11-03-2023 08:08 PM
بقلم : حاتم القرعان
وصف البعض العلاقة الجديدة بين السعودية وإيران بوساطة صينية ، أنها " صفعة " بعمق رسائلها وتحالفها ، بعد توتّر العلاقات فيما بينها بمراحل شبه معقّدة حملت بآخر أحداثها في 2 يناير عام من كانون الثاني عام ٢٠١٦م ، قيام السعودية بإعدام 47 محكوماً بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة مساعدة إرهابيين ، وعقب ذلك إنتقادات إيرانية حول ذلك .
سياسياً ودبلوماسياً ، مرّت العلاقات الثنائية ( السعودية الإيرانية ) بخطوط النّار والخطر . أين أفضت الإتفاقات الجديدة بين الطرفين ؟ بعد مرور سبع سنوات من القطيعة بين الدّولتين .
أفلحت الجّهود الصينية مؤخراً بتقريب وجهات النظر والإتفاق في مباحثات جرت مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ، وبرغبة من طهران والرياض لحل الأزمة ، وإتفاقهما على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما ، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، وتبادل السفراء وفتح السفارات بعد شهرين .
إشادة سعودية إيرانية للجهود الصينية ، التي تولّت فكرة بث الروح الدبلوماسية بين البلدين ، بما يعزز الإستقرار والأمن الإقليمي ، وطي صفحة الخلاف والتوترات بينهما .
موقف واشنطن والبيت الأبيض من هذه الإتفاقيّة ، عبر عنه سياسيين أمريكيين ، بكلمات غير دبلوماسيّة ، معتبرين الجهود الصينية " تقزّم " الموقف الأمريكي في مثل هذه الصراعات ، لإحكام قبضة أميركا سياسياً ، بما يتعلّق بالشرق الأوسط .
من المتعارف عليه ، أن الدول التي تمتلك المال والنفط ، أكثر من يطمع به ، وتكثر إنتقاداته ، وملاحقته ، فما هي قضيّة الشارع السعودي ، وقصّة ضابط الأمن العام السعودي ، ورجل الدين، الذان أثارا ضجة إعلامية بعد خروجهما من البلاد العربية السعودية ، ورسالتهما لولي العهد السعودي .
بعد إن تركا البلاد ، أعلن رجل الأمن العام ، رابح العنزي إنشقاقه عن النظام السعودي ، وفي ذات الأثناء قدّم رجل الدين عماد المبيض رسالة نصح مبطنة وإعتباره أن ما تؤول إليه البلاد مخالفاً لرسالتها وتاريخها .
لاقى ذلك حالة من الإستغراب ، وعبّر أناس عن رابح " ما ربح بلاده رابح " ولم يربح وهو خائن لوظيفته وأرضه ، ووصف البعض الآخر المبيّض ، بأنه الأولى أن يتوجّه لبلاد المسلمين وينصح ويعقّب ، بدلاً من بلاد البريطان وهو الخائف على أرضه ويرميها حجارة .
بعض الإرتباطات الوثيقة بين توقيت إستئناف العلاقات بين السعودية وإيران ، وغضب واشنطن ، وحرب اليمن والحوثيين ، وترأس بكين الإتفاق ، وخيوط أدخنة من الجّهة الغربيّة تحمل رسائلها .
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، جريء الموقف السياسي والمتضلّع بعلوم العرب والسياسة ، لا يقتصر النّظر على نتائج المرحلة ، بل يبحث عن تمكين السعودية والخليج العربي برمته بقراره وموقفه الثابت ، ويستخدم مرونة السياسة للبحث بالأفق عن تمكين السعودية وترتيب أوراقها الدولية وفرض قوتها وهيبتها .
هذه الإتفاقيات قد تسفر عن الكثير من الرؤى والتحديات ، والآفاق ، في القادم ، ويتحزّم قادتها بالإستراتيجيات والتخطيط لبناء الحالة الجيوسياسية لأوطانهم ، من أجل الإبحار في الحضارة والسياسة ، في النهاية ، يفوز إبن سلمان والأرض ، ويخسر رابح والخيانة .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين