07-03-2023 08:57 AM
سرايا - بعد أن أعلن تحالف من المعارضة السداسي في تركيا، ترشيح كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، لخوض انتخابات 14 مايو الرئاسية، و لتي يُنظر إليها على أنها ربما تكون الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث، سلطت الأضواء على هذا الرجل "المشاكس" الساعي إلى هزيمة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بعد عقدين أمضاهما في الحكم.
فبعد جدل سياسي محموم استمر 72 ساعة، اتفقت الأحزاب الستة على ترشيحه أمس الإثنين، على أن يكون رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة نائبين له إذا تغلب على أردوغان.
فمن هو زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو ؟
قبل دخول عالم السياسة، عمل قليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاماً في وزارة المالية، ثم ترأس مؤسسة التأمين الاجتماعي التركية لمعظم التسعينيات.
إلا أن أردوغان، كثيرا ما انتقص في خطاباته، من أدائه في هذا الدور.
ولد في مقاطعة تونجلي الشرقية، وهو نجل موظف حكومي وينتمي للطائفة العلوية التي تشكل 15 إلى 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة، لكنه يتجنب الحديث عن هذه المسألة علنا.
"غاندي كمال"
أطلق عليه الإعلام التركي لقب "غاندي كمال" بسبب تشابه عابر في المظهر مع الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي.
وقد استحوذ على مخيلة الجمهور في عام 2017 عندما أطلق "مسيرة من أجل العدالة" لمسافة 450 كلم من أنقرة إلى اسطنبول بسبب اعتقال نائب برلماني من حزب الشعب الجمهوري.
لاحقا شكل تحالفا بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح وحزب السعادة في الانتخابات العامة 2018، مما مهد الطريق لنجاحات في الانتخابات المحلية في العام التالي.
أول ضربة قوية لأردوغان
ففي أول ضربة قوية لأردوغان كزعيم لحزب العدالة والتنمية، فاز حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى بفضل دعم الناخبين من حزب كبير مؤيد للأكراد.
أتى هذا الفوز بعد أن تسببت سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة في وقت تجاوز فيه التضخم 85 بالمئة ، في إرهاق الأسر وأثارت سلسلة من الانهيارات في العملة منذ 2018
وقد تساعده تلك الثغرة في الفوز مجددا اليوم والقضاء على عهد أردوغان الذي بدأ مع تولي حزب العدالة والتنمية السلطة لأول مرة عام 2002.
فيما يؤكد أنصاره أن سمعته كبيروقراطي يتمتع بالأخلاقيات الواجب توافرها فيمن يخوض غمار العمل العام، ستساعده، بحسب ما أوضح جونول تول، رئيس برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، لرويترز.
لكن منتقديه يرون أنه يفتقر إلى قدرة أردوغان على حشد الجماهير وإلى رؤية واضحة أو مقنعة لما سيكون عليه عصر ما بعد أردوغان.
منافسة محتدمة
أما استطلاعات الرأي فتشير إلى أن التنافس سيكون محتدما في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة (مايو)، والتي ستحدد ليس فقط من يقود تركيا وإنما كيف تُحكم وإلى أين يتجه اقتصادها وما هو الدور الذي قد تلعبه لتخفيف الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط.
فقد أظهرت بعض تلك الاستطلاعات سابقا أن شعبية أردوغان ارتفعت منذ الصيف الماضي بفضل إجراءات من بينها زيادة الحد الأدنى للأجور، إلا أنها قد تكون تراجعت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب في السادس من فبراير الماضي الجنوب التركي.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث نزيه أونور كورو إأه في أعقاب الزلزال، تبنى قليجدار خطابا هجوميا ساعده على تعزيز قاعدته، لكنه لم يبلغ به حد كسب ود الناخبين المترددين.
كما أضاف "قائلا في أوقات الأزمات، يتطلع ناخبو الوسط واليمين الذين يشكلون أكثر من 60 بالمئة من الناخبين إلى رسائل موحدِة من الساسة. ولم يفعل قليجدار أوغلو ذلك". وأردف "هذا لن يساعد المعارضة عموما".
بدوره اعتبر إمري بيكر، مدير إدارة أوروبا في مجموعة أوراسيا، أن قليجدار أوغلو قد يواجه صعوبة في تكرار فوز 2019، إذ تلوح الهزائم الانتخابية السابقة لحزب الشعب الجمهوري في الأفق." وأضاف "أردوغان سيظهر قليجدار أوغلو في مظهر الخاسر".
يشار إلى أن ترشيح قليجدار أوغلو يأتي بعد شهر من وقوع زلزالين ضخمين دمرا جنوب شرق البلاد وأطلقا العنان لموجة من الانتقادات للحكومة بسبب سوء التعامل مع الكوارث وضعف معايير البناء على مدى سنوات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-03-2023 08:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |