21-02-2023 08:27 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
جيل Z المعروف أيضًا باسم أو الجيل الصامت، Gen Z وهو مصطلح يطلق على مجموعة ديموغرافية للأفراد المولودين تقريبًا بين أواخر التسعينيات ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهم أول جيل رقمي أصلي حقيقي حياتهم متصلة رقميا بالكامل، على عكس الأجيال المخضرمة التي عاشت نشأة الإنترنت بينما كانوا يستخدمون الهواتف الأرضية، فهذا الجيل لا يعرف الحياة قبل الانترنت والهواتف الذكية، وقد نشأوا في بيئة رقمية ذكية فطريقة تفاعلهم وتواصلهم عبر الإنترنت والنشر المنفتح عبر وسائل التواصل الاجتماعي مختلفة تمامًا عن الأجيال ا?سابقة. نشأ بالكامل في العصر الرقمي فامتازوا بإلمامهم بالتكنولوجيا والتعامل بسهولة وبراعة ومرونة عالية مع الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الابتكارات التكنولوجية منذ الصغر. ويمتاز أفراد هذا الجيل برغبة قوية في الأصالة والشفافية والتخصيص في تفاعلاتهم مع الآخرين، بما في ذلك العلامات التجارية والشركات، بالإضافة للوعي الاجتماعي وتقديرهم للعدالة الاجتماعية، والمساواة، والتنمية المستدامة، ومشاركتهم السياسية الفاعلة والتحدث بصوت عالٍ حول معتقداتهم. فمن المتوقع أن يكون لهم تأثير كبير على العالم، بم? في ذلك تشكيل مستقبل التكنولوجيا والإعلام والثقافة.
إن أعضاء جيل Z أكثر براغماتية ونضجًا من الأجيال السابقة، إذ من المرجح أن يتخرجوا أسرع من الجامعات، وأن يكونوا أكثر حذرًا في خياراتهم المهنية وأكثر رغبة في تطوير مشاريعهم الخاصة المبتكرة بأدوات رقمية سمحت لهم بالاعتماد على الذات وكذلك التعاون نظرًا لأنهم شهدوا من حولهم يعانون من مشاكل مالية وعدم استقرار في التوظيف. فلقد ولدوا في عالم يعمل بسرعة وحجم ونطاق واسع وانفتاح كبير على العالم، وتمكنوا من التعرف على الأشخاص والثقافات في جميع أنحاء العالم منذ سن مبكرة. على الرغم من أنهم عرضة للنقد باعتبارهم جيلا مدللا? أو حساسين للغاية فسموهم «رقاقات الثلج» ونعتوا بالكسالى لأنهم ليس لديهم وظائف بعد المدرسة أو الصيف، ولكن في الواقع يكسبون مردودًا ماليًا عبر الإنترنت من خلال أنشطة متنوعة مثل تسويق المنتجات واستشارات الموضة.
يشترك أفراد جيل الألفية بعدد من الخصائص تشكلت من خلال عالم مختلف اختلافا جذريا عن الأجيال السابقة، مما أدى إلى اختلافات رئيسية في المواقف والميول والتوقعات، ونذكر في هذا المقال عدة خصائص منها، أولاً: التنوع هو معيارهم، إذ يعد التنوع العرقي أحد أهم خصائصهم نظرًا لاستمرار التحول الديموغرافي بسبب الاختلافات في العرق أو الدين أو الثقافة، ثانيًا: أنهم أول مواطنين رقميين لأنهم ولدوا عالم من ذروة الابتكار التكنولوجي والمعلومات متاحة على الفور بكبسة زر ويشاركون تفاصيل العالم اليومية أولاً بأول من خلال وسائل التواص? الاجتماعي في كل مكان بشكل متزايد، فاستخدامهم الأصلي للتكنولوجيا جعلهم روادا رقميين لأنهم ولدوا في الانفجار الرقمي ووفرة المعلومات التي أتاحت توسيع معرفتهم وجعلتهم استباقيين في تعلمهم، بالرغم من سلبيتها من ناحية أخرى نظرًا لقضائهم الكثير من الوقت أمام الشاشات مما تسبب في تفاقم مشاكل العزلة وتخلف المهارات الاجتماعية. ثالثًا إنهم براغماتيون: إذ أن العقلية المالية هي سمة أساسية من خلال نشأتهم أثناء ضربات مالية ضخمة خلال فترة الركود العظيم. بعد أن شهد هذا الجيل نضالات آبائهم ضد الضغوط الاقتصادية التي واجهتها أ?رهم ومجتمعاتهم، مثل الضغوط المالية لسوق الإيجارات. وبالتالي، فإنهم يقدرون الاستقرار الذي يأتي مع الإنفاق المحافظ والوظائف المستقرة والاستثمارات الذكية.، أصبح مدفوعا بالبراغماتية والأمن. رابعًا: تحديات الصحة العقلية، إذ تعد سمة حزينة إذ يطلق عليهم الجيل الأكثر وحدة؛ نظرًا لقضائهم ساعات لا نهاية لها على الإنترنت فانعكس بعزلة واكتئاب ويأس إذ أنهم ضحية المقارنة أمام صفحات الآخرين في السوشل ميديا، فيؤثر على صحتهم العقلية ويتسبب بحالة مضطربة للعالم. خامسًا: أنهم مستهلكون إذ أن اعتمادهم على ذكائهم التكنولوجي لاتخ?ذ قرارات شراء مستنيرة، تقودهم براغماتيتهم إلى استكشاف وتقييم مجموعة من الخيارات قبل الاستقرار على المنتج ويتأثروا بتوصيات المستخدمين الواقعيين أكثر من موافقات المشاهير وينظرون إلى قرارات الشراء الخاصة بهم كتعبير عن قيمهم وهويتهم ويقدرون المنتجات المخصصة وينجذبون إلى العلامات التجارية التي تشاركهم وجهة نظرهم. سادسًا التعلم الذاتي المستمر، تشير الرؤى الاستشرافية بأنهم مفكرين مستقلين ذوي عقلية اجتماعية، يدركون مسؤوليتهم في تشكيل مستقبل أكثر إنصافا للجميع.
في الختام، يعد هذا الجيل جيلًا فريدًا واعٍ اجتماعيًا، بارع رقميًا، ويقدرون الأصالة والشفافية والمرونة، علينا جميعًا التعاون في إعداده وتوجيهه وتدريبه لخدمة العالم، وأختم بمقولة: » لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم »، فهذا الجيل الرقمي الطموح الواثق المنفتح على العالم الذي يقع على عاتقنا جميعًا دعمه واحتضانه وتوجيهه والحفاظ على قيمه، وتحفيز العقلية الريادية والنضج العقلي والحفاظ على الإرث القيمي والهوية القومية حتى لا يكون ضحية توجيه آخر أو فريسة مصيدة الآخرين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-02-2023 08:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |