16-02-2023 01:09 PM
بقلم : الدكتور أحمد الشناق - أمين عام الحزب الوطني الدستوري
مشروع سوريا الكبرى، حقيقة التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا ؟ رغم مرارة الصراعات والدماء والتدخل والهيمنة، نؤمن بإنتماءنا لأمة حية ولا تعرف الجمود الفكري، نحن عرب ولا بد من تجديد الفكر وزرع الأمل والطموح لدى الشعوب والأجيال .
فالشعوب الحية لا تعيش لحظتها الراهنة، ولا تتنكر لسياقها الحضاري بوجودها واستمرارية بقائها برسالتها .
إلى متى تعيش اقطار المشرق العربي، حالة التجزئة في عصر التكتلات ؟ وإلى متى هذا التشظي لطوائف ومذاهب وأعراق ؟ وأوطان أصبحت مستباحة لقوى الهيمنة والإستلاب، ولعبة عالمية وإقليمية بتفتيت وتهجير وتدمير .
أين القوى الحية من سياسية وفكرية في مجتمعاتنا ؟ وما بالها أصبحت مرهونة بيد الغرباء عن عروبتنا، بولاءات مشبوهة على حساب الإنسان العربي وجوداً وهوية ؟
لماذا غاب اهل الفكر والاقلام الحرة من انحيازات ضيقة في التأثير على مستقبل أوطاننا ؟
هل أصبحنا جميعاً أدوات في براثن لعبة إقليمية وعالمية، لُيفرض علينا ما تريد هذه القوى ، وحتى في شكل دولنا ومستقبل اوطاننا ؟
نؤمن بدعوة نحو :
- اتحاد تكاملي يحاكي العصر بالمصالح المشتركة والمشاريع المشتركة والسوق المشتركة لأقطار سوريا الكبرى والهلال الخصيب ومصر التاريخ بإمتدادها نحو جناح مشرقها العربي واشقاء في الخليج هو عربي، وإسترداد ثقل الأمة بموازاة مشاريع الإلغاء والهيمنة لسياق العرب الحضاري على أرضهم ...
- بمشروع يحترم الخصوصية القطرية وربط الشعوب بمصالحها المشتركة ... فالإتحاد الأوروبي نموذجاً بتعدد الثقافات واللغات، وعايشت دول هذا الإتحاد، حروب طاحنة دينية وعرقية لعقود وذهبت الملايين من ارواح البشر ، ولكنها تجاوزت الصراعات والدماء، بشكل إتحادها القائم . ولماذا لا يكون نموذجاً لإتحاد سوريا الكبرى وتكتل للتعاون العربي ؟ وليتجاوز الشرق العربي كل عوامل التفتت والصراع، بنموذج عصري يحترم كرامة الإنسان وتعددية العرق والطائفة لتكون عناصر اثراء في تلاقي الشعوب، بما يحفظ الدولة الوطنية العربية نحو صياغة نموذج اتحادي عصري .
- لماذا أصبحنا رهينة لما يقررة لنا الأخرين ، بإعادة صياغتنا لخدمة مصالحهم واطماعهم ؟
- إتحاد سوريا الكبرى بأقطارها ومصر بعروبتها وثقل ارتكاز امتها واشقاء في الخليج، لكتلة عربية تتكامل فيها بما تمتلك من جغرافيا وسكان وثروات وقدرات، ولتفرض حضورها ونيل حصتها في نظام عالمي، لا زال في طور التشكل والمراجعات .
نعم التكامل العربي والتعاون العربي هو الحل لأقطار وشعوب عربية في مواجهة تحديات مشتركة وبما ينهض بواقع انسانها في حياة كريمة ، وفي عالم اليوم ، لا بديل عن التكتلات لنيل حصتها وفرض حضورها ، وإقامة علاقاتها على اساس التعاون والمصالح المتبادلة مع الآخرين وإحترام عدم التدخل في شؤونها .
- الإنسان العربي ينتظر، إنطلاق مبادرة لقاء أردني عراقي سوري فلسطيني لبناني، لإطار مشروع التكامل مع الأشقاء في مصر والخليج ، وتجاوز كل الواقع الراهن، في لحظة تاريخية، وقبل أن يُفرض على الجميع في مشرقنا العربي، ما قد يقرره الآخرون، لمستقبل دولنا وشعوبنا، رغماً عن ارادة هذا الشرق بهذا التفتت، وهذه التدخلات على أرضه .
إن مشروع سوريا الكبرى التكاملي الإتحادي ، هو الحل لإنسانها بحياة كريمة ، بتكامل إقتصادها وقدراتها ، ولمواجهة تحديات، ومحاولات إعادة صياغتها، بدويلات الطوائف لتبقى تحت هيمنة وحماية الأخرين .
- نعم سوريا الكبرى بمشروع التكامل بين أقطارها ومصر ثقل امتها وعنوان قوتها والخليج بعروبته ، هو الحل والمستقبل للإنسان العربي وأقطار هذه الأمة، ولفرض توازن عربي مع قوى إقليمية ووقف لكل أشكال التدخل والتداخلات بشؤونها الداخلية، وبما يفرض نظام أمن إقليمي وفق المصالح العربية وحماية حقوقهم بقضاياهم، وأن العلاقات تقوم على أساس الإحترام المتبادل وإحترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤون الغير، وعلى أساس ما يحقق التقدم والازدهار للجميع.
الدكتور احمد_الشناق
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-02-2023 01:09 PM
سرايا |
2 - |
يا ريت يتحقق هذا الحلم وتصبح الأمة العربية قوة يحسب لها ألف حساب.
|
18-02-2023 02:06 PM
دكتور عربي التبليغ عن إساءة |