11-03-2023 11:20 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
جسد العمل الدرامي الاردني المشراف فترة زمنية هامة في تاريخ الاردن سواء اجتماعيا أو سياسا أو عسكريا وظهر في هذا العمل ملامح الحياة الاردنية في فترة الستينيات من القرن الماضي ، حيث الاوضاع الصعبة التي كان يُعاني منها الاردن جراء حروب طاحنة ادت إلى كثير من الانعكاسات السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وحملت في طياتها كثيرة الاعباء التي اثقلت كاهل الوطن في تلك الفترة ، الا ان هامات الذين ضحوا من أجل هذا الوطن لم تنحني ولم تركع بل قدمت الشهداء والارواح ليبقى الوطن عزيزا شامخاً برغم تلك الصعاب .
حمل المشراف في طياته مفاصل عدة تمثلت في تلاحم الاردنيين وتقديم صورة ناصعة في تحمل كل ما نتج من اوضاع صعاب سبقت الكرامة ،فوقف كل منهم على جمر التضحية بكل ما اوتي من قوة ، وقدم الرجال صور كثيرة من البطولات التي لا زالت شاهدة للعيان لاينكرها الا ارمد ، ولا يمر عنها بدون الوقف طويلا عندها الا جاحد لما تم تقديمه من أجل الوطن الذي ضمنا سنوات طويلة ولم يضمونه يوماً.
قدمت المرأة الاردنية في تلك الفترة وما زالت تضحيات جسام ، وكانت في ابهى صورة من صور الصبر والمُنافحة من أجل حياة كريمة في ارض الكرامة ، شد مأزرها وعضت على صوان الوطن من أجل صونه من العاديات ، قدمت ارواحا كانت تلهج لها بالدعاء ، وثلمت بل ما فيها من صبر انين الجراح التي سال دمها ذات يوم في كرامة العز والشموخ ، كافحت وقاتلت جنباً إلى جنب مع رجال الوطن ليسمو الوطن.
قدم الرجال الرجال صورأ باهية وتضحيات جسام لا تزال على جدارية الفخر مرسومة اسمائهم بدماء زكية لا تعترف بالهزيمة او النكوص عند النزال ، لثموا كل ما فيهم وقدموا الاعلى على الادني ، كان شعارهم ان الصبر مع الظفر وان النصر هو صبر ساعة على الجرح ، وعلى ازيز الرصاص ، وحمى وطيس الوقيعة التي لم تزل شاهدة الكرامة والرامه ومشراف الاغوار كلها تناغيها جبال السلط .
المشراف وأي مشراف كان ، كان ما كان من بطولات جسام ، وارواح تسابق بعضها الى الجنة تحمل على اكفها اكفانها ، لا ترضى للارض الطيبة سقاء الا الدم ، ولا ترضى شمسا تغازل ترابه الا الحرية والنصر .
المشراف وأي يوم كان ، كان يوماً اسوداً على كل المارقين الذين حاولوا ذات يوم ان يمسوا ظفيرة الاردن وان يلامسوا ارضها وترابها الاطهر على هذه الخليقة ، كان الرجال يقدموا بعضهم على بعض بان يكونوا اول الذين يعلنوا ان الروح ارتقت الى الجنة ولا غيرها ، لا هدف لهم ولا طلب الا ان يرضى الله عنهم ، وان يحفظ وطنهم من كل عادي ومُغتصب .
المشراف وان كان في يوم كرامة ، وان كان في لحن يودع الرفاق بعضهم بعضاً بالزغاريد وازيز الرصاص فان اللحن لن يكون اخيراً .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-03-2023 11:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |