28-02-2023 11:41 AM
بقلم : الأستاذ الدكتور محمد محي الدين عبيدات
مع تكرار المشاهد المؤلمة من هجوم الكلاب على الأطفال والنساء في أردننا العزيز رافقه ترددي في الكتابة عن الموضوع ولكن السكوت عن الكتابة في الموضوع يرافقه أيضا ألم وحرقة. لقد قرأت وسمعت أكثر من تصريح ولقاء عن الموضوع وما يؤلم أن التصريحات عن الطريقة المستخدمة حاليا مطبقة على نطاق ضيق جدا ولم تجد نفعا حتى الآن. والطريقة المنوي استخدامها ( من بناء مأوى ) مكلفة جدا. وورد في أحد التصاريح كلمة (الدول المانحة) ولكن ماذا تفعل الدول المانحة للسيطرة على الكلاب الضالة. ومما يجب ذكره أن الكلاب الضالة في هذه الدول هي الكلاب التي تشرد من المنازل أو يتخلى عنها أصحابها وعادة ما تكون بصحة جيدة ومتلقيه المطاعيم اللازمة ولكن الكلاب الموجودة في الأردن تكاد تكون قطعان كلاب برية إن صح التعبيرأو كلاب شوارع وتعاني من حالات صحية غير جيدة وغير متلقية للمطاعيم وتعاني من الإجهاد والجفاف.
إن تأثير الكلاب الضالة السلبي يشمل القلق النفسي للإنسان وعدم الشعوربالأمان والتسبب في حوادث السيارات وقتل حيوانات المزرعة كالأغنام والماعز والعض ونهش الأطفال حمع العلم أن حوالي ٢٠ من عضات الكلاب يصاحبها إلتهاب بكتيري في مكان العض) . وتنقل الكلاب الضالة الأمراض للإنسان حيث من أهمها السعار ( ونسبة الوفاة لمن يصاب بالسعار %١٠٠) والأكياس الكلبية (التي تسبب أكياس على كبد ورئة الإنسان وتظهر أعراضها مع تقدم العمر) وتنقل الكلاب الضالة أيضا مرض التوكسوكارا (الذي يسبب تضخم الكبد والطحال أو تلف بي شبكبية العين). وتؤثر الكلاب الضالة على البيئة كالتلوث والقضاء على الحيوانات الفقارية.
ان الطريقة التي تتعامل معها دول معينة قد تنجح في دولهم وليس بالضرورة أن تنجح في الإردن. حتى في الأردن، الطريقة التي تنجح في محافظة معينة قد لا تنجح في محافظة ثانية وحتى الطريقة التي تنجح في منطقة معينة في نفس المحافظة قد لا تنجح في منطقة ثانية. على سبيل المثال تضع بعض الدول الكلاب الضالة في مأوى ولكن هذه الطريقة مكلفة ولا تعاني هذه الدول من الانتشار الواسع للكلاب كما هو في الأردن. ويجب الذكر أن من يخصص مأوى للكلاب ليس بالضرورة أن يكون مؤسسة حكومية حيث تساهم مؤسسات المجتمع المدني كالمجموعات المدنية التي تدافع عن حقوق الحيوان في بناء مأوى للكلاب. وتستخدم في بعض الدول طريقة السيطرة على تكاثر الكلاب عن طريق خصي الذكور وازالة مبايض الإناث جراحيا وهناك من يؤيد هذه الطريقة وهناك من يرفضها لأنها تحتاج الى وقت لاعطاء نتائج ملموسة ولأنها تسبب تغيرات في سلوك الكلاب ولا تتخلص من تأثيرالكلاب السلبي على صحة ومهاجمة الإنسان ويرى البعض أن هذه الطريقة مكلفة لأنها تحتاج الى عمليات جراحيه وعناية طبية بيطرية ما بعد العملية.
ولكن ما تقوم به بعض الدول ومنها دول متقدمة هو وضع الكلاب الضالة في مأوى وعرض الكلاب للتبني وفي حال عدوم وجود من يتبنى الكلب يتم قتله بطرق القتل الرحيمة دون شعور الكلب بالألم عن طريق حقنه بالوريد بمادة الباربتيوريت أو بالوريد بتركيز عالي من المواد المخدرة مثل مخدر الثيوبنتون مع العلم أن حيوانات أخرى كالحيوانات المخبرية (كالفئران والجرذان) يتم قتلها بالطرق الرحيمة يوميا في مختلف دول العالم.
والله من وراء القصد
الأستاذ الدكتور محمد محي الدين عبيدات
الدكتوراة في صحة الغذاء
البورد الامريكي في الأمراض المشتركة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-02-2023 11:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |