22-02-2023 08:41 AM
سرايا - يعد احماء أو تسخين محرك السيارة أحد الأمور الشائكة والتي يهتم بها الكثير من قائدين السيارات بمختلف أنحاء العالم، فلقد أثارت الجدل بشكل كبير في الفترات الأخيرة، هناك من يرى بأن عملية إحماء أو تسخين محرك السيارة أمر ضروري له، وهناك من يرى بأن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وليس له أي فائدة تعود على المحرك، ولذلك عزيزي قائد السيارة سنوضح هل تسخين السيارة مفيد أم ضار للسيارة في هذا المقال.
قد تشاهد بعض قائدين السيارات عندما يمضون دقائق بداخل سياراتهم بهدف تسخينها، وبعضهم يمضي لثواني معدودة، والبعض من يظل دقيقة واحدة بإعتبارها مدة كافية إلى التسخين، والبعض يقول بأنه يريد الوقوف بالجانب المضمون ويجلس حوالي عشرة دقائق بهدف تسخين السيارة قبل الإنطلاق، وبين رأي وآخر يقف الكثيرمن قائدين السيارات حائرين يتسائلون، أي رأي هو الصحيح.
يقصد بإحماء أو تسخين محرك السيارة أن يتم تشغيل السيارة وهي باردة وتترك مدة حتى يأخذ زيت المحرك الدورة الكاملة بين أجزاء المحرك ثم يعود لمكانه مرة ثانية، مما يساعد على تسخين السيارة أو المحرك،حيث يظهر ذلك عبر مؤشر درجة الحرارة بالسيارة.
هل تسخين السيارة مفيد أم ضار للسيارة
إن الخبراء بمجال السيارات يؤكدون بأنه ليس كل أنواع السيارات بحاجة لتسخين وإحماء المحرك، مثلا في السيارات الحديثة التي تقوم على آلية نظام حقن الوقود بالسيارة، فإن الخبراء يؤكدون على أن هذا النوع من السيارات محركاتها ليست بحاجة إلى عملية التسخين أو الإحماء، ومن ثم يستطيع قائد السيارة تشغيل السيارة والإنطلاق بها على الفور بدون الحاجة إلى تسخينها، وبالنسبة إلى النوعية الأخرى من السيارات التي يمكن أن نقول بأنها فعلا تحتاج إلى عملية التسخين إنها السيارات التي تعتمد في نظام التشغيل بها على الكربراتير، فلقد أكد الخبراء بمجال السيارات أن من عيوب هذا النوع من السيارات هو عدم توزيع الوقود بالشكل الملائم على جميع الأسطوانات التي توجد بمحرك السيارة، مما يسبب وجود صعوبة في تشغيل محرك السيارة، وخصوصا أثناء فصل الشتاء وبالأجواء الباردة، ولذلك فإن هذا النوع من السيارات يجب إجراء عملية التسخين أو الاحماء إلى المحرك.
ومن جهة أخرى، لقد أكد خبير بمجال السيارات بأن السيارات الحديثة حتى وإذا طالت مدة توقفها حتى عدة أيام، فإنها يمكن أن تعاود عملها بسرعة وبكل سهولة، ويعود السبب في ذلك إلى احتواء محركات السيارات الحديثة على علبة صغيرة تعرف بإسم مخزن الضغط، ومهمة هذا الجزء تكمن في مساعدة محرك السيارة على الإشتعال والإستجابة بسرعة حيث يصبح لا تحتاج لعملية تسخين أو احماء المحرك أبدا، وهذا فيما يخص الوقود, بعدما تحدثنا عن إحماء السيارة، سيخطر ببالك الوقت المناسب إلى انطلاق السيارة، وهذا ما سنوضحه فيما يلي:
الوقت المثالي إلى تحرك وانطلاق السيارة
إن الخبراء بمجال السيارات يؤكدون بأن الوقت المثالي للتحرك بالسيارة هو عند اكتمال دورة التزييت بالمحرك، عادة تختلف المدة اللازمة إلى كل سيارة عن الأخرى، مثلا في السيارات الحديثة، لا تتجاوز تلك المدة عشرة ثواني، أي بعدما ينطفئ جميع الرموز النتاحة في لوحة العدادات بالسيارة، في هذه الحالة يفضل التحرك بالسيارة مباشرة، وغالبا يتم تحديد هذه المدة في الكتالوج الخاص بالسيارة، لكن بالنسبة إلى السيارات القديمة عادة تحتاج مدة تبدأ من عشرة دقائق وحتى خمسة عشر دقيقة من أجل إحماء المحرك.
وهناك دراسة تنص بأن ترك السيارة لا تعمل أفضل من عمل محرك السيارة بدون السير بها، والمقصود هنا الحالات أثناء تسخين السيارة، التوقف عند إشارات المرور، الوقوف في ممرات الطلبات الخاصة بالمطاعم وغير ذلك، فقد أكدث الأبحاث بأن عشرة ثواني تسخين سيارة يخسر قائد السيارة وقود أكثر من الوقود اللازم إلى تشغيل السيارة أثناء الوقوف عن العمل.
تسخين السيارة قبل قيادتها في فصل الشتاء
قد تتذكر رؤية قائدين السيارات في الفترات الماضية وهم يشغلون السيارة ويتركونها عدة قائق قبل قيادتها وخصوصا في الأجواء الباردة للحرص على سلامة محرك السيارة، لكن يمكننا القول بأن هذه الأيام قد انتهت، إلا إذا كنت تمتلك سيارة من طراز الثمانينيات، فإنه لا حاجة إلى ترك المحرك يعمل والإنتظار دقائق ثمينة بالصباح قبل التوجه إلى العمل.
ولكي نوضح أكثر عزيزي قائد السيارة، إن السيارات في فترة الثمانينيات كانت تعتمد على المكربنات أو الكربرايتر الذي يخلط الهواء والوقود، حيث توصل الخليط عن طريقر أنبوب لمحرك السيارة، وفي حالة أن المكربن بارد فربما يغير ذلك من نسبة الهواء إلى الوقود بزيادة أو نقصان مما يؤدي إلى توقف محرك السيارة عن العمل أو يصدر عوادم كثيرة.
ومن حسن الحظ أنه تم بيع آخر سيارة تعمل بالمكربن بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1990م، مما يشير إلى عدم وجود سيارات كثيرة مزودة بمكربنات بالأسواق وعلى الطرق، بينما السيارات الجديدة فإنها تستخدم نظام حقن الوقود بطريقة إلكترونية، يعتمد ذلك النظام على حساسات بحيث تحافظ على المعدل الملائم بين الوقود والهواء، وهذه الحساسات لا تتأثر بحالة المناخ.
لكن ذلك لا يعني بأن تنطلق بالسيارة مجرد الركوب بها عزيزي قائد السيارة، ووفقا إلى إرشادات وزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة والتي ذكرت أن معظم شركات صناعة السيارات ينصحون بالقيادة بهدوء بعد مرور حوالي ثلاثون ثانية من تشغيل السيارة، وقد أكد المركز السعودي الخاص بكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن تسخين السيارة لمدة تتجاوز ثواني قليلة يعتبر إهدار إلى الوقود، بالإضافة لأنه يؤثر بالسلب على عمر المحرك الإفتراضي.
لذلك يمكن القول بأن تسخين محرك السيارة في الشتاء لا يحتاج أكثر من ثلاثون ثانية، حيث أن أجهزة الحقن الإلكتروني تزود ببعض الحساسات التي تضبط كميات الوقود والهواء بحيث تتحكم في خلطهما معا للوصول إلى درجة حرارة المحرك الملائمة، وبذلك تكون جميع السيارات الحديثة بيست بحاجة إلى الإحماء قبل القيادة، حيث أن محركات السيارات تصل للحرارة المطلوبة بشكل سريع وجيد أثناء القيادة، وذلك يساعد في توفير معدل استهلاك الوقود ويمنح محرك السيارة أداء أفضل، ولكن في حالة أنك تمتلك سيارة قديمة تعمل بالمكربن أو الكربراتير، فإنك تحتاج حوالي دقيقة فقط قبل أن تنطلق بالسيارة وذلك لكي يصعد زيت المحرك ويصل إلى درجة الحرارة المطلوبة.
فوائد تسخين محرك السيارة
من المعروف أن زيت محرك السيارة قبل التشغيل يكون بارد، حيث تزداد كفاءة الزيت مع التعرض إلى الحرارة، فإنه توجد جزيئات في الزيت تتحسن قدرتها على منح الزيت لزوجة كافية من أجل تقليل احتكاك قوالب الحديد التي توجد بداخل محرك السيارة من بساتم، حلقات، تروس وغير ذلك، كلما تزداد الحرارة كلما يزداد فعالية زيت المحرك، ولذلك تجد بأن مؤشر الحرارة بالسيارات الجديدة يكون بلمنتصف وذلك للحفاظ على المحرك بحالة جيدة.
يفضل إعداد المحرك إلى العمل الشاق، ذلك عبر تسخينه بعض الوقت لكي تسمح إلى المعدن بداخل المحرك بملامسةد الزيت وذلك لتجنب التآكل، ومن ثم وجود فراغات بالحلقات تسمح إلى الزيت بالدخول نحو غرفة الإحتراق، وبالتالي يظهر الدخان مع عادم السيارة.