23-02-2023 12:48 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
قبل الذهاب بعيداً في التحليل والتعليل لهذه الزيارة سأختصر المسافة لتقصير الإمعان في مدى دقة هذا التحليل عبر هذا المقال واطرح سؤالًا محورياً ربما يراود الكثير بعد الإفصاح عن هذه الزيارة بعنوان
" هل فقد النظام العالمي الثقة في قيادة امريكا للعالم !!!
لم تكن زيارة عادية ولم يكن الزائر مسؤولاً او وزيراً او رئيساً عادياً ولم تكن البلاد التي تم الذهاب اليها عادية ولم تكن الأجواء بمختلف مسمياتها المناخية والسياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية عادية ولم تكن الطريقة ولا الطريق التي سلكها الزائر عاديه ، والكلام والحديث هو عن زيارة ألرئيس الاميركي بايدن والتي قام بها منذ يومين الى اوكرانيا .
أن تكون رئيس اقوى قوة عسكرية على هذه الارض وصاحب القرار النافذ فيها والذي يتخطى كل الحدود المعترف بها والتي تم التوافق عليها دولياً واعني الحدود القانونية المتعلقة بالمؤسسات والمنظمات والهيئات التي أُنشأت من اجل حفظ السلم والأمن الدوليين المعطلة تماماً حالياً والتي لا تُفتَحُ ابوابها إلا بإذن من رئيس هذه الدولة الاقوى على الارض ثم يقوم بهذه الزيارة وبهذا الأسلوب وبهذه الطريقة التي تمت بها فمن المنطقي " من وجهة نظري المتواضعة " ان يكون السؤال له شرعية الطرح ليس طرحاً عادياً بل بقوة ايضاً لان ما حصل هو أمر في غاية الغرابة والاستهجان .
العُرف السياسي العالمي في التعامل مع الاحداث الكبرى التي حصلت منذ عقود والتي كان آخرها ما أصاب العراق الذي ادى تدميره الى تغيير جذري في خارطة العالم الجيوسياسية باكملها ولا زالت تداعياتها متدحرجة وما زالت عواقبها مفتوحة على كل الاحتمالات لم يشهد العالم زيارة للرئيسين الأميركيين والتي دُمِّرت العراق بعهديهما لم يذهب الرئيس الى العراق إلا بعد سقوطه، وكانت الزيارات الى بغداد تتم من قِبَل إما وزراء الدفاع او الخارجية او من الجهات الأمنية والسياسية الوازنة سواء من امريكا او من دول التحالف " المنافقه"ومَن كان معها من شهود الزور الظَلَمَه ،
هل هذه الزيارة الرئاسية جاءت بناء على طلب طالب !!! ام هي بناء على رؤية ومصلحة امريكية خالصة !!
ما زاد من لفت الانتباه والغرابة في هذه الزيارة ما اعلنته روسيا امس والتي ظهر رئيسها بوتين في حالة نفسية ظاهرها ارتياحا وعلى وجهه إبتسامة عريضة حيث قالت وزارة الخارجية الروسية " إن أميركا طلبت منا مراعاة أمن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف "
ربما كان هذا الطلب الامريكي هو مبعث الابتهاج والسرور الذي ظهر على الرئيس بوتين فهذا الطلب كفيلاً بأن يُشعره بنشوة الانتصار بحده الادنى انتصار معنوي ، ولا ندري هذه السرية عن هذه الزيارة كانت عن مَن !!! بعد ان عرفنا ان روسيا طُلِبَ منها مراعاة حماية الرئيس ،
حتى لا يُنكِرُ علي أو يستغرب القارئ الكريم المحترم مقالي هذا في طرح موضوع هذه الزيارة وابعادها فإني اكتفي بذكر ما قاله الأمين العام للنيتو وحديثه في المؤتمر الذي عقد قبل الاجتماع يوم أمس مع زعماء حلف النيتو بحضور الرئيس الاميركي قال حرفياً اننا
" منبهرون بهذه الزيارة "
فهي حقيقة مبهرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ،فهل اصبح الممثل الوحيد لامريكا في زيارة بالغة الخطورة فقط رئيسها !!
امر فيه العجب ، ام ان هذه انعطافة تاريخية في قيادة العالم الغير متوازنة اصلاً .
زيارات الرئيس اصبحت تحمل دلالات ذات ابعاد ربما تكون قطعية في انعطافة تاريخية جوهرية في قيادة البشرية الحاليه
فكانت زيارته الاولى لدولة عربيه هي الانتصار السياسي الأول للعرب من المحيط الى الخليج على المستوى العالمي وهو الانتصار الاول للعرب في العصر الحديث ،
وهذه الزيارة السرية هي العلامة الفارقة الثانيه فهل تكون زيارة ثالثه للسيد الرئيس بالنسبة لقيادة امريكا للعالم ضربة قاضية!!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-02-2023 12:48 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |