14-03-2023 05:04 PM
بقلم : الدكتورة جمانة مفيد السّالم
إنعام النظر في وصايا الملكة الأم لابنتها العروس، يقف بنا على حكاية وراء كل لفظة، وعلى عَبرة سبقت كلّ عِبرة، وعلى التفاتات جميلة ومهمّة تصلح أن تكون دروسًا تعلّم، ونهجًا يُحتذى:
* التفتت الأم إلى حظ ابنتها في الأخلاق، وفي الطّيب، وفي الطلّة، وفي محبة الناس، وليس إلى أمور شكليّة أخرى؛ وافتخرت بتواضع ابنتها، وبحنانها، وبصفاء روحها، لتذكّرنا أن ندعو لأبنائنا ولشباب أمتنا ذكورًا وإناثا: اللهم ربّ لنا أولادنا، وألق عليهم محبتك، واصنعهم على عينك، واجعلهم أتقياء أنقياء صادقين صدوقين، وحبّب فيهم خير خلقك، وارزقهم من حظوظ الدنيا والآخرة أعلاها وأسماها.
* ذكرت الأم في رسالتها جدّي ابنتها رحمهما الله، مستشعرة فرحًا متجددّا بالحفيدة، يشبه الفرح بوالديها من قبل، ودعت لهما دعاء برّ وإحسان، لتعيدني إلى فحوى حوار لي مع ابنتي، أشرت إليه في منشور فيسبوكيّ سابق، حول فرح الآباء بتزويج الأبناء، لتمتدّ الأسرة، ويعمُر الكون، وتُبنى الأوطان.
* صوّرت الأم في رسالتها علاقة حميمة وطيدة بين أفراد الأسرة في بيت واحد، متجاوزة صورة العلاقة الفطريّة الحتميّة بين الأب والأم وأولادهم، إلى صورة جميلة بين الأخوة، جمعت كل المعاني الإنسانية التي تكاد تفقدها بعض البيوت، بسبب مطامع دنيويّة فانية، مبرزة في الرسالة، وهي الأم، دور الابنة، والأخت (المرأة) الممكّنة، والمتمكنة، لتكون الصديقة، والحبيبة، وتوءم الروح، المؤْثِرَة المؤثّرة، وصانعة الفرح.
* في رسالتها الغنيّة بالمعاني أوصت الأم ابنتها بحمل الأردنّ في قلبها أينما حلّت وارتحلت، وبعدم نسيان مصدر عزّها ومبعث فخرها: بلدها العظيم، وأبيها وأخيها، ونسبها الشريف.
وتختم أم العروس رسالتها، بدعاء جميل يبعث في نفسها طمأنينة عظيمة، سبقته عبارة ساحرة أخّاذة: " بين فرحتي فيك، وخوفي من الشوق إليك، أدعو الله أن يزفّ الفرح لقلبك، وأن يحرسك بعينه التى لا تنام".
وبعد، فبين مشاهد حياتيّة بهيّة، وادعية سماويّة سنيّة، ووصايا ثمينة ذهبيّة ستبقى في أذهاننا، وتعيش في نفوسنا صور فرح بهيج بالعرس الملكي، وتأمين على دعاء الملكة الأم بأن تحيا أميرتها أميرةوالأردن، سعيدة هانئة، تحرسها عين الله وترعاها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-03-2023 05:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |