بقلم : الدكتور عبدالله عامر البركات
تساءلتْ احدى الاخوات الفضليات عن سبب عداء الغرب وبعض المستغربين لحجاب المرأة المسلمة. وقد تأملت في
هذا السؤال العميق فبدا لي الامر كما يلي :

السبب الاول هو رغبة الغرب في مخالفة الحضارة الاسلامية في كل شيء وخاصة في مسائل الحلال والحرام في الطعام والشراب واللباس والعلاقات الاجتماعية وخاصة بين الرجل والمرأة.

ثانيا: الارث الحضاري اليوناني الروماني الذي تجسد في المنحوتات واللوحات اليونانية والرومانية التي تصور المرأة عارية تماماً باعتبارها رمزا للجمال وكما يقول دافنشي( ان الجسد اجمل من الثياب) وهو صحيح جزئياً وحق اريد به باطل .
ثالثا: الرغبة بالاستمتاع بجمال النساء بلا قيود ولا حدود.

ان حجاب المرأة المسلمة يغلق الباب امام اي علاقات محرمة وهي ما تقوم عليه الحياة الغربية كما يعكسها الواقع وتعكسها الافلام والفيديوهات.

رابعاً: الحجاب والتستر يقفان حائلاً دون استغلال المرأة في الدعايات للمنتجات الصناعية فالمرأة العارية مطلوبة لترويج كل بضاعة من الجبن الى السيارة.

السبب الاخير وربما الاهم هو ان الحضارة الغربية المنخلعة من المسيحية ترى ان هذه الحياة هي كل ما سيعيشه الانسان وانه لا حياة اخرى بعدها لذلك على الانسان ان يستمتع بكل شيء من مأكل ومشرب وجمال وعلاقات جنسية لذلك شرب الخمر مباح وهم في طريقهم لاباحة كل المخدرات وكل المأكولات مباحة وكل العلاقات الجنسية حتى المثلية والمختلطة وحتى مع الحيوانات مباحة. كما ان استغلال موارد الارض بنهم مباح وسرقة ثروات الشعوب الاخرى مباحة. لذلك فإن موضوع الحجاب هو اهون من ان يسمح له بتنغيص حياتهم اوجعله عقبة في طريق تحقيق رغباتهم تلك . كما ان هاجس ان يصبح الحجاب مستساغاً ومطلوبا ومستحسناً عند المرأة الغربية لا يمكن تجاهله مما يهدم اسس تلك حضارة.

إن تحمل بعض الافراد والحكومات لحجاب المرأة المسلمة ناتج عن ان لا تبدو الحضارة متناقضةمع مبدأ الحرية الذي يبيح التعري فلما لا يبيح التستر. مع انهم يمسكون الحجاب على هون ويتمنون لو دسوه في التراب. .

قال تعالى
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)الاعراف