19-02-2023 09:25 AM
سرايا - تتطوّر وسط النخبة السياسية الأردنية مفاهيم جديدة لأول مرة منذ توقيع اتفاقية وادي عربة مع الإسرائيليين عام 1994.
وهي مفاهيم تدعو الى إعادة تصنيف إسرائيل بعد التطورات الأخيرة بخصوص حكم اليمين الاسرائيلي والتحرشات بالمصالح الأردنية باعتبارها لم تعد شريكا أو صديقا لا بل تنضم بعض الأطروحات إلى قائمة التصويت على أن إسرائيل عادت عدوًّا.
وينبغي أن تبني الاستراتيجيات في الاشتباك معها على أساس تلك العداوة والتي تؤثر على المصالح الحيوية الأردنية، الأمر الذي يشغل سياسيا وإجتماعيا وذهنيا اليوم طيف واسع من صناع القرار السياسي في البلاد لا بل يحرجهم كما صرح وزير سابق وناشط اجتماعي كبير.
ومن المُرجّح أن وزير البلاط الأردني الأسبق والخبير الكبير في ملف الصراع الدكتور مروان المعشر يقف على رأس السياسيين أو المُفاوضين السابقين الذين ينشغلون في المنابر وورش العمل والمؤتمرات والنشاط الاجتماع السياسي في التأكيد على ضرورة بناء استراتيجيات اشتباك تعتبر إسرائيل اليوم بنخبتها الحاكمة الحالية عدو للأردن دولة وشعبا.
والتصرّف على هذا الأساس وهو رأي يُدلي به الدكتور المعشر في الكثير من الاجتماعات المغلقة والمفتوحة ويكتب عنه حتى عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
ومؤخرا نقل إعلاميون كبار عن المعشر قوله في ندوة مغلقة بالبحر الميت”أنا أول سفير أردني في تل أبيب.. وأبلغكم بقناعة بأن إسرائيل هي العدو اليوم”.
ويستند رأي المعشر على القناعة بأن إسرائيل التي اقيم معها السلام عام 1994 انقلبت على الأردن وعلى السلام معا لا بل انقلبت على نفسها ايضا.
وكان سياسيون كبار قد انضمّوا إلى كل تلك الحلقة التي تشكك بنوايا إسرائيل اليمينية المستجدة تجاه الأردن والذي بنى استراتيجيته السياسية والدبلوماسية طوال وقت طويل وأسابيع وسنوات على أساس الشراكة في عملية سلام وسلام إقليمي مع الاردن.
ويعتبر المعشر حصرا بأن النخبة التي تحكم إسرائيل وتسيطر عليها اليوم لا تعترف أصلا بوجود الأردن لا قيادة ولا شعبا ويحذر من أن النخبة التي تُدير الأمور في عمان ينبغي أن تقرأ تطوّرات المشهد على هذا الأساس.
وكان رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري قد حذّر علنا وعدة مرات مما أسماه بمخاطر مسار التكيف لا بل حذّر أيضا من مخاطر إنكار المخاطر الجديدة والمستجدة معتبرا في مقال أثار ضجّة له بأن إسرائيل التلمودية المتشددة اليوم لديها أطماع واضحة وملموسة وتاريخية كانت مؤجلة عمليا بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وتبنّى سياسيون كبار بشكل مُتكرّر دعوات إلى إعادة مفهوم الخدمة العسكرية وتسليح الشعب الأردني ومن بين هؤلاء وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة والوزير السابق الدكتور ممدوح العبادي وكلاهما ظهر في ندوات ونشاطات عامة داعيا إلى الاستعداد لمرحلة الصدام الحتمية كأردنيين هذه المرة مع أطماع اليمين الإسرائيلي.
وناشد الحباشنة إحياء مفهوم الخدمة الوطنية العامة ويقصد الخدمة العسكرية كما تحدّث عن وعي وطني أفقي يحاول الاستعداد للنوايا السيّئة التي يحتفظ بها اليمين الإسرائيلي تجاه الأردن شعبا وحكومة هذه الأيّام فيما طالب العبادي بدوره إلى الانتباه إلى نصوص ميثاق حزب الليكود الذي يعتبر اليوم يمينيا معتدلا قياسا بشركائه في الحكومة حاليا حيث تنص هذه المبادئ والنصوص في الميثاق الليكودي على أن الاردن جزء من دولة فلسطين.
وزاد معدل التحذيرات وعقدت ورشات عمل ونقاشات من هنا وهناك وصدرت بيانات من بينها بيان شهير عن 219 شخصية يحذر من التعايش مع سيناريوهات التنمية الاقتصادية.
كما عُقدت لاحقا ورشة عمل متخصصة لخبراء وسياسيين ودبلوماسيين ووزراء سابقون ناقشت السيناريو الأفضل للاستعداد لأي تحولات يفرضها على الأردن اليمين الإسرائيلي الجديد وأطماعه إما بضم الأغوار والبحر الميت والضفة الغربية أو أطماعه بالحيلولة دون ولادة دولة فلسطينية حقيقية مقابل أطماع سياسية في توقيت اقتصادي ومعيشي حسّاس تطال ضفة شرقي الأردن.
وتحفل الساحة المحلية بخطابات تحذيرية من هذا الصنف فيما يعود الأردنيون في الكثير من اجتماعاتهم ومجالسهم هذه الأيام إلى اللهجة التي تعتبر إسرائيل حجّة ضدّ السّلام هذه المرّة لا بل عُنوانا للخُصومة والعداء السياسي.
وكل ذلك يحصل عشيّة ترقّب لقرار الأردن بعنوان المشاركة من عدمها في مؤتمر النقب 2 الذي يُعقد في المغرب فيما أيدولوجيا السلام والشراكة تترنّح الآن.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2023 09:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |