06-03-2023 04:04 PM
بقلم : عماد صقر النعانعة
وصول الاحزاب الدينية الاسرائيلية المتطرفة الى سدة الحكم يعكس حالة الشعبوية السائدة في المشهد الاسرائيلي و من بين هذه الاحزاب من يؤمن أنه مرسل من السماء لحماية يهودية الدولة ..
في هذه المقالة أحاول تتبع العوامل والسيرورات التي دفعت نحو تصاعد قوة أقصى اليمين المستمرة وتصدره المشهد السياسي، وذلك عبر الحفر في البعد الفكري والسوسيولوجي وتفاعلهما في التقاطعات التاريخية.
ويحاجج المقال بأن أقصى اليمين الجديد هو جزء من سيرورة التطور الجدلي للصهيونية وتجاوز لها في ظل التحولات التي شهدتها إسرائيل على امتداد سبعة عقود ونيف، ومن التفاعل المستمر ما بين العامل الذاتي في الصهيونية وبنيتها القيمية والفكرية القائمة على علمنة الثيولوجيا الدينية والعامل الموضوعي المتغير الذي يرتبط بالتغيرات الجيو-استراتيجية والذي أفرزه احتلال 1967 وبالتحولات الفكرية في الصهيونية الدينية وتقاطعها مع التغيرات الديمغرافية في مجتمع المستعمرين التي أدت إلى انهيار هيمنة المؤسسين وصعود قوة الجماعات اليمينية والدينية والاستيطانية وتصدرها المتصاعد لمقود المشروع الصهيوني ودفعه نحو تحقيق المشروع الخلاصي على هدي تصوراتها الدينية.
ينقسم اليهود من حيث علاقتهم بالدين إلى ثلاثة أقسام: العلمانيون ويشكلون ما بين 25 – 30% من اليهود، والتقليديون ويشكلون 50 – 55% من المجتمع، والمتدينون ويشكلون حوالي 20% من السكان. وينقسم المتدينون بدورهم إلى قسمين: المتطرفون الحريديم (والحريديم هي جمع حريدي وتعني التقي)، ويمتاز هؤلاء بارتداء القبعات السوداء غير المشغولة والملابس السوداء، أما القسم الثاني من المتطرفين اليهود فهم المتدينون القوميون، وهم ذوو الطواقي المشغولة.
أما المتدينون القوميون فينتظمهم بشكل أساسي الحزب الديني القومي (المفدال)،وهو الحزب الأنشط في مجال الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
.أدى النجاح السياسي المدوي للحريديم في انتخابات عام 1988 إلى ظهور هؤلاء باعتبارهم قوة سياسية، تأكدت وترسخت في التسعينيات بسبب نجاحاتهم المتواصلة في الانتخابات،
وبعيدًا عن رواج الخطاب الديني الصهيوني في أوقات الأزمات داخل الشارع الإسرائيلي، فإن هذا الخطاب المتطرف لم ينمُ داخل المجتمع الإسرائيلي بشكل طبيعي، وإنما فُرض عليه من أعلى، وكذلك فإن أدوات السلطة في زرع الدين سياسيًا (داخل الكنيست وتشكيل الحكومة) وعسكريًا (داخل صفوف الجيش)، والتي أنتجت تطورًا لمكانة الدين على الصعيدين السياسي والعسكري، لا تعكس تطورًا مماثلًا داخل صفوف المجتمع، وهو الأمر الذي تكشفه مظاهر الصراع الديني العلماني داخل المجتمع، وعمليات زج الدين والمتدينين داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وفي المحصلة يمكن القول إن السلطة السياسية لم تضع إجابة واضحة لسؤال الهوية (دينية أم علمانية)، ولكن ممارساتها على أرض الواقع، تعكس حالة من اليقين أن المكوِّن الديني في الصهيونية هو القادر على إدارة المشهد السياسي والعسكري، خاصة في أوقات ذروة الصراعات الوجودية، والتي تُروِّج لها السلطة مع كل تحدٍ عسكري أو سياسي جديد تخوضه على مختلف الأصعدة.
عاد بنيامين نتنياهو إلى السلطة عازما وبكل وضوح على جعل "إسرائيل" دولة استبدادية عنصرية، دولة تولي أهمية لليهودية الأرثوذكسية على حساب حقوق الإنسان، وتعامل مواطنيها العرب باعتبارهم أعداء، وتقوّض الضوابط والتوازنات التي تفرضها السلطة القضائية القوية والمستقلة. لقد تولى رئيس الوزراء السلطة من خلال تشكيل ائتلاف برلماني ينظر إلى الأفكار الديمقراطية والليبرالية باعتبارها تدخلًا أجنبيًّا يهدف إلى تقويض الهوية اليهودية للدولة.
ومع تضاؤل الرقابة المحلية على سلطة نتنياهو؛ ستلعب الدول الخارجية دورًا حاسمًا في تحديد عدد السياسات الاستبدادية والعنصرية التي يمكن أن يضعها موضع التنفيذ؛ حيث سيعترض الرئيس الأمريكي جو بايدن على أكثر الإجراءات تطرفًا، فعندما هنّأ نتنياهو على تشكيل الحكومة الجديدة؛ حذر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن واشنطن "ستواصل دعم حل الدولتين ومعارضة السياسات التي تعرض تطبيقه للخطر أو تتعارض مع مصالحنا وقيمنا المشتركة". وأوضح هذا البيان أن بايدن سيمنع أي جهد لضم أراضي الضفة الغربية بشكل كامل. كما سيكون نتنياهو مقيدا إلى حد ما بسبب اتفاقات الإبراهيمية لسنة 2020، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والبحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة، والتي تم توقيعها مقابل تخلي "إسرائيل" عن سياسات الضم.
لكن من غير الواضح إلى أي مدى سيواجه المجتمع الدولي حكومة "إسرائيل" الجديدة، بخلاف تقديمه انتقادات رمزية. .
أن "جلالة الملك عبدالله الثاني كان ومازال الصوت المنادي عبر المنابر الدولية في مختلف المحافل العالمية، الذي يسعى لحل شامل ودائم للقضية الفلسطينية
ويحتتم علينا جميعا كأردنيين وعرب الوقوف خلف جلالة الملك، الوصي الشرعي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف بمواجهة ما هو قادم”
حفظ الله جلالة الملك المعظم وحمى الأردن آمناً مستقراً مزدهراً بقيادة عميد آل البيت الأطهار، قائد الوطن جلالة سيدنا عبدالله الثاني ابن الحسين، رعاه الله وأعز ملكه. والله من وراء القصد
المملكة الأردنية الهاشميّة, عمان.
المهندس:عــمــاد صــقــر
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-03-2023 04:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |