حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2101

الكرامة .. المعركة والمفاهيم الباقية

الكرامة .. المعركة والمفاهيم الباقية

الكرامة ..  المعركة والمفاهيم الباقية

20-03-2023 09:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
معركة الكرامة، هي واحدة من العناوين التي نعتز بها في هذا الوطن، لأنها بنظرنا تمثل امتداداً لدورنا تجاه الأردن العزيز، وتجاه فلسطين ومقدساتها، فجيشنا العربي ومنذ تأسس وهو على عهد الوفاء لفلسطين، وبذل لأجلها كما يبذل للأردن.

وعلى هذا المبدأ، أسس ملوك بني هاشم الأردن، وكانت حراب جيشنا على الدوام، لأجل الثرى في هذا الوطن، ولأجل إنسانه منذورة.

واليوم، ومن جديد نحتفي بذكرى معركة الكرامة، والتي تحمل في دلالاتها تحمل أبعاداً تاريخية هامة، ما تزال حاضرةً حتى اليوم.

ففي تاريخية هذه المعركة، فإنّ أهم ما فيها، هو توقيتها الذي جاء عقب هزيمة 1967، وعقب «مرارة» امتدت وبقيت في النفوس، ولكن جيشنا العربي، أعاد إنتاج المشهد أنذاك، وأكد على أنّ العرب قادرين، ورسخت من دور جيشنا العربي ودوره الريادي في ترجمة عقائدتيه العسكرية والعربية إلى بطولات ما زالت لليوم حكاياها تتكشف.

ومعركة الكرامة ما تزال في الوجدان الأردني شاهدة على جيش محارب وقائدٍ عظيم قاد البلد في أحلك ظروفها عقب النكسة إلى صناعة حالةٍ أثرة في المنطقة العربية ككل، ورفعت معنويات ليس الشعب الأردني وحسب بل والشعوب العربية.

وأكدت الكرامة في معانيها أنذاك أن الشعارات الرنانة لا تبني دولاً ولا تصونها ما لم تكن تحظى بقيادةٍ شرعية وتنتزع الدور بالعمل، وأسمى دلالات الكرامة أنها أكدت أن الأردن هو الحصان الرابح دوماً بما يملكه من حكمةٍ واتزانٍ.

فالأردن عربياً قبل معركة الكرامة، كان في عيون كثيرين وطنٌ غير قادر على الصمود خاصة من أشقاءٍ لم يرحموه واستجروه إلى حرب أضاعت الضفة الغربية، بفعل المنابر.

وليؤكد جيشنا الأردني حينها من المكان العزيز الذي يشهد تشريف جلالة الملك كل عامٍ أن الأردن قادرٌ وأصيل، وأن خطابه وخطاب جيشه وعقيدته القومية نقية المعدن، هي الأنقى، وهي الأثبت.

والنتائج التي حققها الجندي الأردني في الكرامة أخبرت أن هذا الوطن، حمل الهم على صغر حجمه، ونجح في كثيرٍ من المراحل من أن يحمله لآخر مدىً من الأمل.

ولربما هذا الدرس المستفاد من معركة الكرامة علينا أن نضعه نصب أعيننا، فالكرامة كانت مقدمة لمرحلة عقبتها من استعادة العربي لثقفته بنفسه في ظرف أشهرٍ.

فمن جاء للفسحة في أرضنا من جيش الاحتلال، وجد جواباً ما زالت شواهده لليوم ماثلةً سواء من شهداء كرام بررة بأوطانهم أم من آليات أم من نداءات وقف إطلاق النار، وصولاً إلى إصرار الحسين بن طلال – طيب الله ثراه–على مغادرة جيش الاحتلال لغربي النهر.

الكرامة.. جزء من حكاية وطن هاشمي كريمٍ يحتفل بالنصر، ودوماً نصره يرسم مقدمات الأمل العربي، وهذا دور أردني متأصل بالتاريخ والجغرافيا والسياسة، أيضاً.

إنّ قصة معركة الكرامة، هي واحدة من الشواهد الكثيرة على عبقرية هذا الوطن بقيادة ملوكه، وبعزم جيشه، ووفاء شعبه، ذلك أنّ الأردن دائماً ما يقدم لإنسان هذه المنطقة الأمل، والنموذج، في النصر، وفي العلم، وفي البناء، وفي كل مرة يحتاج المشرق العربي إلى مفهومٍ تستعيد من خلاله الذات العربية ثقتها بنفسها، وعلى هذا تأسس هذا الوطن، وسيبقى بقيادة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين، فكل عامٍ وجيشنا، ووطننا، بخير.. ودامت الجباه عالية.








طباعة
  • المشاهدات: 2101
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2023 09:01 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم