حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 948

عبد الخالق يزاوج بين التاريخي والمتخيل في روايته “سر من رأى”

عبد الخالق يزاوج بين التاريخي والمتخيل في روايته “سر من رأى”

عبد الخالق يزاوج بين التاريخي والمتخيل في روايته “سر من رأى”

19-03-2023 08:14 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، للناقد والأكاديمي الأردني د. غسان عبد الخالق، رواية “سر من رأى ؛ نشوة الحادي برحلة ابن شبل البغدادي”، موشحة بغلاف من تصميم زهير أبو شايب ولوحة لضياء العزاوي.
وظف عبد الخالق في روايته الثالثة تقنية السيرة الذاتية، حرصا على استبطان شخصية ابن شبل البغدادي؛ الطبيب والفيلسوف والشاعر. وقد وزع هذه السيرة الروائية الحقيقية والمتخيلة في آن واحد، على 36 عتبة فرعية، أملا بإنشاء الدلالة الجمالية والفكرية الرئيسية للرواية.


وفيما أهدى عبدالخالق “سر من رأى” “إلى كل المبصرين رغم الظلام”، فقد استهلها بإشارة استفهامية مفادها: (هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟!)، ليشرع بعد ذلك في السرد تحت عنوان (ما قاله المريد) ويختمها بعنوان (ما قاله الحفيد) .


وتلخص الرواية المحنة الوجودية والمعرفية الطاحنة التي يمكن لأي باحث غض عن الحقيقة، أن يجد نفسه أسيرا لها؛ فابن شبل البغدادي- الشاعر والعطار والطبيب والفيلسوف الشاب – يجد نفسه وجها لوجه مع الحقيقة التي داهمته، بصورة امرأة جميلة وذكية وحكيمة في النهار، لكنها لعوب وعابثة ولاهية في الليل، فتقلب حياته رأسا على عقب؛ لا لأنها قد انتزعته من منطقة الراحة التي كان ينعم بها فقط، ولا لأنها اختطفت في إحدى غارات العيارين على أحياء بغداد أيضا، بل لأن كل من عرفوه وعرفوها نفوا وجودها على أرض الواقع! وعلى الرغم من عتب الشيخ وحزنه لأن تلميذه النجيب قد زل هذه الزلة- فإنه يرسله في رحلة طويلة، ليؤكد له أن الحقيقة يمكن أن تتجسد في امرأة بسيطة، ويتمنى عليه أن يسطر تجربته دون تصنع أو تحذلق:
“ها أنذا يا شيخي العزيز، أنزل عن شجرتي العالية؛ شجرة غروري واعتدادي، شجرة مكابرتي وعنادي، لأفعل أبسط ما طلبته مني وتمنيته علي؛ أن أكتب قصتي من الألف إلى الياء، دون تبجح أو ادعاء، حتى أتحرر من ألمي ومن سقمي، وحتى ألقي بكل ما حدث خلف ظهري. ها أنذا أكتبها لنفسي بلا تكلف أو تصنع، وبلا تخوف من رأي الأنداد والمجايلين، فأنا لا أطمح لأكثر من استعادة طمأنينة نفسي وسكينتها، بعد كل ما حدث، ورغم كل ما أجهد للتظاهر به أمام الآخرين. وآه ثم آه من الآخرين؛ من الذين نضحك لأجلهم، ونتأنق لأجلهم، ونتذاكى لأجلهم، وندعي السعادة والمرح لأجلهم!
ليتني يا شيخي العزيز أعرف مكانك، حتى أسعى إليك، حيا كنت أم ميتا؛ فمثلك لا يموت حتى لو مات. وقلبي يحدثني بذلك؛ أنت حي بروحك حتى لو بلي جسدك، وحي بأفكارك حتى لو أكل الدود جثمانك. وكم كنت سأسعد لو أنني قرأت عليك ما كتبت، سواء كنت فوق الأرض أم تحتها؛ كنت سأزيح حقا أكواما من الحجارة التي تراكمت فوق صدري، عاما بعد عام. ولكن هيهات لي أن أحظى بكل هذه الراحة بعد أن آثرت الغياب، وتركتني معلقا بين السماء والأرض، وبين نفسي ونفسي؛ فكأنني الشيء وضده، والنقيض ونقيضه، وكأنني “الذي اجتلب المنية طرفه… فمن المطالب والقتيل القاتل؟! “.


ومن الجدير بالذكر، أن السارد والناقد والأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبدالخالق، يعمل الآن أستاذًا للأدب والنقد في جامعة فيلادلفيا التي التحق بها العام 1996 مدرسًا، ثم تدرج بعد ذلك فأصبح مساعدًا لعميد كلية الآداب، ثم مساعدًا لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ثم عميدًا لشؤون الطلبة، ثم عميدًا لكلية الآداب والفنون. كما ترأس اللجنة المنظمة لمهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي العربي (2003-2009) واللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا الدولي وهيئة تحرير مجلة فيلادلفيا الثقافية (2012-2019). وسبق لعبد الخالق أن شغل منصب أمين الشؤون الخارجية في رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين، وهو يرأس الآن هيئة تحرير (مجلة أفكار) الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية. وقد صدر له حتى الآن خمسة وعشرون كتابًا في الفكر العربي والنقد الأدبي والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية.

 








طباعة
  • المشاهدات: 948

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم