20-02-2023 08:12 AM
سرايا - نفذ المقدسيون، أمس، إضرابا شاملا عم القدس المحتلة، في أولى خطوات قرار العصيان المدني الذي دعت إليه الفصائل الفلسطينية تنديدا بانتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدينة والشعب الفلسطيني، محذرة من تصعيد الإجراءات حد العصيان المفتوح.
وعلى وقع الغضب الفلسطيني؛ فإن إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ستكون أمام اختبار “الاستيطان” اليوم في مجلس الأمن الدولي، الذي يجتمع لبحث مشروع قرار يدين الاستيطان ويطالب الاحتلال بوقفه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بوصفه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
ولا يعول الفلسطينيون كثيرا على المخرجات الأممية إزاء توقع استخدام واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد إدانة الاحتلال، أو أقلها الامتناع عن التصويت إذا عجزت عن إزالة القرار واستبداله بإدانة عامة، ولهذا فهم يمضون بأنفسهم في اجراءاتهم التصعيدية ضد جرائم الاحتلال.
وأغلقت المنشآت التجارية والتعليمية أبوابها، كما تم إغلاق مداخل الأحياء والبلدات في محافظة القدس المحتلة، مثل مداخل مخيم شعفاط وبلدات العيسوية وعناتا وجبل المكبر والرام، في ظل تأكيد أهالي القدس بمقاطعة الاحتلال بشتى الطرق احتجاجا ضد عدوانه المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.
في حين أصدرت حكومة الاحتلال اليمينية تعليماتها للأجهزة الأمنية والعسكرية برفع حالة التأهب الأمني واستخدام القوة لقمع الغضب الفلسطيني، بينما قال ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف “ايتمار بن غفير”، أنه أعطى تعليماته لشرطة الاحتلال لإظهار ما سماه اليد الصارمة، لتكثيف نشاطها الأمني في القدس المحتلة.
وقد دارت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت بلدات في مدينة القدس المحتلة، وإطلاق القنابل الغازية الكثيفة بحق سكانها.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدتي العيسوية وجبل المكبر، وقامت بفتح الطرقات والشوارع المغلقة تنفيذا لقرار العصيان المدني، ونفذت حملة اعتقالات واسعة بحق سكانها، في حين قام الفلسطينيون بإغلاق الطرقات في البلدات المقدسية، عبر الحجارة والإطارات المشتعلة.
وفي مخيم شعفاط، اقتحمت القوات المحتلة مدخل المخيم وسط اطلاق للقنابل الغازية بشكل مكثف بمرافقة جرافة اقتحمت المدخل لفتح الشوارع المغلقة تنفيذاً للعصيان ضد الاحتلال.
وأكدت القوى والفصائل الفلسطينية أن العصيان المدني ضد الاحتلال ومؤسساته وأجهزته القمعية يأتي كرد من الفلسطينيين في القدس المحتلة على جرائمه وانتهاكاته المتكررة ضد أهالي القدس وكافة المحافظات الفلسطينية، من قتل واعتقالات وهدم المنازل.
وأشارت إلى ما يتعرض له أهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا من تنكيل وقمع واعتداءات عند حاجز شعفاط العسكري، إضافة إلى استهداف الأسرى المقدسيين والمحررين بفرض غرامات مالية كبيرة عليهم واقتحام منازلهم ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم للتضييق عليهم.
وحذرت القوى الفلسطينية في القدس، من استمرار التنكيل بالمقدسيين في القدس، وعدم تراجع الاحتلال عن خطواته التصعيدية بحقهم.
من جانبه، قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد الرويضي، إن من حق الفلسطينيين الدفاع عن وجودهم، في ظل عمليات الهدم والتهجير القسري، والبناء الاستيطاني، ومشاريع التصفية التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق محافظة القدس المحتلة.
وأضاف الرويضي، في تصريح له أمس، إن “المقدسيين يقولون كلمتهم برفض كل ممارسات الاحتلال، ويؤكدون أن أيا كان لن يستطيع فرض إجراءاته بحق الشعب الفلسطيني الحر، الذي يبحث عن حق تقرير مصيره، ولن تتمكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة فرض إجراءاتها القمعية والعنصرية بحقه”.
وأشار إلى أن العصيان المقدسي يبعث ثلاث رسائل، الأول إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والثانية إلى المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والثالثة، إلى العالم العربي مفادها بوجوب تنفيذ القرارات المتفق عليها بخصوص المدينة المقدسة.
يأتي ذلك في ظل تأمين قوات الاحتلال للحماية الأمنية المشددة لاقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية داخل باحاته.
وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في باحات الأقصى وعند أبوابه، عبر التضييق على دخول المصلين “للأقصى”، والتدقيق في هوياتهم الشخصية، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عدوان المتطرف “ابن غفير” ضد المقدسيين ومقدساتهم وأحيائهم وبلداتهم ومنازلهم في القدس المحتلة، عبر فرض العقوبات الجماعية والتطهير العرقي، وتوسيع جرائم هدم المنشآت الفلسطينية وفرض الاغلاقات على المناطق الفلسطينية في المدينة المقدسة.
واعتبرت “الخارجية الفلسطينية” أن اجراءات “ابن غفير” وجرائمه تُعبر عن فشل سلطات الاحتلال بضم القدس وتهويدها وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها، وعجزها أمام إرادة المقدسيين في الصمود والدفاع عن مدينتهم المقدسة عاصمة دولة فلسطين.
واعتبرت أن تصاعد عدوان الاحتلال يكشف أيضاً عن عمق أزمات حكومة الاحتلال وفشلها في السيطرة على احتلال واستعمار الشعب الفلسطيني.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية، برئاسة “بنيامين نتنياهو”، المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات سياسة “ابن غفير” المتطرفة في القدس المحتلة، مطالبة مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته في احترام قراراته وضمان تنفيذها، والتدخل الفوري لوقف جرائم وانتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب تحقيقاً للتهدئة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-02-2023 08:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |