08-03-2023 08:27 AM
استشهد 6 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون في اقتحام أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي- معززة بقوات خاصة- مدينة جنين ومخيمها، وسط اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين، ويتزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس واعتقال عدد من الفلسطينيين.
وأعرب الاردن عن ادانته للاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتواصلة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين أمس.
وشدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي على الموقف الأردني بضرورة وقف التصعيد والحملات ضد الشعب الفلسطيني وبشكل فوري، محذراً من أن استمرار هذه الحملات سيؤدي إلى المزيد من التدهور، وتوسيع دوامات العنف، ويقوض الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة.
وأكد ضرورة التحرك الفوري لوقف الإجراءات الأحادية وحماية حل الدولتين، عبر وقف جميع هذه الحملات والإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية واللاقانونية، والانخراط الجدي في مفاوضات فاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الاحتلال، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967.
وحاصرت قوات الاحتلال منزلا في أطراف مخيم جنين، وأطلقت صاروخا عليه في منطقة شارع مهيوب شرقي المخيم، مضيفا أن مروحية تابعة لقوات الاحتلال شاركت في الاقتحام.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 6 شهداء وعدد من المصابين برصاص قوات الاحتلال في جنين، أحدهم إصابته خطيرة، كما قالت إن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارات إسعاف في جنين.
وأوضحت الوزارة أنه وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي 4 إصابات بينها إصابة خطيرة في البطن، كما وصلت إصابتان بحالة متوسطة في الفخذ والكتف إلى مستشفى ابن سينا التخصصي.
من جهته، قال جيش الاحتلال إن قواته تنفذ الآن عملا عسكريا في مخيم جنين ومدينة نابلس، مشيرا إلى أن العمليتين تتعلقان بعملية حوارة، وأكد استشهاد “4 مسلحين فلسطينيين بينهم منفذ عملية حوارة”.
في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه لا تأكيد نهائيا بشأن تصفية منفذ عملية حوارة، مضيفة أن “قوات الجيش استخدمت مروحية” لإجلاء أفرادها من جنين، في حين أعلنت القناة 13 الإسرائيلية إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي في جنين.
ويتزامن اقتحام جنين مع عملية أخرى للاحتلال في مدينة نابلس، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتقال 3 شبان فلسطينيين مطلوبين بعد محاصرة منزل في المدينة.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم اعتقال أبناء منفذ عملية حوارة في نابلس.
اقتحام الأقصى
ويأتي هذان الاقتحامان بعد ساعات من اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح امس تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تلبية لدعوات جماعات الهيكل المتطرفة.
وتقدم عضو الكنيست السابق المتطرف يهودا غليك مجموعة المستوطنين خلال اقتحامهم باحات الأقصى، في حين عززت قوات الاحتلال انتشارها العسكري في محيط المسجد وأزقة البلدة القديمة.
وأوضح شهود عيان أن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى، وتلقوا شروحا عن “الهيكل” المزعوم، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وعلى وقع اندلاع الاشتباكات العنيفة في مخيم جنين، أمعن الاحتلال في عنصريته عبر اعتقال الحاجة المقدسية “نفيسة خويص” خلال سيرها في شارع الواد بمدينة القدس المحتلة، ضمن حملة اعتقالات واسعة تلبية لدعوات أطلقتها ما يسمى “منظمات الهيكل” المزعوم لإفساح المجال أمام الاقتحام الجماعي للمستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، لإحياء ما يسمى “الأعياد اليهودية” المزعومة، أسوة بما حدث أمس، وسط تصدي المصلين للدفاع عن المسجد وحمايته.
ويبدو أن المزيد من التصعيد قادم؛ إذ شددت شرطة الاحتلال من انتشارها العسكري في محيط المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة، لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين “للأقصى”، من جهة “باب المغاربة”، بمناسبة ما يسمى عيد “البوريم/المساخر” اليهودي المزعوم.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بينما شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها بحق المصلين الوافدين للمسجد، واحتجزت هوياتهم عند أبوابه الخارجية ودققت فيها، كما انتشرت في أزقة البلدة القديمة ومداخلها.
ويحتفل المستوطنون المتطرفون بما يسمى عيد “المساخر” بالملابس التنكرية والإفراط في الشراب، وتتخذه “جماعات الهيكل” المزعوم منطلقاً لتعبئة جمهورها استعدادًا للعدوان الأكبر في “الفصح” اليهودي المزعوم، الذي يحل هذا العام في الأسبوع الثالث من شهر رمضان الكريم، ما بين 6 إلى 12 نيسان (إبريل) المقبل.
وتحث ما يسمى “جماعات المعبد” متطرفيها هذا العام على “التنكر بلباس الكهنة” الأبيض خلال اقتحامهم للأقصى، في إطار “سعيها لإحياء الطقوس التوراتية المختصة به، وعلى رأسها إحياء طبقة الكهنة لقيادة الصلوات التوراتية في المسجد، بما يشكل انتهاكاً صارخاً لحُرمته.
وصعد المستوطنون في الآونة الأخيرة، من انتهاكاتهم لحرمة الأقصى، وأداء طقوس ورقصات تلمودية، وما يسمى بـ”السجود الملحمي” عند أبوابه، بحماية قوات الاحتلال، وذلك في محاولة لفرض السيطرة الكاملة عليه، وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
بينما تكثفت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى، لإفشال اقتحامات المستوطنين ومخططاتهم التهويدية، ومساعي الجماعات المتطرفة لتغيير الأمر الواقع في المسجد، من خلال فرض طقوسها التلمودية، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع وبشكل جماعي، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه، لاستباحة حُرمته.
من جانبه، دعا المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة، لصد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والتصدي لعنجهية وإجرام الاحتلال.
وقال حمادة، إن ما قام به الاحتلال سابقًا بعدوانه على المسجد الأقصى المبارك دفع ثمنه غالياً، مؤكداً بأن أي عدوان جديد على القدس و”الأقصى” سيكون بمثابة إنذار تفجير للأوضاع الميدانية”.
وأكد حمادة أن تهديدات (الوزير الإسرائيلي) المتطرف “إيتمار بن غفير”، بحق أبناء الشعب الفلسطيني قبل حلول شهر رمضان الكريم تعدّ استكمالاً لعنجهية وإجرام الاحتلال المنطلقة من داخل الكيان الصهيوني وخاصة في ظل حكومة الاحتلال اليمينية.
كما اقتحم مستوطنون صباح امس قرية كفل حارس في محافظة سلفيت بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم انسحبوا منها بعد أن أدوا قبل انسحابهم صلوات تلمودية في إحدى ساحات القرية خلال احتفالهم بما يعرف “بعيد المساخر اليهودي”.
ويقتحم عادة مستوطنون في هذه المناسبة هذه القرية لزيارة أحد المواقع التي يعدّونها مقامات يهودية.
وفي الأثناء؛ أظهرت مقاطع فيديو بثتها مواقع إسرائيلية، جنود جيش الاحتلال وهم يؤدون رقصات مع المستوطنين بمناسبة عيد المساخر (البوريم) اليهودي، قبل شن الهجوم على بلدة “حوارة” الفلسطينية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بإصابة ستة فلسطينيين، خمسة منهم من عائلة واحدة، بينهم أطفال، خلال هجوم للمستوطنين الإرهابيين بحماية قوات الاحتلال على بلدة حوارة، جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، نفذوا انتهاكات عنصرية في بلدة “حوارة”، واعتدوا على أفراد عائلة فلسطينية بالحجارة، وغاز الفلفل، خلال مرورهم من البلدة، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بشظايا زجاج واختناق، إضافة لحالة من الخوف والهلع، خاصة بين الأطفال، وتضرر مركبتهم.
وفي غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، يبحث تقديم تسهيلات للفلسطينيين من الضفة الغربية خلال شهر رمضان، قد تتعلق بدخولهم الى القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، ما تعرضت له بلدة “حوارة” على أيدي المستوطنين والاعتداء الوحشي على حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر عن إصابة أفراد عائلة بينهم أطفال بجروح مختلفة، وتحطيم سياراتهم، تحت سمع ومرأى قوات الاحتلال.
ودعت “الخارجية الفلسطينية” المجتمع الدولي للخروج من مربع الإدانات والانتقادات نحو اتخاذ إجراءات عملية تضمن إجبار حكومة الاحتلال على وقف الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية، وفرض الإجراءات العقابية ضدها.
وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بتنفيذ وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.
وقالت “الخارجية الفلسطينية” إنها تتابع جرائم المستوطنين وقوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني مع الجنائية الدولية، وتطالب لجنة التحقيق الدولية المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان بالتحقيق في تورط جيش الاحتلال بجرائم المستوطنين وإرهابهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-03-2023 08:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |