19-02-2023 05:13 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لقد أضحى الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات مفتوحاً للجميع في كامل أنحاء الفضاء الرقمي؛ فإلى جانب الفضائيات التليفزيونية، انفجرت ظاهرة مواقع الويب الدينامية الحركية ، وظاهرة المدونات الخاصة أو مواقع الويب الشخصية للتعبير والتي في أغلبها ذات تَوجُّه سياسي.
وأضحت شبكة التواصل الاجتماعي تضم مليارات المُشتركين، فقد حَوَّلَ هذا المشهد الوسائطي حياة الفرد إلى فضاء افتراضي رقمي حُرٍّ، يحتاج إلى التنظيم والتقنين، ومن الممكن ان يكون الفاعل في تلك العملية الترتيبية بعقلية ترويض هذا الفضاء، أو السطو على الحريات داخله، بحجة مقاومة الإرهاب المهدِّد للدولة الوطنية، أو الشتم والثَّلب والقرصنة المهدِّدة للأشخاص والمؤسسات.
إن المخاوف من حرية الإنترنت التي تؤسس للإرهاب، تجد ما يبررها أحيانًا. فقد ارتفع عدد المواقع الإلكترونية للجماعات المتطرفة عبر الإنترنت من 12 موقعًا، في العام 1997، إلى 150 ألف موقع، في العام 2015، ومن جانب اخر ويراهن تنظيم الدولة " داعش" مثلًا، على وسائط الاتصال الرقمي والفضاء الرقمي ، لاستقطاب الشباب، والتأثير فيهم وتجنيدهم للقتال.
ويُدير هذا التنظيم، ضمن الفضاء الافتراضي الديمقراطي التشاركي، سبع أَذْرُعٍ إعلامية وموقعًا، و90 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة " فيسبوك" و" تويتر". ورصد تنظيم الدولة " داعش" من ميزانيته 3 مليارات دولار لتمويل القنوات السبع والإذاعات والمواقع الإلكترونية والمجلات التي تُروِّج لفكر التنظيم في جميع دول العالم بأكثر من 12 لغة وتستهدف الناشطين الإلكترونيين في الفضاء العام الافتراضي المفتوح والذي يصعب الإمساك به مهما تطورت آليات الرقابة.
ومن هنا تظهر إشكالية التضييق في حداثة التأصيل للنشر الالكتروني ، وإن ما يُخشى منه اليوم، هو التضييق على المحتوى الذي يُنشَر عبر المنصات الاجتماعية، بعيداً عن الموائمة مابين السعي للجنيد الرقمي وما بين حريات التعبير التي تقع ضمن حدود المسؤولية الشخصية، خاصة ما يطالب بالاصلاح السياسي وعمليات التغيير التي تنظم حياة المواطن بشكل يناسب الحقوق التي كفلتها الدساتير، فضلا عن القيام بتوظيف الفراغ القانوني للنشر الإلكتروني والفضاء الرقمي في التشريع ، والاعتداء على الحريات الاتصالية والإعلامية المفتوحة تقريباً إلى حد هذه المرحلة الزمنية بعيدا عن احترام الحريات الرقمية الاخرى والنيل من البعض رقمياً ، ثم المرور إلى تأطير وتَقْنين هذا المولود الإعلامي الرقمي ، مع تنامي النشر الإلكتروني بشكل غير مسبوق ، خاصة في ظل تزايد حمى التنافس النجومي على الظهور بغض النظر عن مألات قد لا يحدم عقباها سواء اجتماعياً او قانونياً
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2023 05:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |