14-03-2023 12:42 AM
سرايا - في شهر رمضان، يصوم المسلمون من الفجر حتى غروب الشمس، ويمتنعون عن الأكل والشرب لفترة قد تتخطى 14 ساعة، فهل يتحمل الأطفال هذا الصيام؟
شرعا، لم يأمر الدين الحنيف الأطفال بالصوم حتى يصلوا إلى سن البلوغ، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ".
لكن قبل البلوغ من المستحب أن يبدأ الوالدان تدريب الطفل على الصيام، وهنا تكثر التساؤلات حول السن المناسب لبدء التدريب؟ والموانع التي يجب معها إفطار الصغير.
طبيا، تباينت آراء المختصين حول السن الذي يجب أن يبدأ فيه الأب أو الأم تدريب الصغير على صوم رمضان، لكنهم أجمعوا على ضرورة بدء تعليم الأطفال الصيام من السن التي يمكنهم فيها تحمل مشقة الصوم، وهو ما يختلف وفقًا للتركيب الجسدي لكل منهم.
خطر الصوم المفاجئ
الدكتور عاطف دنيا، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة الأزهر، أوضح أنه من الجيد أن يبدأ الطفل الصوم بالتدرج ويكون ذلك من سن 7 أو 8 سنوات فما فوق، مشددا على ضرورة عدم بدء الصوم بشكل مفاجئ ليوم كامل أو الضغط على الصغير للصوم.
وقال دنيا، إن الطفل يبدأ بصوم ساعتين في اليوم ثم بالتدريج تزيد المدة يوما تلو الآخر، وعندما يصل 10 سنوات يكون أكثر تحملا لمشقة الصوم فيستطيع الصوم مدة أكبر.
وتابع: "في النهاية ما يحدد صوم الطفل غير البالغ هو قدرته على الصيام، وأيضا حالته الصحية حيث تختلف من طفل مريض لآخر سليم معافى، وما بين طفل بنيته الجسدية جيدة وآخر ضعيف".
وعن صوم الطفل قبل سن 7 سنوات، رأى أستاذ طب الأطفال أن الطفل إذا تحمل الصوم لمدة ساعتين في هذه السن الصغيرة فلا مانع؛ لأن ما يحكم الموضوع هو قدرة الطفل على التحمل وحالته الصحية، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يظل الطفل لمدة ساعتين إلى 3 أو 4 ساعات دون تناول الطعام.
ونوه دنيا بأن الأطفال مرضى السكري أو من يعانون من الأنيميا أو هبوط في القلب وما إلى ذلك ممنوعون من الصيام في رمضان، كما أن الطفل حال إصابته بأزمة شعبية أو التهاب رئوي أو حمى يجب أن يفطر حتى يتحسن ثم يستكمل الصوم.
متى يجب أن يفطر الطفل؟
الدكتور محمد شبيب، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مصر، رأى أن الطفل يبدأ تحمل الصيام عند سن 10 سنوات، كبنية جسدية وقوة تحمل لعدم تناول السوائل أو المأكولات التي تمده بالسعرات الحرارية لفترة طويلة من الوقت.
وقال شبيب ، إنه لا يفضل أن يبدأ تدريب الطفل على الصيام قبل سن 6 أعوام، حتى لا يصاب الصغير بـstarvation أو ما يعرف بـ"المجاعة"، أي يظل الطفل لفترة طويلة دون أن تدخل سوائل أو أطعمة إلى جسده فيحدث فقد للسوائل أو جفاف أو فقد للطاقة.
ونصح أن يكون صيام الطفل تدريجيا أي يبدأ بساعتين ثم يزيد الوقت بمرور الأيام، أو يصوم يوما ثم يترك فاصلا يوما ثم يعود ويصوم وهكذا.
أما عن علامات تعب الطفل من الصوم وضرورة أن يفطر، أوضح استشاري طب الأطفال أنه "من ضمن علامات ذلك عدم قدرة الطفل على بذل أي نشاط، أو يصبح لون الشفاة باهتا أو أطرافه باردة أو ضربات القلب متسارعة، وفي هذه الحالة يجب وقف الصيام وإفطار الطفل فورا".
وأشار إلى ضرورة منع الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة من الصيام، خاصة مرضى القلب والكلى والسكري وغيرها، لكن مرضى حساسية الصدر أو الالتهاب الرئوي يفطرون خلال فترة النوبة وبعد تحسن حالتهم الصحية يمكنهم الصوم ثانية.
ونصح شبيب بضرورة إفطار الأطفال الذين تتزامن امتحاناتهم المدرسية مع الصيام، خاصة إذا كانوا لم يبلغوا بعد، لأن الصوم يؤثر على التركيز.
تناول السوائل للطفل الصائم
الدكتورة حنان عمر، استشاري طب الأطفال في مصر، رأت أن الأطفال الذين لم يبلغوا بعد يمكن أن يبدأوا التعود على الصوم من سن 9 سنوات، على أن يكون ذلك تدريجيا، فمثلا يمكن الصوم من أذان الفجر حتى موعد أذان الظهر كأقصى مدة.
وقالت عمر ، إن تدريب جسم الطفل على الصوم لفترة زمنية صغيرة يساعده على تحمل مشقة الصوم بالتدريج، ويجب أن يأكل خضروات وفاكهة ويشرب الكثير من السوائل قبل أن يصوم وبعد أن يفطر حتى لا يشعر بجفاف، خاصة لو تزامن حلول الشهر الكريم مع الأجواء الحارة.
ونصحت الأمهات بضرورة متابعة حالة الطفل عندما يكون صائما، وحال الشعور بأنه متعب أو مجهد أو يشعر بدوخة يجب أن يفطر فورا، مع عدم إخضاع أي طفل مريض أو يتناول دواء للصوم.