بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
.... حين اذهب للتسوق في السيفوي، أجد أن هنالك انقسامات هائلة في سوق الخضار...خذوا مثلا: الباميا ذاتها انقسمت إلى (باميا ناشفة) وإلى (باميا طازه)..لا أعرف لماذا حدث هذا الانقسام؟ تخيلوا حتى الملوخية تباع خضراء، وعلى الزاوية في قلب أحد الرفوف تجد (ملوخية ناشفة)..

حقيقة أنا أتسوق ولكني أدرس الانقسامات التي حدثت في الأسواق كلها، حتى العدس هو الاخر انقسم إلى عدس مجروش، وعدس عادي...مع أن الطعم لايختلف بين الاثنين ولكن هناك شركات متخصصة بالعدس العادي وأخرى بالمجروش...والعدس هو الاخر صار له طرق تغليف (وكود) يلصق على (الكيس) كي يظهر السعر،..وأخاف أن يظهر في الإسواق قريبا عدس يمثل الدولة المدنية والمجتمع الليبرالي، وعدس يمثل أشكالي.

الفلفل الأسود.. تعرض لانقسامات خطرة تهدد المذاق: (فلفل حب وفلفل مطحون)...وصار يخضع لعدة أنواع من التغليف، ويقال أن هنالك شركات مختصة بذلك..وحدث تنافس رهيب بينها حول جودة الطحن، لدرجة أن (ام تهاني) ترفض أن تشتريه..وتفضل طحنه في المنزل حتى يكون المذاق طازجا و(بلهلب)...

لا أعرف لماذا أحب (السيفوي) وأطوف بين الزوايا فيه كثيرا، ولكني بصراحة أجد ذاتي..صدقوني أنا لا أراقب انقسامات البهارات والخضار، أنا ذاتي تعرضت لانقسامات خطيرة...يوجد مثلا عبدالهادي راجي حب..وعبدالهادي راجي مطحون، يوجد أيضا عبدالهادي المغلف بأكياس النايلون..وعبدالهادي الذي يباع (فرط)...حتى أني مؤخرا صرت أباع إما أخضر أو ناشفا..مثل الملوخية تماما.

على كل حال مازلت أحب (الفرط)، الدخان حين يباع فرطا أشهى، والكمون كذلك، وحبات الفاصولياء البيضاء حين تباع (بالفرط) أشهى...والكركم، والعصفر، وحب الهيل....

بدأت في الصحافة أخضر مثل حبة البامياء، مثل عود الملوخية، مثل ورق (الكزبرة)..وها أنا على رفوف العمر...أعرض مقالاتي بالفرط، لا أختلف عن حبة فاصولياء..قام الزمن بتنشيفها وعرضها في السوق..

والمشكلة أن صاحبي ما زال يصر على السؤال: (وين اجبد أيام زمان).

Abdelhadi18@yahoo.com