حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29116

الحداد يعم إيران بعد نفوق الفهد "بيروز"

الحداد يعم إيران بعد نفوق الفهد "بيروز"

الحداد يعم إيران بعد نفوق الفهد "بيروز"

05-03-2023 12:16 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ربما لم تشهد إيران حزناً على نفوق حيوان كما حصل خلال الأيام الأخيرة مع نفوق الفهد "بيروز"، الذي كان قد تحول إلى رمز للأمل لدى الإيرانيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

"بيروز" (Pirouz) تعني "المنتصر" باللغة الفارسية، وهو الاسم الذي أطلق على فهد ولد في الأسر خلال عملية قيصرية، قيل إنها هددت حياة والدته "إيران"، وذلك في مايو/ أيار 2022. هو الشبل الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من ثلاثة وضعتهم "إيران". لم تتمكن "إيران" من إرضاع "بيروز"، فاضطرت منظمة البيئة الإيرانية إلى فصله عنها.

فقد "بيروز" أخويه الشبلين اللذين ولدا معه، إذ نفق الأول بعد أربعة أيام من الولادة والثاني بعد أسبوعين. وعزا بيطريون نفوق الأول إلى مشاكل صحية في الرئة، والثاني إلى "سوء جودة الحليب".

لكن "بيروز"، ورغم المشكلات في الجهاز الهضمي والكلى، ظل على قيد الحياة، ما بث سروراً في إيران حيث تواجه الفهود خطر الانقراض.

قاوم "بيروز" خلال الأشهر العشرة الأخيرة، قبل أن يدخل المستشفى البيطري، قبل عشرة أيام، بسبب فشل في الكلى. أجرى له الأطباء البيطريون غسيلاً كلوياً، إلا أنه لم يتحمل ذلك، وفارق الحياة.

تابع الإيرانيون أنباء دخول "بيروز" إلى المستشفى بقلق وحزن. وبعد الإعلان عن نفوقه، عمّ الحزن أنحاء البلاد، وأصبح الكل يتحدث عنه وعن قصور محتمل في رعايته.

قال خبراء إيرانيون إن مناعة "بيروز" ضعفت لأنه لم يرضع من حليب أمه. وهنا وجّه البعض اتهامات للسلطات البيئية بالإهمال وعدم الاطلاع الكافي. لكن السلطات هذه رفضت الاتهامات، ونشرت تقريراً أكدت فيه رعايتها "بيروز" منذ ولادته حتى نفوقه.

كان الإيرانيون حولوا "بيروز" إلى رمز للمقاومة والأمل، إذ استحضروا في قصة حياته المريرة ظروفهم الصعبة ومشاكلهم اليومية، خاصة في ضوء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد نحو 3 أشهر، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب.

كما أن تعاطف الإيرانيين مع "بيروز" مدفوع بدلالات تاريخية للفهد في الأساطير المحلية، منها ما ورد في ديوان "الشاهنامه" للشاعر الإيراني الكبير أبو القاسم الفردوسي. ونظم إيرانيون أشعاراً، وكتبوا نثراً حول "بيروز"، خلال حياته وبعد نفوقه.

توجد الفهود الآسيوية التي تعرف بالفهود الإيرانية حالياً في إيران فقط، بعدما كانت واسعة الانتشار في أرجاء الشرق الأوسط. لم يبق من هذه الفهود إلا أعداد قليلة قيل إنها لا تتجاوز 12، تعيش في الصحراء الإيرانية بشكل أساسي حيث تحظى ببعض الحماية.

شكل ناشطو البيئة الإيرانيون، منذ عام 2007، جمعيات بيئية لرعاية الفهود ومنع انقراضها، ودشنوا مشروعاً لحماية هذه الحيوانات. واستكمالاً لهذه الجهود، أعلن يوم 31 أغسطس/ آب في التقويم الإيراني يوماً للفهد الإيراني.

اعتقلت استخبارات الحرس الثوري الإيراني سبعة من الناشطين في مجال البيئة، خلال ینایر/كانون الثاني 2018، بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية، وحكمت عليهم السلطة القضائية لاحقاً بالسجن مدة 58 عاماً. وجاء اعتقالهم وسط خلافات بين الأجهزة الأمنية الإيرانية بشأن الاتهامات الموجهة إليهم، إذ رفضتها وزارة الأمن الإيرانية.

وبعد وفاة "بيروز"، استحضر مغردون إيرانيون قصة هؤلاء الناشطين الذين كان من بينهم متخصصون بالفهد الإيراني، معتبرين أنه لو كان "بيروز" تحت رعايتهم لما نفق.

لكن كما يقول المثل، فإن الأمل يولد من رحم المعاناة. بعد نفوق "بيروز"، انتشرت أنباء عن حمل أمه "إيران" مرة أخرى في محمية "خان توران" وسط البلاد. وقال مدير منظمة البيئة في محافظة سمنان، بهرام علي ظاهري، قبل أيام، إن "إيران" حملت قبل أكثر من شهر، ويتوقع أن تنجب بعد ثلاثة أشهر.

إلى ذلك، تداولت شبكات التواصل أيضا فيديوهات عن شبلين آخرين من الفهود الإيرانية في تلك المحمية، عثر عليهما قبل 3 أشهر من قبل قرويين. واليوم يبلغان من العمر 3 أشهر، وهما بصحة جيدة. سمي الشبلان "آذر" و"توران"، وهذان اسمان تاريخيان إيرانيان.








طباعة
  • المشاهدات: 29116

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم