20-03-2023 09:02 AM
بقلم : سهير بشناق
أشعر بقسوة الكلمات وألمها وأنا أحاول ترتيبها لتليق بمكانة «أمي» ولن تنجح بذلك..
عيد الأم.. منذ ما يقارب عامين ونصف وأنا أشعر بمرارة كبيرة.. وسع العمر كله كلما اقترب عيد الام.. بل أصبح «آذار» متعبا لي من بداياته... تماما كتعب الروح والنفس التي تحيا دون «الأم»... ألم نابض.. وحنين.. وغربة.. لا يبددها إنسان ولا يطفئها سوى حضن أم ورائحتها..
كان دوما «عيد الأم» من أجمل المناسبات المحببة لدي كنت أشعر بمتعة خاصة وأنا أبحث لك عن هدية تماما كما كنت أفعل بالأعياد الاخرى.. لأن كل الاشياء التي تتعلق بك كانت تسعدني وتمنحني الراحة والطمأنينة.. ولا تزال تلك التفاصيل المتعلقه بك تسكنني كأنفاسي..
لم يعد ممكنا لي أن يكون «آذار» جميلا كما كان وكثيرا منذ وقت رحيلك أتجنب معرفة أيام هذا الشهر وكأني لا أريد أن أصل به لعيد الأم الذي يزيد من ألمي ويشعرني بالغربة وانكسار الروح..
خرافة كبيره تلك التي تخبرنا أن مع الأيام ننسى... وأن الإنسان يتعافى.. كل ما في الأمر أننا نحاول أن نستجمع كل ما نملكه بالحياة من قوة وتماسك كي نمضي مع الأيام دون أن ننسى أو نتعافى.. وكيف يمكننا ذلك أمام رحيل الأم التي وجودها مرفأ أمان... ورائحتها رائحة وعطر أجمل ما بالحياة.. وخوفها وقلقها وحنانها وصدقها ونقائها... هم كل العمر وأجمله... ونحن لا نملك أمام كل هذا وأكثر أن نتعافى مهما مرت سنوات.
منذ لحظات رحيلك وما زال القلب متعب.. ما زالت الذاكرة ممتلئه بك..
منذ لحظة رحيلك ولا يزال عيد الام متعبا.. موجعا.. يعيدني كطفلة.. وأنا التي منذ رحيلك كبرت وباتت الطفولة غريبة لا يجمعني معها شيء.. فنحن نكبر فقط بموت الأمهات...
إنه آذار.. يعود عاما تلو الآخر محمل بعطر الأمهات.. ومحمل بالمي ووحدتي.. وأنا لم أعد امتلك الجرأه لأقصد بيتك مرة آخرى.. فذاك المكان الذي اعتدت أن أراك به... يوجع ثنايا النفس والروح بعد أن بات فارغا... موحشا.. وتلك الدار بكل ما فيها لم تعد لي سوى غربة.. وانكسارا... وألما.
يا وحشة الدار ويا غربة آذار.. فعيد الأم يوجعني يا «أمي».. وأنا التي في هذا اليوم وبكل أيامي ما زلت أحملك بقلبي وروحي ما زلت حتى بغيابك أنت ملجئي وطمأنينة العمر.
بك.. كانت أيامي مختلفة... وبغيابك باتت أيضا مختلفة..
يا غربه الدار ويا وحشة آذار...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-03-2023 09:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |