12-03-2023 02:14 PM
بقلم : م. علي أبو صعيليك
لن تكون العملية التي نفذها الشهيد "المعتز بالله" في تل أبيب إلا جزء من سلسلة عمليات قادمة في عمق الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فشهر رمضان كما جرت العادة فيه الكثير من الخير على المقاومة الفلسطينية ووبالا على الاحتلال بمكوناته وقطعانه.
العمليات النوعية التي نفذها جيش الاحتلال مؤخراً في نابلس وجنين، والتي ما كانت لتتم دون التعاون الكبير مع "سلطة التنسيق الأمني" لن تمر مرور الكرام، وكما أوفى رمضان العام الماضي بوعوده، فمن المنتظر أن يحمل الشهر الفضيل هذا العام الكثير من الخيرات التي تشفى صدور المقاومين الفلسطينيين، بعد أيام صعبة استشهد فيها العديد من الشباب منذ بداية العام الحالي.
إن الولايات المتحدة هي المسؤول الحقيقي عن إراقة الدم الفلسطيني واستمرار الاحتلال، ومن يتحدث عنها كشريك في عملية السلام إنما هو شريك في الجريمة التي ترتبك بحق الشعب الفلسطيني.
ومواقفها المزدوجة حيال جرائم الاحتلال من ناحية والعمليات الاستشهادية من ناحية أخرى لا تترك أي مجال لأي شك بدورها الأساسي في رعاية الاحتلال وتمويله من ناحية ودورها مع "كبار" التنسيق الأمني من أجل الحصول على المعلومات التي تسببت بالإيقاع بشباب المقاومة وهو ما أدى إلى سقوط ثلاثة عشر شهيداً خلال أسبوع وهو حدث كبير غير مسبوق تقريباً.
تصريحات المسؤولين الأمريكان المتناقضة مثيرة للاشمئزاز، ففي الوقت التي تبرر علناً جرائم الاحتلال وقتلهم الفلسطينيين سواء مدنيون أو مقاومون، فإنها تعبر عن استهجانها لردة فعل الشباب الفلسطيني رغم عدم تكافؤ المقاومة مع الاحتلال من ناحية التسليح، وكأن المطلوب من الفلسطيني أن يستسلم للقتلة المحتلين!
لكن وعلى الرغم من ذلك فإن عملية "شارع ديزنغوف" تؤكد أن المقاومة الفلسطينية غير قابلة للكسر، وتستطيع الدخول في عمق الاحتلال، ومهما فعلت حكومة نتن-ياهو الفاشية من جرائم قتل بحق الشعب الفلسطيني، فإن المقاومة سترد على ذلك، وسيدفع قطعان المستوطنين ثمن وجود الفاشيين في حكومتهم.
ومما لا شك فيه أن قمة العقبة التي عقدت مؤخراً لم تكن مجرد أكثر من مؤتمر شكلي لا يعني شيئاً لحكومة الاحتلال، كما علق عليها وزراؤها، ولذلك نتساءل ما الفائدة المرجوة من استمرار بعض العرب في منح الاحتلال هذه الميزات، ولماذا الاستمرار في التغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني؟
إن الاستمرار في دعوة الاحتلال لمؤتمرات وقمم في الدول العربية يصب في اتجاه شرعنة الاحتلال، وفرضه في المنطقة العربية، وإذا نجح السياسيون في ذلك فلن يخرج نجاحهم من إطار المكاتب وأدراجها، وما فشلت في تحقيقه اتفاقية كامب-ديفيد عام 1978 لن تنجح في تحقيقه قمم ذات طابع أمني في عصر التطبيع المجاني.
ومن المؤسف أن يكرر مجندي السلطة ما قام به جنود الاحتلال الذين اعتدوا على جنازة شيرين أبو عاقلة، وذلك عندما اعتدى المجندون على جنازة الشهداء في جنين في خطيئة لن تمحيها الأيام وستبقى وصمة عار في سجلات "سلطة التنسيق الأمني".
شكل شهر رمضان "شهر الفتوحات الإسلامية" في السنوات الأخيرة مصدر نجاح للمقاومة الفلسطينية، التي تفوقت في العديد من المواقف على أجهزة الاحتلال الأمنية، ونجاح المقاومة مؤخراً في عمليتي "حواره" و "شارع ديزنغوف" هو مؤشر على نوعية العمليات التي ستشهدها المرحلة المقبلة في شهر رمضان، ومن يقرأ التاريخ الحديث للمقاومة الفلسطينية يدرك تماماً بأن ما قامت به الحكومة الفاشية للاحتلال من سفك الدم الفلسطيني كان مقامرة كبيرة سيدفع ثمنها الاحتلال وتكون نهايته على المدى القصير خروج جديد لنتن-ياهو من الساحة السياسية كما حصل سابقاً.
المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد الثابت للشعب الفلسطيني في طريق التحرير، ومسؤولية دعمها تقع على عاتقنا جميعاً، عرب ومسلمين، ووهم فكرة السلام مع قتلة الأنبياء أصبح مجرد سيمفونية إعلامية لا تنطلي على أحد، والحكومة المتطرفة هي التي فتحت أبواب الجحيم على قطعان المستوطنين عندما اقتحمت نابلس وجنين، والأيام لقادمة حبلى بالمفاجآت.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-03-2023 02:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |