19-03-2023 01:51 PM
بقلم : علاء عواد
نحن بحاجة ماسة في هذا الوقت إلى تهيئة أنفسنا وأنفس الناس للعبادة الصادقة لله في هذا الشهر الكريم ، وإن دور كل فرد منا تجاه العمل لهذا الشهر الكريم منوط بالعمل والطاقات على حسب الأفراد .لكن وللأسف تتزايد معدلات استهلاك الطعام في شهر رمضان إلى حد الإسراف والتبذير على الرغم من من كونه شهراً للصيام وليس لزيادة الطعام.
ومع كل شهر رمضان تعود مظاهر غير معهودة خلال باقي الأشهر، حيث يكثر الإقبال على المواد الاستهلاكية بشكل كبير جداً كما تتحول بعض الأغذية إلى "كنز" يجب الحصول عليه وهي التي لا معنى لها على طول أيام السنة في حين تنتشر أكياس بقايا الأكل وفضلات شتى أنواع الطعام بعد الانتهاء من الإفطار والخبز بخاصة وبكميات كبيرة جداً، ما يجعل الحديث عن الإسراف يأخذ حيزاً يغطي عن اقتصاد ترقّبه الشارع بسبب تدهور القدرة الشرائية مع ارتفاع الأسعار.
والحديث عن علاقة الأسرة بالإقتصاد هو بالضرورة حديث عن ترشيد الإنفاق وتوجيه الاستهلاك وترشيد النفقات يحتاج إلى المهارة والتحكم في المصاريف، وذلك يستدعي مشاركة كل أفراد الأسرة أو معظمهم في التخطيط المبكر كما أن التفاهم والتراضي داخل الأسرة ضروريان من أجل مواجهة الضغط والاستعداد لمصاعب الحياة اليومية، سواء في شهر رمضان أو غيره.
وللأسف فإن ظاهرة التهافت الكبير على إقتناء المواد الغذائية في رمضان، وما يرافقه من هدر للطعام وإسراف في الاستهلاك تعبير عن التدين المظهري الذي يخدش قدسية الشهر الفضيل ويفرغه من عمقه الروحي ويحوله إلى مجرد مناسبة للإستعراض والتباهي الإستهلاكي.
والإفراط في الإستهلاك يشكل أحد تجليات العنف الإستهلاكي الذي بموجبه يتحول الإستهلاك إلى وسيلة لتعميق الهوة الإجتماعية بين من له القدرة على الإستهلاك ومن لا يستطيع ذلك ما يؤدي الى الإحساس بالقهر والدونية.
إذن نصل الى أن شهر رمضان يجب أن يكون عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الإستهلاك والنفقات وفرصة للاقتصاد، و المطلوب والمنطقي في هذا الشهر الحاجة إلى مال أقل واستهلاك أقل وذلك عبر تخصيص ميزانية أقل لشهر الصيام مقارنة بباقي أشهر السنة وادخار الفرق المتبقي كاحتياط يلجأ المرء إليه عند الضرورة مع أهمية الإنفاق في حدود الدخل بعيداً عن متاهة الديون.
فلا بد من التوازن في كل شيء حتى نشعر بخير الشهور عند الله بدلاً من ضياع الوقت فيه سواءٌ بالتفكير في الأكل والشرب واللبس والإنفاق، أن نكثر من الصلاة، وختم القران، وزيادة الخيرات، وازدياد معدل الإنتاج، وتنظيم الوقت، وصلة الرحم، وحسن الخلق مع الناس جميعًا "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
فعلينا أن نستغلَّ كل لحظة في هذا الشهر الكريم ونعود لمقاطعة كل ما لا يمتّ لتعاليم ديننا الحنيف بصلة.. فأين لنا التقوى والخشوع في العبادة في هذا الشهر الكريم إذا كان كل ما يشغل أذهاننا هو مظاهر مادية نعيشها ونضيّع بها روحانية الشهر الكريم.
فمسك الكلام إذن أن سبب زيادة الإنفاق في رمضان هو الفهم الخاطئ لروح الصيام فرمضان شهر عبادة وليس شهر طعام.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-03-2023 01:51 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |