19-03-2023 02:30 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
على بعُد ايام وستدلف ذكرى الكرامة التي كانت حرباً كبيرة ، قدم الرجال ارواحهم دفاعا عن حمى ضمهم وضموه ، ولم تكن الكرامة مجرد حرباً قارع فيه الرجال مُغتصبي الحقوق ، ولقنوه درساً لا زال يتعلم منه الكثير في المدارس العسكرية ، وكيف كان الوطن اغلى من أي غالي ، حيث تُحدد الاحداثيات لتكون هدف الرفاق، فيُنجز كل شي فيما الارواح تتعالى إلى أعالي السماء ، تنشد الراحة الابدية عن رب راض غير غضبان .
ايام وتهل علينا نفحات ايمانية تحمل في طياتها العبير والعنبر ، حيث الام والرحم .لا يولد الا الرجال الرجال . الرجال التي تلثم بالصبر جراح الذين ضحوا من أجل كرامة الامهات ، لتسعد بحياة هانئة وان رحل الاعزاء والغوالي ، وان ارتقت الارواح راضية مرضية ، تُعانق السماء لا تعرف الخنوع ، أو النكوص ، حيث الاهازيج التي ما انبرت وهي تواسي نفسها بنفسها ، وان كان الالم اكبر من حجم الصبر، الا ان الامل يكبر كل يوم في كل من كان من اجل الوطن ، يذود عنه بكل ما اوتي من قوة من أجل ان يحيا سليما من الاذى.
انها الكرامة يا سادة ، كيف لا وهي سوق كبير سطرت فيه اسمى التضحيات ، ورسمت في قصص البطولة والتلاحم ما بين كل فئات الشعب ، لا فرق بين الاصغر والاكبر فكل يقدم الوطن بروحه بصورة زاهية لا ضير في ان يكون هو الاول وهو الاعلى ، وهو الاسمى ، فالتضحيات جسام ، والحوالك مُدلهمة ، ركب اغتر في ان يمر بدون أي سهام ، ولا يدري ان الرجال لا يهمهم الارواح بان تكون فداء من اجل الوطن وان الشهادة هي اسمى غاياتهم ، وان كان هناك تحديات جسام ، وان كان هناك حاجة للسلاح ، لكن السلاح في عرف الرجال هو الارداة والتضحية والسمو ، والمشي عى الجمر وان كان الطريق طويلا فان الليل سينجلي وتنجلي معه كل ما غيوم الحقد والضغينة ، وان المصير سيكون الهزيمة لكل مُعتد اثيم .
في الكرامة التي كانت سوقاً ، كان الطيب يقدم على الطيب ، وكانت الجراح تُستر حتى يمر كل ما يكون فلا مكان للحزن في اجواء الفرح للاحبة والاقارب والجيران ، فكان كل في الكرامة يُقدم الطيب على ما يحلو له يتبارزون في تقديم ابهى الصور التي تعكس بيئة الكرامة ، وسيرورتها الجميلة ، التي زينت جدارنها بدماء الشهداء فيما رسمت ارواحهم على ابواب الجنة ، يناغونها كل طالع شمس ، شمس الحرية والعدالة ، شمس الفداء والتضحية .
الكرامة يا من تتفيئون ظلالها وظلها الظليل لم تكن نزهة على الرمال بل كانت سوقا كبيرة ، كان بضاعتها ارواح الرجال ،الرجال الذين عاهدوا الله ، والذين قضوا ، والذين ما زالوا ينتظرون ، الا انهم لن يبدلوا تبديلا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-03-2023 02:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |