25-02-2023 11:43 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
اصبحت عوامل تأخر الزواج من العوامل الهامة التي لا بد من البحث فيها وايجاد البدائل والحلول حتى لا يكون هناك حجم كبير من الضغوطات على الاسرة خاصة ممن ينضوي تحتها عدد كبير من الفتيات ،وتبدو أسباب العنوسة والعزوف عن الزواج وما في طياته عدة ومتشعبة، إذ ترتبط بعدم استعداد الطرفين لبناء أسرة جراء عوامل اقتصادية ومالية متشعبة ، إضافة إلى الاستناد لنماذج فاشلة من سوء الاختيار الذي نتج عنه الطلاق أو الانفصال ، او مشاكل ومناكفات لم تتسع لها اروقة المحاكم ، جراء مألات عدة قد تصل في مستواها الى حد الجريمة . فالرجل يرى الشكل الخارجي للفتاه ويبني عليه تصوراته واعتقاداته، أما الفتاة فتنظر إلى الجانب المادي وفق تفكير بعض الشباب، إضافة إلى عدم تحمل الأول المسؤولية مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرة الطفرات الرقمية المتعددة على تفكيرة وسلوكه ، والتي باتت تمنح لهما فرصة " الاستئناس الافتراضي" والرقمي وهي ظاهرة تتفاقم كل يوم ومع اشراقة كل شمس .
ويطلق مُصطلح "عانس" على الجنسين، لكنه في المُجتمع العربي، "استثنى الرجل لأسباب اجتماعية وعادات وتقاليد تنظر بدونية إلى المرأة كون العرف والعادة في هذه المُجتمعات ما زالت تحتفظ بطلب الفتاة من قبل الرجل ، لا ان تطلب الفتاة الرجل خاصة ان كان مناسبا ويتمكن من تحمل المسؤولية الاسرية ، مع أن التأخر في الزواج يُحدث اضطرابات نفسية للرجل كما المرأة ، خاصة ان تعدى سنوات الرشد واصبح لا يتمكن من ان يكون وحيداً ، في حالات قد لا يكون والديه على قيد الحياة ، ولا يجد من يعيله في كبره او ان اصابه كرب ، أو نال منه الزمن ، وخانته الصحة والعافية
ويمكن تفسر تأخر الزواج اقتصادياً بسبب تكاليفه الباهظة التي تطلبها العروس او ذويها ، او السعي لمساواتها بقريناتها ، ما يُسبب للرجل نوبات الخوف وعدم القدرة على الترجل خطوة الى الامام ، فضلا عن عدم مقدرته من التقدم إلى خطبة الفتاة، ويتوقع في مخيلته الفشل بالنظر للتحولات المُجتمعية التي تطغي على تفكير كثير من الشباب أو الرجال ،والتي تفصح عن أرقام كبيرة للطلاق، إذ تكشف إحصاءات رسمية عن تسجيل الالاف الحالات من الطلاق سنوياً ، وهذا الرقم المهول لم يعد يتحمله المُجتمع خاصة في ظل تزايد الرقم سنويا ً.
ان التغيرات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية تُعد من أسباب العزوف لدى الرجال التي يعرفها المجتمع الجزائري عموماً، كما أن خروج المرأة إلى العمل واستقلاليتها تخيف الرجال أكثر. في حين يتحجج البعض بعدم العثور على المرأة المناسبة، والتي ترضى بمقدرات اقتصادية ومالية في مستوى مقبول وغير مهول لكن هناك قطاعاً واسعاً يبحث عن امرأة ترضيه وترضي عائلته تجنباً للمُشكلات الاسرية التي اخذت تتشابك وتُشكل نسبا كبيرة في اسباب الطلاق ، خاصة ان كان للام والاخوات دوراً في اختيار العروس .
وبعيداً من المُصطلحات، وفي ظل تزادي ارقام العنوسة والسعي لسلعنة الزواج ، جراء مطلبات الاهل والعروس الكبيرة والقاسية ، والتي لن يتمكن عليها العريس د من الاستجابة، وتعد ثقل كبير لا يمكن حمله بعد الزواج جراء ما سيؤل من التزامات بنكية وقروض ، وغيرها لها فإن الواقع يشير إلى أن الارتفاع المستمر في نسبة العنوسة التي لم تعد حكراً على النساء، والتي تقدر بحوالي 100 الف انثى فوق سن الثلاثين حسب احصائيات العام 2022 والذي من شأنه أن يُهدد بنية المُجتمع وتماسكه نتيجة الآثار المترتبة عنه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-02-2023 11:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |