بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
قيل أن الحياة هي المدرسة الكبرى للإنسان.
    خلق الله الإنسان في أحسن تقويم،وَزَوَّده بعقل سليم ليتدبر أمره بما يحقق له السعادةوحلِّ ما يعترضه من مشكلات وفوق كل ذلك اسكنه الجنة وقدم له النصح(ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما،ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).
وبعد أن أغواهما ابليس،أكلا منها فسقط عنهما ما يسترهما، اكتشفا أنهما بحاجة إلى ستر عورتيهما،استخدما ورق الشجر في ذلك فأخرجهم الله تعالى من الجنة(قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
واستأنف الإنسان الحياة على الأرض فاكتشف أنه بحاجة إلى ما يقيه من البرد فاخترع النار،
وخاط الملابس.
  واكتشف أنه بحاجة إلى مكان
آمن،اخترع وبنى البيوت وتفنن
فيها.
  واكتشف أن الليل مظلم وأنه بحاجة لطرد الظلام فاخترع السراج لينيرله السكن والطريق ويطرد الظلام.
    وتطور إلى أبعد من ذلك بما نشهده في كل مجالات الحياة من غزوه للفضاء،وسائط النقل والصحة،الطب،الغذاء،الدواء، والزراعة والصناعةواختراعات للدفاع،الهجوم،والبحار وباطنها والأرض وباطنها وغيرها.....الخ.
وهكذا فإن الإنسان يستمر في حياته مابين اكتشاف واختراع، وعقله في حالة عمل دائم لحل ما يعترض حياته من معوقات في البر والبحر والجو فوصل إلى حالة تفوق حد الخيال.
(علَّم الإنسان ما لم يعلم)
ولا ندري ماذا سيحصل على وجه البسيطة مستقبلا،فكل ذلك من المغيبات وتبقى في علم الله الواحد الأحد.
  (وفوق كل ذي علم عليم)