25-02-2023 01:03 AM
بقلم : حاتم القرعان
بعض الأحداث محمّلة بالمتاعب ، ليست كغيرها من القصص ، تختلف بمضمونها ، تجعل من التّفاصيل تربو على إنتظار النتائج القاسيّة وجملة من الخسائر ، تمرّ أروقة المكاتب في الوزارات ، وتأخذ حيّزاً في ممرّات الوطن ، تنتظر حلاً وإجراءات عمليّة أو دراسات مكثّفة ، لِحصر فاعليّتها وإنتشارها ، تنتظر تدخّل الحكماء ، لإجراء خطواتٍ شبه مُعقّدة ، وجهود مكثّفة ، حتّى الخروج من غُرف العمليّات والإنعاش ، ويعقب ذلك نجاحاً ، تنبض فيه شرايين الوطن ، وإنهاء المِلفّات ، بالتّزامن مع تأخير رحلة الوزير المقرّرة .
كذلك أزمة الحمّى القلاعيّة ، ومخاوفها وخسائرها ، وآمال العاملين في القطاع الحيوانيّ ، التي باتت تلك الأزمة تحدُ من مخططاتهم وإنتاجاتهم ، وتؤرق أعمالهم ، وتصيب حوالي ١٤٧٨ رأس بقر من أصل حوالي ٩٢ ألفاً موجودة في الأردن ، من ٥٢ مزرعة مختلفة ، وفقاً للنظام الإلكتروني المتكامل لرصد الأمراض الحيوانيّة .
كنت قد كتبت مقالات شاملة حول هذا الموضوع ، خوفاً على القطاع الزّراعي والحيوانيّ ، ولأنّ ثقتي مجروحة بمعالي المهندس خالد الحنيفات ، ويعرف جميعنا حجم الطّموحات من هذا القطاع ، ومدى حاجة المواطنين للحفاظ على مصادر دخلهم العائد من الإستثمار في الثّروة الحيوانيّة ، سيما أن ٩.٧ بالمئة من سكّان الأردن يقطنون الأرياف .
كيف تعامل معالي الوزير خالد الحنيفات ؟
كنت قد وجهت لوزارة الزّراعة الإنتقادات ، عبر آخر المقالات ، والحديث عن الحمّى القلاعيّة كان صعبّاً ومؤرقاً ، لكنّ معالي الوزير يفتح صدره ، ومكتبه ، وهاتفه ، للرسائل والآراء والشّكاوى ، ومدير مكتب الوزير شادي الوريكات حمل تلك الرّسائل بإقتدار ، وقد علمت حين حدوث الأزمة أنّ الوزير قام بتأجيل مهمّة له في الخارج ، ليبقى بجانب طاقم الوزارة ، لينهي مِلف الحمّى القلاعيّة ، وإستقبل الأفكار المختلفة التي تصب بمصلحة قطاع الثروة الحيوانية ، وإستمع لشكاوى المزارعين ، وتواصل مع المتضرّرين .
إستدعى خلال تلك الفترة لجنة من خبراء المنظّمة العالميّة للصّحّة الحيوانيّة ، لتتبّع أسباب التّفشّي وتحديد مدى قدرة الخدمات البيطريّة الأردنيّة ، على السّيطرة على البؤرة المرضيّة ومنع إنتشارها ، وجاءت تأكيدات لجنة الخبراء نجاح إجراءات السّيطرة التي قامت بها الخدمات البيطريّة ، التي إستطاعت حصر أعداد الإصابات ومنع إنتشارها ، وبتوجيهات الوزارة إستمرت المسوحات الوبائيّة للتأكد من عدم تسجيل أعداد جديدة مصابة . وإستخدام سياسة التّحصين على إمتداد ١٠ كم من بؤرة الإصابة ، وتطبيق أساليب وإجراءات متطورة أثمرت عن حصر أعداد الإصابة ووقف الإنتشار .
بمتابعة خاصّة من معالي الوزير لقضيّة الحمّى القلاعيّة ، وبإسلوبه المتعارف عليه وقتما الأزمات ، يفعّل دور المسؤوليات ، ويوزّع المهمّات ، ويكثّف اللقاءات والدّراسات وأخذ العيّنات ، ويقف على ما وراء المشكلات ، بروح القائد يقف أمام التّحديّات ، وبتواضعه يستمع الحيثيّات ، لإجراء اللازم ولمعرفة النّقطة الحاسمة ، لإنهاء المِلفات .
مساعد الأمين العام للثروة الحيوانيّة ، المهندس علي أبو نقطة ، لم يدخر جهداً في هذه الأزمة ، وحمل توجيهات معالي الحنيفات ، يتابع بالتّفصيل النتائج ، يطبّق رؤى الوزارة ، للوقوف على حالة القطاع الحيوانيّ في المملكة .
بعد ذلك دعت وزارة الزّراعة المملكة العربيّة السّعوديّة ، إستئناف عمليّة إستيراد المواشي الحيّة من الأردن ، مع تأكيد إلتزام الأردن بتطبيق أقصى إجراءات الأمن الحيويّ والأخذ بتوصيات دستور المنظمّة العالميّة للصحة الحيوانيّة .
مديريّة الزّراعة في لواء الطيبة كانت مميّزة ، ببصمة المهندس بسام بني عيسى والدكتور عصام العمر ، من خلال وقوفهم على إحتياجات المزارعين في هذه الأزمة ومساعدتهم ، وقد تطول القائمة لأنّ الكبار لا يعملون إلّا بمعيّة الكبار ، ووزارة الزّراعة بقيادة الحنيفات في أيدي أمينة .
كذلك هي جملة الأحداث في هذا الوطن ، تبدأ " أزمة " ، ومن ثم تتحوّل قضيّة رأي عام ، إمّا أن تُصبح كارثة وتحمل الويلات ، أو تأتي مجهودات المُخلصين من القادة وهم " ندرة " أمثال معالي المهندس خالد الحنيفات ، ليتحوّل الصّعب مهمّة ليّنة ، يستفاد من جدول أعمالها ، وتختصر كلماتها " كيف نتعامل مع الأزمة " .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-02-2023 01:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |