بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
علمت أن صديقا لي يعمل (رجل أعمال ومستثمر) أجرى عملية جراحية مؤخرا, في الركبة... وأنا للأمانة أرسل له الكثير من السلام, فنحن رجال الإعمال نحب أن نطمئن على بعضنا البعض... أنا رجل أعمال وهو رجل أعمال, ومن قبيل الزمالة لابد أن ابقى على اتصال معه... وأرسل له الورد.

بصراحة كان بودي أن أكون رجل أعمال, وأن أجلس في مكتب (فخم).. وأتناول في الصباح (إكسبرسو).. وأهاتف باسم السالم مثلا وأقول له: (هاي مان).. كان بودي أن أرسل (تكست مسج) لمعين قدادة, أخبره عن سعر النفط في البرازيل... كان بودي أن اتم صفقات مربحة وأطير إلى (كوالالمبور).. ويقول عني أفراد العمومة في جلساتهم الخاصة: (هالمشم معو مصاري)... وينتعني أحدهم قائلا في إطار الإزدراء: (ابو ريالة مش قليل).

كان بودي مثلا أن استثمر في النفط, وأن اشتري باخرة عمالقة واطلق عليها اسم (حورية).. تيمنا بمعلمتي–رحمها الله–ويقال في خبر عاجل أن (حورية) جنحت في قناة السويس وأن محاولات حثيثة تجري لسحبها... حورية جنحت؟ للعلم هي المعلمة الوحيدة التي كانت تخلع معطفها كي تلمني فيه حين يأتي الشتاء قاسيا على مدرستنا, وهي المعلمة الوحيدة التي كانت.. تسمح لنا بالحديث اثناء الحصة, حورية تجنح؟.. أعوذ بالله.

كان بودي مثلا أن أدخل في صفقات كثيرة واركب (رنج روفر), ماذا يعني إذا ذهبت للجنوب من أجل المشاركة في مراسم دفن أحدهم وتهامس الرجال على باب المقبرة وقال أحدهم لاخر: (متذكر لما كان يتعربش ببكم البطيخ)..

كم أنا سخيف, اخترت الصحافة وتركت مجال الأعمال... مع أني امتلك مقومات تؤهلني لأن ابني برجا تجاريا وأساهم في تأسيس شركات استيراد وتصدير.. حتى أني استطيع الارتباط ب(أليسا) وتنشر الصحافة الصفراء والحمراء أخبارا تؤكد أن (أليسا) همست لصحفي لبناني معلقة على خبر ارتباطها بي: (شباب الكرك نشامى).. وأنا أنفي علاقتي بها, لكن الصور التي تنشر من شواطئ قبرص تفضح العلاقة, وفي النهاية أغير اسم ناقلة النفط من حورية إلى (إليسا)... في هذه الحالة قد يجنح البحر كله ولا تجنح (أليسا).

بالمناسبة لن اقترب من الدخان, لا أريد التجارة به.. سيكون اختصاصي النفط والعقارات والحب..نعم سأستثمر في الحب وابني مدينة من الرموش, وملعبا للأطفال من القبلات.. سأبني أيضا مسبحا من دموع الفرح وحدها, وسأشيد برجا من أحمر الشفاه واخر من الحواجب.. هل يوجد ما هو أجمل من الاستثمار في الحب؟

على كل حال... (أبو ريالة) وأقصد أنا، لا يستحق كل هذه الأحلام.

Abdelhadi18@yahoo.com