13-03-2023 08:47 AM
بقلم : سهير بشناق
في البدايات الجميع رائعون... وفي النهايات لا يبقي سوى «الاختلاف»... وهذا الاختلاف هو نبض القلب ودفء الروح.
البشر في حياتنا كالفصول... فصل يثير في انفسنا الحنين والطمأنينة وفصل يبعث بنا الحزن ويجدد اوجاعنا.. وفصل آخر نتجدد به دوما نشعر بالحب وبالامان وان غاب نبقي نحيا حالة الانتظار ليأتي مرة آخرى لاننا نشعر به ومعه باننا مختلفون..
وهذا الاختلاف لا يتكرر كثيرا بالحياة ان نشعر بانك هناك اناس مختلفين عن غيرهم... عن كل من مروا بايامنا من قبل..
مختلفون لانهم أنقياء من اعماقهم.. يبعثون بنا روح العمر الجميل.. هم مساحة من الدفء الانساني التي نحتاجها بزمن لم تعد القلوب تتوق سوى لصدق.. وثقة ابعد ما تكون عن انكسار الروح وتعبها..
ان يكون بايامنا انسان «مختلف» فهو ربيع العمر.. بداياته ونهاياته..
هو بمكانه «كل شيء»... ومسافة بين «الفرح» «و الحزن».. وطوق النجاة من كل اوجاعنا لان تلك الحياة لا يمكنها ان تكون اقل قسوة وألما الا بانسان مختلف يبعث فينا الحب والامل ويضيء لنا في كل مرة باعماقنا ما قد تطفئه الايام..
ان يكون بايامنا انسان «مختلف» ذاك قدر ولا اجمل ينقلنا من حالة «العادي» الى حالة «الاختلاف» فتبدد وحدتنا وتبدو الايام اكثر نقاء وصدقا..
عندما نخبر الاخر بانه «مختلف» فنحن نريده الا يكون شبيها بالاخرين.. والاخرون لربما يكونون ألما وخيبات متكررة وفصل كلما مربنا شعرنا بالوحدة والقسوة. عندما نخبر احدهم بانه «مختلف» فذاك يعني ان يبقي حاضرا وان غاب الاخرون.
ان يبقي ذاك القلب الذي ان ضاقت بنا الحياة كان هو مساحة الامان التي نبحث عنها وملجأ.. فوق حدود العادي الذي لطالما عشناه مع الاخرين..
كل تجربه نمر بها.. لا تمضي الا بعد ان تنقلنا من فصل لاخر.. وتجعلنا ندرك ان الحياة ليست فصل واحد ولن تكون مهما حاولنا ان نبقي انفسنا بالامكان التي نحبهم وتمنحنا الطمانينة.. ولكن الانسان المختلف بايامنا وان كانت الحياة فصول يبقي هو اجملها..
ذاك الانسان المختلف بحياتنا لا يتكرر هذا الاختلاف هو البدايات والنهايات.. هو عهد لقلوب لا تتغير.. لا تبدلها الحياة ولا يمكنها الا ان تبقي بمكانة مختلفة لا تشبه شيئا مر بنا من قبل لانها ليست بالعادي..
الانسان المختلف.. فصل يذكرنا دوما بان هذا العمر لا يزال نابضا بالصدق وللعطاء والحب غير المشروط الذي يبقي معنا رفيقنا بايام.. ومواقف.. ومحطات.. لا يغادرنا..
ان تكون مختلفا بحياة انسان ما.. فانت ربيع العمر واجمل تلك الفصول التي نحياها. وانت مرفأ.. فلا تعود الى «العادي» لانك كل شيء بحياة انسان ما.. فقد لا يقوى بعدها ان يصدق ان الحياة هي الاختلاف الذي يمنحنا القدرة على الاستمرار.. وسيعود الى اللاشيء ولن ينبض قلبه مرة اخرى طول حياته.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-03-2023 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |