27-02-2023 08:22 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
الحوكمة الرشيدة جانب حاسم في أي مؤسسة، ولا سيما المؤسسات التربوية وخصوصًا الجامعات؛ إذ أن الجامعات مؤسسات معقدة تضم مجموعة واسعة من الأهداف والأفراد، بما في ذلك الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين والمانحين والمجتمع الأوسع.
تتضمن الحوكمة الرشيدة في الجامعات أخذ أهداف الشركاء في الاعتبار مع تعزيز التميز الأكاديمي والمساءلة المالية والشفافية والسلوكيات الأخلاقية. وفي مقالي هذا نتعرف مفهوم الحوكمة الرشيدة في سياق الجامعات وأهميتها. إذ تُعرف بأنها مجموعة الممارسات والعمليات والهياكل التي تضمن القيادة الفاعلة للمؤسسة والمساءلة والشفافية والاستجابة، ولا تتعلق الحوكمة الرشيدة بالامتثال للوائح والقوانين فحسب، إنما بتعزيز ثقافة السلوكيات الأخلاقية واتخاذ القرارات على أساس القيم. وتكمن أهمية الحوكمة في تعزيز التميز الأكاديمي وتحفيز الا?تكار والإبداع من خلال خلق بيئة داعمة ومواتية للتدريس والبحث وتحقيق استدامة مالية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد بفاعلية وكفاءة، وتعزيز سمعة أكاديمية والمنافسة عالميًا وضمان ثقة المستفيدين من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة.
وأكد الباحثون والمختصون بأن الحوكمة الرشيدة في الجامعات لها عناصر أساسية، أولاً: القيادة الواضحة والفعالة: من خلال رؤية ورسالة وقيم وأهداف وفق خطة إستراتيجية مستقبلية، مع ضرورة التزام قادة الجامعة بتعزيز التميز الأكاديمي والسمعة العالمية والاستدامة المالية والمسؤولية الاجتماعية وتواصل مستمر في كل الجهات وتقييم مستمر بشفافة ومساءلة الجميع بمساواة وعدالة.
ثانيًا: الحرية الأكاديمية والاستقلالية الذاتي إذ يجب أن يتمتع المجتمع الأكاديمي بحرية متابعة المعرفة والبحث والتعليم دون تدخل خارجي. وتشمل الحرية الأكاديمية اختيار موضوعات البحث ونشر النتائج وتعليم الموضوعات المثيرة للجدل دون خوف من الانتقام أو تردد.
ثالثًا: السلوك الأخلاقي: إذ يجب أن يكون القائد قدوة للفريق بالتزامه أولاً بالمنظومة الأخلاقية ليكون قدوة لأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة وهذا يشمل الالتزام بالنزاهة الأكاديمية والبحثية والاستخدام المسؤول للموارد، واحترام التنوع، والإنصاف، والشمول. رابعًا: المحاسبة المالية: أن تمتلك الجامعات أنظمة إدارة مالية قوية تضمن الشفافية والمساءلة. وهذا يشمل إعداد تقارير مالية واضحة ومتسقة، وإعداد ميزانية فعالة، وإدارة مالية حكيمة.
خامسًا: عمل بروح الفريق وشراكة مجتمعية: تتطلب العمل التعاون بروح الفريق بما في ذلك الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين والمانحين والمجتمع الأوسع في اتخاذ القرارات وحل المشكلات وطح المبادرات لخلق فرص للتغذية الراجعة، والمدخلات، والاستجابة للمخاوف، والاقتراحات.
ختامًا إن الحوكمة الرشيدة الحصيفة أمر ضروري للجامعات لتحقيق مهمتها في خلق وإنتاج ونشر المعرفة، من خلال قيادة كفؤة وواضحة وفعالة واستراتيجية وأخلاقية، توفر حرية أكاديمية واستقلالية ومساءلة مالية، ومشاركة مجتمعية تعاونية. لتمكين للجامعات من تلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل وتطلعات العاملين والسعي الجاد لحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-02-2023 08:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |