حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7570

(خطة التحديث الإداري بين نَموذجي تايلور ومايو) .. !

(خطة التحديث الإداري بين نَموذجي تايلور ومايو) .. !

(خطة التحديث الإداري بين نَموذجي تايلور ومايو)  .. !

19-03-2023 04:38 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فهد خشمان الخالدي

يُعرف (فريدريك تايلور) على أَنَّه أَب الإدارة، وهو أَول مَن درس الإدارة بشكل علمي، فكان تركيزه على الانتاجية بشكلٍ مُجرد عن طبيعة الانسان الذي هو أَساس هذه العملية ..! فَلَم تكن لديه قيمة لرغبات الإنسان وطبيعته ومشاعره ..! وعلاوة على ذلك، فَلَم يكن يسمح للعامل بالتفكير أَو إِبداء رأَيه بأَيِ شيء يتعلق بعمله ..! فالإنسان العامل بنظر (تايلور) كائن مُنتِج فقط، ويأَخذ مقابل ذلك الأَجر المناسب له، أَما (التون مايو)، فقد أَخذ نهجاً مختلفاً؛ حيث بيَّنَ أَنَّ إنتاجية العامل لا تتعلق فقط بالجوانب المادية، إِنما تتعداها للجوانب النفسية والاجتماعية، كالصداقات في محيط العمل، ومشاركة العامل أحاسيسه وتفاعلاته الاجتماعية الخاصة، الأَمر الذي ينعكس ايجاباً على انتاجيته، وقد أَسس بناءً على هذه المعطيات ما يُعرف بـ (المدرسة الإنسانية) في علم الإدارة.

حين ننظر مِن حولنا، فإِننا نرى نموذجي (تايلور) و (مايو) في كل منشأة، رغم أَنَّ كلا العالمين غادرا هذه الدنيا قبل النصف الأَول مِن القرن الماضي، إلَّا أَنَّ الفكر الذي آمنا به لا زال طاغياً على عقول الكثيرين مِن أَصحاب القرار في منشآت الدولة المختلفة في كلا القطاعين العام والخاص ..! مع أَنَّ غالبيتهم لا يعرف أَياً مِن العالمين المذكورين ..! وفي جميع الحالات فإنَّ الأداء العام لهذه المنشآت سيكون متدنياً بالمُجمل إذا ما تَمَّ اتباع نهج (تايلور) في إِدارتها، (وذلك بناءً على التجارب المختلفة التي أُجريت في ذاك الوقت) ..! فالموظف أَو العامل مرتبط بشكل وثيق في ترجمة ما يملك مِن خبرة ومعرفة ومهارة إِلى أداءٍ عالٍ يصُب في مُنتَج عالي الجودة كماً ونوعاً، كما أَنَّه يملك مِن المشاعر الإنسانية ما يُغَلِّف هذا المُنتَج بكل معاني الولاء والانتماء للمنشأَة وللوطن بأَكمله إذا ما تَمَّ التعامل مع هذه المشاعر وفق قالب إنساني بمظهره وبمضمونه.

خطة التحديث الإداري بمكوناتها السبعة، أَحاطت بكل ما يتطلبه عامل النهوض بأَداء القطاع العام، فالمسأَلة تتوقف على النفوس الجادة لتطبيق هذه المكونات وما إنبثق عنها مِن أَهداف إستراتيجية ومبادرات تَصُب في هذه الأَهداف، وهنا نتوقف عند الثقافة المؤسسية التي يؤمن بها صاحب القرار في كل منشأة، وهي ذات الثقافة الداعمة والمحيطة بباقي مكونات هذه الخطة ..! فنهج (التون مايو) في إِدارة العملية الانتاجية والأَداء العام برُمته، هو النهج الأَنجع القادر (باعتقادي) على سَبر غور أَحاسيس الموظف ونفسيته وحالته وظروفه الاجتماعية؛ للوقوف إلى جانبه وتوجيهه التوجيه الأَمثل لتحسين أَدائه إِن قَصَّر به لسببٍ أَو لآخر، وهو ذات النهج القادر على نشر ثقافة مؤسسية قادرة على إِدارة الدَفَّة لهذه الخطة إِلى أَن تصل إِلى برِّ الأَمان الذي يُمثل الحالة المُثلى لها حين تصل إِلى الهدف المنشود (قطاع عام مُمَكِّن وفَعَّال يعمل كوحدة واحدة لتنمية الأُردن وتحقيق الرفاه للمواطنين).

إِنَّ المنطق يقول أَننا نعيش في عالم مُتغير بكل ما فيه، عالم لا يتَّسع للفكر التقليدي في إدارة مؤسسات الدولة المختلفة، عالم يفرض علينا مُجاراة كل المتغيرات فيه بشكل لا يخرجنا عن أَساسيات عقيدتنا وثقافتنا المتوافقة مع هذه الأَساسيات، عالم لا مكان فيه للفكر الضَحل الضيق النابع مِن تحقيق مصالح ذاتية تحكمها المحسوبية والاقليمية المَقيتة، عالم لا مكان فيه لتكرار عوامل الفشل والاتكالية وتغليب مصلحة فرد أَو جماعة على حساب مصلحة وطن بأَكمله.

آن لنا أَن ننظر إِلى الموظف كإنسان مُفعم بالمشاعر التي تهوي بكل ما فيها على مَن يُحس بها ..! فمبدأ الثواب والعقاب والتعامل مع حجم انتاجية الموظف كأَرقام صمَّاء، لا يجب أَن يؤخذ بها بمعزل عن هذه المشاعر ..! فما فائدة إنتاجٍ عالٍ مُجرد مِن الولاء والانتماء للمكان وللوطن ..!؟ فاِحترام إِنسانية الموظف ومشاركته أَحاسيسه وحل مشاكله، يخلق كل الدوافع الذاتية لديه لعمل كل ما يستطيع وفاءً لمن بادله هذه الأَحاسيس ..!، فجميع هذه التفاعلات الانسانية التي تُفضي إِلى مخرجات متوافقة مع كل المستهدفات الموضوعة، توصف على أَنها الصندوق الأسود الذي لا يعلم خفاياه إِلَّا مَن رسم له طريق التميز قبل السَير به.

نحنُ شعبٌ لا ينقصنا شيء مِن مقومات النجاح إلَّا النيَّة الصادقة التي لا غاية لها إِلَّا الخير كل الخير لهذا الوطن وأَهله.
============= (فهد خشمان الخالدي)








طباعة
  • المشاهدات: 7570
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-03-2023 04:38 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم