بقلم : علاء القرالة
ما تشهده اسعار الدواجن وبعض الاصناف الاساسية من ارتفاعات مفاجئة وغير مبررة وبالتزامن مع قرب دخولنا شهر رمضان المبارك، تكشف لنا عن امرين اولهما ان ضخ سيولة في الاسواق وفي هذا الوقت تحديدا سيساهم بتنشيط كل الاسعار ورفعها على المستهلكين، واما الامر الثاني فهي تكشف لنا مدى الجشع والقبح الذي ينتاب بعضا من تجارنا في مثل هذا التوقيت من كل عام، فهل ستبقى الحكومة تناظر الاسواق دونما اي اجراء؟.

الدجاج وغيره من الاصناف بدأت تدق ناقوس الخطر وتنذر بان الاسواق ستشهد حالة من الارتفاعات غير المسبوقة وفي حال تم تأجيل الاقساط لمساهمتها برفع القدرة الشرائية للمستهلكين وخاصة انها تنشط في رمضان وبشكل مضاعف عن بقية شهور السنة، وتبين ان ثمة من يسعى الى استغلال الاقبال وارتفاع الطلب على مختلف الاصناف وبغض النظر عن الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن، وهذا كله بعد ان نجحت السياسة التحفظية للبنك المركزي في مواجهة التضخم والسيطرة عليه طيلة العام الماضي والذي شهد على ارتفاعات كبيرة على اصناف مختلف السلع وخاصة الغذائية جراء الحرب الروسية الاوكرانية والتعقيدات بسلاسل التوريد وكذلك الجفاف.

المتابع لاسعار الدواجن يجد ان اسعارها قفزت بشكل غير مبرر خلال الاسبوع الماضي والحالي، حيث اصبح يباع الكيلو غرام الواحد من دجاج النتافات ما بين 180 و190 قرشا بعد ان كان يباع بسعر 150 الى 160 قرشا، وارتفع سعر الدجاج الطازج من 170 قرشا قبل اسبوع ليباع اليوم 210 الى 240 قرشا حسب الشركة المنتجة له وكذلك حتى الدجاج المجمد لم يسلم من تلك الارتفاعات حيث اصبح يباع 2.7 دينار لوزن 110 غم ويوجد انواع اخرى يصل وزنها 1300 غم الى 3 دنانير، والامر اللافت ان ما من اسباب تبرر هذا الارتفاع باستثناء ارتفاع حجم التوقعات من قبل المنتجين والمزارعين على ارتفاع الطلب عليها وخاصة اذا ما أجلت الاقساط.

اسعار الدجاج ليست وحدها التي ارتفعت فهنالك مؤشرات على ارتفاع الكثير من الاصناف الغذائية الاخرى، والتي وان ترك السوق من غير رقابة صارمة ستفلت وحينها ستكون السيطرة عليها في غاية الصعوبة، وخاصة ان اخر دراسة اجرتها وزارة الصناعة والتجارة تشير الى ارتفاع نحو 20 سلعة غذائية تقريبا خلال الفترة ذاتها بنسبة 13% ومنها الدجاج الطازج وبعض اصناف اللحوم بمتوسط من 3 الى 8% وبعض اصناف الخضار ومنها الخيار 60% والباذنجان 25 % و الفلفل الحار بنسبة 8% وغيرها من الاصناف مرشح ايضا للارتفاع.

الصناعة والتجارة تحذر وتنذر وتلوح باستخدام كرت السقوف السعرية، وهذا حل ناجع قد يواجه هذه الارتفاعات غير ان الحل الامثل لمواجهة هذه الارتفاعات يكمن في تغير انماط الاستهلاك بشكل جذري وذلك من خلال عدم التهافت على شراء كميات منها سواء الدجاج او الاصناف الاخرى لتوفرها وبكثرة، والاهم من كل هذا الاجراءات ولمواجهة الارتفاع العالمي وغيرها من المبررات يجب ان نبتعد عن المطالبات التي تهدف الى ضخ السيولة في الاسواق من خلال اعتماد سياسة تأجيل الاقساط فضررها مزدوج على المقترض من جهة وعلى اسعار السلع من جهة اخرى.