حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1516

تعريب قيادة الجيش .. المناسبة والدلالات

تعريب قيادة الجيش .. المناسبة والدلالات

تعريب قيادة الجيش ..  المناسبة والدلالات

02-03-2023 08:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي

ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، هي واحدة من أقرب المناسبات إلى قلب ووجدان الأردنيين، ذلك أنها تحمل دلالات استكمال عناصر الإرادة الوطنية، في أعز المؤسسات، وأكثرها قرباً من الأردنيين، وهي مؤسسة الجيش العربي.


فصباح الأول من آذار، قبل ستةٍ وستين عاماً، كان موعداً جديداً من وعود هذا الوطن، وصدق ملوكه من بني هاشم، وهو قرار جاء في لحظةٍ أردنيةٍ قرأت المناخات، وتحولاتها، وأسست لخطابٍ عروبيٍ نقيٍ يلتزم بالأمة وقضاياها، وهو قرار يثبت من جديد، أنّ الخطاب السياسي الأردني، كان على الدوام مقروناً بالمواقف، وبالفعل.



لقد اعتبر قرار الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه)، قراراً جريئاً في العالم العربي، الذي كانت ما تزال كثير من دوله، تحت سطوة الاستعمار، أو بقايا إداراته، فتقدم الأردن بهذا القرار، خطوةً إلى الأمام.



لقد جاء هذا القرار بعد نحو عشر سنواتٍ من استقلال الوطن، وبعد نحو العام من انضمام الأردن إلى الأمم المتحدة، واتخذ الحسين القرار التاريخي، بعد نحو ثلاث سنواتٍ من استلامه لسلطاته الدستورية، وكانت الدولة الأردنية، وبعزم مليكها الحسين، رحمه الله، تسعى إلى صياغة زمانها، فهيأها الحسين، إلى أنّ تكون قادرةً على التعاطي مع مراحل لاحقة، خاض فيها الأردنيون استحقاقاتٍ لاحقةٍ، سواء أكانت تاريخيةً مثل معركة الكرامة، أو كانت تنمويةً حيث النهضة التي أسست الأردن الحديث، وكان عماد هذه المراحل جميعها الجيش العربي، الذي هو الع?ود الفقري للدولة، وهو مادتها، وحرابها التي تصون الوطن.



إنّ قرار إنهاء خدمات كلوب باشا، وهو الذائع الصيت آنذاك، والذي مثل ليس في الأردن وحسب، بل وفي المشرق العربي كله آنذاك، رمزاً لسطوة الاستعمار، ورمزاً لبقائه جاثماً على الصدور، كان بدايةً جديدة واصلت الزمان الأردني، وبقيت حاضرةً حتى اليوم.



ويعبر خطاب الملك الحسين بن طلال، عن أهمية هذا القرار، وأبعاده القومية، بقوله إن هذا القرار جاء "متوخيا مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها"، بما يؤكد على البعد القومي للقرار، حيث إن الأردن أسس لزمان المناخات العربية النقية، مواصلاً رسالته من زمان النهضة العربية الكبرى.



واليوم، ونحن في ظلال هذا القرار التاريخي، فإننا نقرأ مواصلة الأردن لدوره الثابت على المبدأ، ويعبر عن هذا قرار تاريخي آخر معاصر، وهو إنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر، قبل نحو ثلاث سنواتٍ، حيث جاء إعلان جلالة الملك عبدالله الثاني عن هذا القرار، في لحظةٍ حاسمةٍ، كانت فيها طروحات التصفية للقضية الفلسطينية، من قبيل مشروعات صفقة القرن، تتشكل، وتصدى لها الأردن.


وأهمية القرار، أنه جاء في توقيتٍ سياسيٍ كانت فيه أطراف دولية تريد إضعاف أدواره، فمثل بادئةً جديدةً، ورافعةً لإعادة إنتاج المشهد السياسي، بما يحافظ على الزخم والبعد القومي للقضية الفلسطينية.


هي أدوار أردنية موصولة، تعبر عن التزام ملوك بني هاشم، برسالة ومبدأ الثورة العربية الكبرى، ببعديها الديني والقومي، وما تزال تمثل صروحاً هامة في تاريخنا وحاضرنا، فالأوطان تستمر بمقدرتها، وتشتد بأدوارها الموصولة.


إن حاضرنا وتاريخنا الأردني، فيه من الأمثلة والشواهد التي تؤكد دوماً على حيوية هذا الوطن، وأنه دوماً في الطليعة يصوغ زمانه، ويؤسس لأدوارٍ موصولة عربياً، تتجاوز التحديات.



رحم الله الحسين الباني، وأعز الله الأردن بمليكنا المفدى، وولي عهده، وكل عام وهذا الوطن الكريم، وجيشنا العزيز بألف خير.











طباعة
  • المشاهدات: 1516
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-03-2023 08:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم