21-02-2023 08:41 AM
سرايا - بدأ لغز عائلة سودر الأمريكية عشية عيد الميلاد عام 1945، كان جورج وجيني سودر يرعيان أطفالهما بمنزل في فايتفيل، فيرجينيا الغربية، بالقرب من حديقة ومحمية نيو ريفر جورج الوطنية.
لقد عاشوا، بكل المقاييس حياة مثالية في بلدة صغيرة؛ لكن ما حدث في تلك الليلة كان غريباً ومأساوياً للغاية وبقي لغزاً حتى يومنا هذا.
قصة أطفال عائلة سودر الأمريكية
اندلع حريق في ظروف مريبة وأدى إلى إحراق منزل الأسرة بالكامل، بينما هرب جورج وجيني مع أربعة من أطفالهما، لم يخرج خمسة آخرون من المنزل قط.
على الأقل، كانت تلك هي القصة الرسمية، لأكثر من 70 عاماً، فيما استمرت الشكوك حول المصير الفعلي لأطفال سودر الخمسة.
ليلة حريق عائلة سودر
ووفقاً لما ذكرته مجلة Smithsonian، فقد كان آل سودر يمتلكون شركة نقل بالشاحنات وينقلون الفحم من مناجم المنطقة. في ليلة الحريق، كان الوالدين في المنزل مع تسعة من أطفالهما العشرة.
كان جورج والولدان الأكبر سناً في الفراش بالفعل، بينما اصطحبت جيني أصغر أطفالها سيلفيا البالغة من العمر عامين، إلى الفراش معها نحو الساعة العاشرة مساءً
كانت ماريون أكبر بنات سودر، وتبلغ من العمر تسعة عشر عاماً وقد بقيت هي وخمسة من الأطفال الأصغر سناً- موريس ومارثا ولويس وجيني وبيتي- مستيقظين قليلاً بعد ذلك بقليل.
في الساعة الـ12:30 صباحاً، وردت مكالمة هاتفية غريبة، وقد ردَّت عليها جيني، وبحسب وصفها كانت المتصلة امرأة ذات "ضحكة غريبة"، وقد أخبرتها بأنها طلبت الرقم الخطأ، ثم أنهت المكالمة. عادت جيني إلى الفراش، ولاحظت في طريقها أن ماريون قد نام على الأريكة.
بعد ساعة، استيقظت جيني مرة أخرى، هذه المرة على رائحة الدخان، هرعت إلى مكتب جورج المليء باللهب. حملت هي وجورج، سيلفيا خارج المنزل، بينما هرب أكبر أطفالها الثلاثة- جون وماريون وجورج جونيور- أيضاً، وقد اشتعلت النيران بالفعل في درج العلية، حيث ينام الأطفال الصغار، وقد يأس أفراد الأسرة من الوصول إلى العلية التي حاصرتها النيران.
ركضت ماريون إلى منزل أحد الجيران، حيث حاولت الاتصال بإدارة الإطفاء المحلية.
في هذه الأثناء، حاول جورج بكل ما أوتي من قوة، مقاومة الظرف الصعب للوصول إلى العلية من خارج المنزل، فهرع إلى السلم الذي كانت الأسرة تحتفظ به عادة بجانب المنزل، لكنه لم يجد السلم في مكانه.
حاول سحب إحدى شاحنات نقل الفحم إلى المنزل؛ حتى يتمكن من الصعود فوقه والوصول إلى الطابق الثاني.
في النهاية، كان كل ما يمكن للناجين من عائلة سودر فعله هو مشاهدة منزلهم بلا حول ولا قوة يحترق وينهار، عندما وصلت إدارة الإطفاء أخيراً بعد ساعات، لم يتبقَّ شيء سوى الجمر والرماد، ومن ثم افترضوا جميعاً أن أطفال سودر الخمسة قد لقوا حتفهم.
ولكن أين هي جثث الأطفال الخمسة؟
سرعان ما ظهرت الأسئلة المحيرة بعد تلك الحادثة، إذ لم تجد الأسرة جثث الأطفال الخمسة، ولم يُظهر البحث الأولي أي علامة على وجود رفات بشري في العلية حيث كان الأطفال نائمين، حتى إنّ تأخُّر وصول سيارة الإطفاء لساعات كان أمراً مريباً للغاية.
كانت هناك شائعات حول تهديدات تلقاها جورج سودر في الأسابيع والأشهر التي سبقت الحريق، لكن لم يستطع أحدٌ التأكد من مصدر تلك التهديدات.
وكان كل هذا كافياً لإثارة شرارة الشك، وبدأت عائلة سودر في الإصرار على أن أطفالهم الخمسة المفقودين لا يزالون على قيد الحياة، ورجحوا أنه قد تم اختطافهم قبل اندلاع الحريق.
في عام 1952، أقاموا لوحة إعلانية ضخمة على طول طريق الولاية 16 في أنستيد، فيرجينيا الغربية، بالقرب من المنزل، حيث عُرضت في اللوحة صور للأطفال وكُتب عليها بأحرف كبيرة: "ماذا كان مصيرهم؟"، كما عرضت الأسرة مكافأةً قدرها 5000 دولار لمن يجدهم.
يقول لويس أ. كوك، المؤرخ الرسمي لمدينة فايتفيل، وفقاً لما ذكره موقع HowStuffWorks الأمريكي: "لقد نشأت وأنا أقود السيارة بجوار لافتتهم لسنوات عديدة".
أمضت عائلة سودر بقية حياتها في البحث عن أطفالهم المفقودين بجميع أنحاء البلاد، حتى إنهم حاولوا إشراك مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية.
توفي الأب جورج سودر في عام 1969 بعد أن سعى وراء أطفاله بقية حياته، بينما ظلت لوحة الإعلانات الموجودة على الطريق 16 قائمة حتى عام 1989، عندما توفيت الأم جيني سودر وأزال أطفالها الباقون اللوحة القديمة الباهتة.
مصير الأطفال الخمسة لا يزال لغزاً حتى يومنا هذا
في النهاية، ومع وفاة الأشخاص المعنيين، أصبحت القصة رواية محلية أكثر من كونها قضية باردة تنتظر إعادة فتحها، ولكنها ما زالت حية على الأقل في أذهان من يبحثون عن المغامرات أو من يبحثون عن قصة غامضة يكتبون عنها، فعلى سبيل المثال كتب مؤلف محلي يُدعى جورج براج، عن تلك القصة الغريبة في كتابه الصادر عام 2012 والذي حمل عنوان "جرائم القتل التي لم تُحل في فرجينيا الغربية".
ويقول: "هل من المعقول أن الأطفال ماتوا ببساطة في الحريق، وأن التحقيق الذي فشل في العثور على أي بقايا، كان غير دقيق بما فيه الكفاية".
في الواقع، هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه أيضاً معظم الأشخاص الذين درسوا القصة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فإن "الغرابة الحقيقية" المحيطة بهذه القصة، تجعل مصير أطفال سودر لغزاً حياً ومثيراً للفضول حتى اليوم.