18-02-2023 01:58 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
كل يوم تطل علينا قصص قد تكون في عرف البعض اكبر من الخيال ، أو قد تكون غير مسبوقة الاقتراف وهذا قد يكون من قبل معرفة البعض لعدم البحث والاطلاع على قصص قد سلفت من قبل البعض ممن قاموا باستخدام الموت كطريقة احتيالية للوصول إلى مكاسب عدة قد تكون مادية أو قد تكون غير ذلك، فالموت المزيف ،أو الموت المسرحي أو الموت التمثيلي أو الموت الزائف هو فعلٌ يقوم به فرد يخدع الآخرين عمداً للاعتقاد بأن الفرد ميت، في حين أن الشخص في الواقع، لا يزال على قيد الحياة. ويُمكن للأشخاص الذين يرتكبون الموت الزائف القيام بذلك عن طريق ترك الأدلة أو القرائن أو عبر طرق أخرى الا انها لن تكون عاملاً مفضياً لتحقيق المُراد ، وفي اللغة العامِّيّة فالموت الزائف هو تزييف الانتحار، ويُمكن إنشاء خدع الموت ونشرها من قبل أطراف ثالثة لأغراض مُختلفة. وقد يجري ارتكاب الموت الزائف لأسباب عدة، مثل جمع أموال التأمين من طريق الاحتيال أو التهرب من المطاردة، أو الهروب من الأسر، أو إثارة التعاطف الكاذب، أو بوصفها مزحة عملية،في حين أن تزييف وفاة المرء ليس غير قانوني بطبيعته، لكنه قد يكون جزءًا من أنشطة احتيالية أو غير مشروعة مثل: التهرب الضريبي، أو الاحتيال في التأمين، أو تجنب المُلاحقة الجنائية.
وقد جرى تزوير الوفيات منذ العصور القديمة وزاد المعدل بنحو ملحوظ في منتصف القرن التاسع عشر عندما أصبح التأمين على الحياة مطمعا للبعض ، ومن ثم الاحتيال في التأمين وهو الأكثر شيوعاً ،وغالباً ما تكون مدفوعات التأمين على الحياة هدفًا للأشخاص الذين يزورون وفاتهم، ولكن معظم أنواع الاحتيال في التأمين تشمل مواضيع أخرى، مثل السرقات أو الحرائق، بدلًا من الوفيات المُزيفة. وفي القرن الحادي والعشرين، أدى ظهور المراقبة الجماعية إلى زيادة صعوبة الاختباء بعد تزوير الموت. كبطاقات الائتمان ووسائل التواصل الاجتماعي، وأنظمة الهاتف المحمول، والمواقف التكنولوجية الأخرى تجعل من الصعب إجراء انفصال تام عن الهوية السابقة. والاستخدام الواسع لأدوات التعرف على الوجه يمكن أن تربط الهويات الجديدة بحسابات وسائل التواصل الاجتماعي القديمة. ودفعت الرغبة النرجسية في رؤية رد فعل الآخرين المحتالين إلى التحقق من مواقع الويب للحصول على معلومات حول اختفائهم. ويمكن التعرف على مواقع الأشخاص الذين يزورون موقعًا إلكترونيًا من طريق الإنترنت.
وعادة ما يهدف هولاء من وراء ذلك الكسب المادي ، في حين أن بعض الناس يزوِّرون وفاتهم على أنها مزحة أو محاولة للترويج للذات، أو للحصول على بداية نظيفة، فإن الدوافع الأكثر شيوعاً هي المال أو الحاجة إلى الهروب من علاقة مسيئة. من المرجح أن يزيف الرجال موتهم أكثر من النساء. غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يزوِّرون موتهم بأنهم مُحاصرون في وضع يائس. ولهذا السبب، قد يُجرى تحقيق إذا اختفى الشخص، ولم يُعثر على جثة، وكان الشخص يُعاني من صعوبات مالية كبيرة.
وان الأشخاص الذين يزورون وفاتهم يفعلون ذلك غالباً من طريق التظاهر بالغرق، لأنه يوفر سبباً معقولاً لغياب الجسد (الجثة)، وتظهر الجثث الغارقة عادةً في غضون أيام قليلة من الوفاة، وعندما لا تظهر أي جثة، يشتبه في وفاة مزيفة كثير من الناس الذين يزوِّرون وفاتهم يعتزمون أن يكون التغيير مؤقتًا، حتى تُحل المشكلة، وكان "جون داروين" يأمل أن تتمكن زوجته من جمع الأموال من التأمين على الحياة، ثم يظهر مرة أخرى لاحقًا لسداد الأموال، ربما مع غرامة وبعض الوقت في السجن، وصاغه بوصفه نوعاً من القروض غير التقليدية من شركات التأمين على الحياة.
لذا فان أي عمليات احتيالية قد يقوم بها بعض الاشخاص من خلال الموت الاحتيالي للسعي للكسب المادي أو المعنوي ، فانها ليست غريبه كونها قد اقترفت من قبل البعض ، أو الاحتيال بالموت ، فكلا الطرق تؤدي إلى السجن مهما حيكت عملية الاحتيال باستخدام الموت، لان سكرة الموت لا تأتي الا بالحق .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-02-2023 01:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |