفاء لهم ولم يكن من باب المجاملة العابرة لهم وإنما هو من باب التأكيد والإشارة إلى أن المتقاعدين هم العمق الاستراتيجي لقواتنا المسلحة والاجهزة الامنية بما يملكون من خبرة ومعرفة في اداء الواجب العسكري والامني وهي إشارة لاصحاب الشأن والعلاقة بانهم شركاء فاعلون للعاملين في القوات المسلحة يجب أن يستمر التواصل معهم والاستفادة من خبراتهم المتراكمة في اختصاصاتهم العسكرية والامنية والعلوم الأخرى والمعرفة الواسعة وهنا وجب أن تلتقط هذة الرسالة المهمة بأن تكون هناك خارطة طريق توضع بعناية تؤسس إلى علاقة صحية تشاركية تكاملية بين المتقاعدين والعاملين العسكريين وبينهم مع أجهزة الدولة ومؤسساتها الاخرى توظف للصالح العام وهذا يتطلب مزيدا من الاتصال والتواصل وإيجاد آلية واضحة المعالم تنظم ذلك وتأطره بحيث تصبح العلاقة مؤسسية ثابته وقابلة للتطوير وحسب مقتضيات ومجريات الأحداث وهنا يأتي دور مؤسسة المتقاعدين العسكرين في المبادرة إلى ذلك ورعايته وان تخرج من دورها التقليدي وان تنطلق أيضا بالتوسع في رعاية شؤون المتقاعدين وان تبدأ بإعداد قاعدة بيانات مفصلة عن المتقاعدين تساعدها في اتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب ...
نعم المتقاعدون هم بيت الخبرة والريادة في القيادة والادارة الحصيفة والشواهد على ذلك من مسيرة الدولة الاردنية عديدة وشاملة لمختلف المجالات سيما ونحن بدأنا المئويه الثانية من عمر الدولة الاردنية باصلاحات إدارية وسياسية واقتصادية تتطلب تظافر الجهود والاستفادة من الخبرات المتراكمة والتي تتوفر لدى المتقاعدون العسكرين الذين صقلتهم الميادين العلمية والعملية على حد سواء والذين قرنوا العلم والمعرفة مع المهارة فوصلوا إلى الاحتراف والمهنية العالية ...
نعم هم بيت الخبرة ويجب الاستفادة منهم في ظل ظروف استثنائية يمر بها الوطن سياسيا وامنيا واقتصاديا ظروف تتطلب أن نكون جميعا في خندق الوطن وخلف القيادة الهاشمية الحكيمة في كل قراراتها حيث المتربصون والذين يتحينون الفرص للنيل من وطننا واستقراره وصموده ووحدته وتماسك أبنائه فهم المتزنون الواثقون المدركون لما يدور ويجري وهم الواقعيون في الطرح والتفكير البعيدين عن تسجيل المواقف وركوب الأمواج لم يتعودوا أن يساموا على مصلحة الوطن وحب القيادة الهاشمية ...
نعم انه يوم الوفاء الذي نتبادل به الوفاء مع القيادة الهاشمية الحكيمة مقدرين ومثمنين الجهود المبذولة في سبيل رفعة الوطن والمواطن الجهود المضنية تجاه الأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة وعلى رأسها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي هي محور الصراع في المنطقة وهي عنوان ومنطلق استقرارها والتي لا يكتمل ولا يتحقق اي مستقبل مأمول دون الوصول إلى حل دائم لها ترضى به جميع الاطراف الحل الذي سيقودنا حتما بعدها إلى تشاركية اقليمية تساعدنا في مواجهة تحديات اقليمية أيضا في مجال الطاقة والمياه والمناخ والامن الغذائي ...