حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5600

السرحان تكتب في يوم الكرامة (الجيش العربيّ أُمثولة الفخر ) ..

السرحان تكتب في يوم الكرامة (الجيش العربيّ أُمثولة الفخر ) ..

السرحان تكتب في يوم الكرامة (الجيش العربيّ أُمثولة الفخر ) ..

20-03-2023 11:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جميلة عويصي السرحان
موقع الرّصد في الخطوط الأمامية في ذاك الخندق تحت التراب إلا من مكان صغير ينظران ويتنفسان عبق الأرض رفقاء السلاح أحدهما بالمنظار ويدّون ما يرى والآخر ينقل الرسالة عبر جهازه الراصد إلى السريّه .
وهناك جنودنا البواسل قد استعدّوا بمدافعهم ومجنزراتهم ، ومشاتهم الذين يسيرون بقوةٍ إلى المعركة ، فبعضهم في تلك الخنادق من بين الحجارة ، وآخرين يزحفون على ركبهم وأكواعهم على تلك الرمال وسلاحهم بيدهم وذخائرهم فوق ظهورهم ، وقد أخذوا أماكنهم ، وقد احكموا أيديهم على الزّناد وأعينهم شاخصة ينتظرون أن يظهر لهم العدو ويأتي الأمر بالرمي.
فيرصد موقع الرصد الأمامي هدف للسرية : احداثيات صفر ، صفر ، تسعة ، خمسة ، صفر.. واحد واحد هدف السرية اجب.. فيرد عليه صفر ، صفر ،سته ، واحد..
وينقل الرسالة كم هناك من الدبابات والجنود شاهدت عيناه.. فيقول استلمت انتهى.. وقد تجهز جنود المدافع ، فمنهم من يحمل الذخائر ومنهم من هو مستعد للإطلاق ، فيأتي أحدهم لقائدهم : "المدافع جاهزةٌ للرمايةِ سيّدي" فيعطى الأمر بالإطلاق. ذاك الجندي صاحب الفوتيك الأخضر ، يلف شماغه الأحمر على رأسه وقد زينه شعار الجيش العربي على عقاله ، فيقوم بتوجيه المدفع إلى الهدف ثم يحشو رفيقه المدفع بقذيفة ومن جانبي المدفع يطلق وسط صيحات اللّه أكبر اللّه أكبر.
وما أن سقطت أول قذيفة إلا وفجّرت الأرض أمام العدو فتطايرت الحجارة من رحم الأرض التي سارت معهم للقتال ، بحجارتها وذرات ترابها التي خالطت مدفعيات جيشنا العربي الباسل. أمّا المُشاه فقد أخذو يطلقون وابلٍ من الرصاص يصيبون أهداف العدو ويسقطونهم واحدًا تلو الآخر ، وهم يستمعون لقائدهم الأعلى الملك المغفور له الحسين بن طلال: "اصمدو، اصبرو ، وصابروا ، ورابطوا ، اقتلوهم حيثُ وجدتموهم ، بأسلحتكم بأيديكم بأظافركم بأسنانكم.."
والنشامى يرددون : "حنا ذعار العدا طلابه للدين ، والجور مايقبله إلا الردي خاله ، ولا تنجب الأردنيات ردي الخال ولا العم ."‎ فينطلقون بقوة أكبر ويتقدمون بشراسة ، فلا يأبهون بالموت فقد أحبٍوه أكثر من الحياة ، يزحفون على أقدامهم وأكواعهم ليصلوا إلى دبابات العدو فيدمروها.

الطائرات والمدفعية والآليات والجنود المشاه كلّ منطلقٌ للدفاع عن تراب الوطن الأغلى. كانوا مُقبلين غير مُدبرين ، يتسابقون نحو الشهادة وصدى هديرُ دباباتهم ومدافعهم يُعطّر المكان والزمان وهم يذودون عن الأرض ، وينتشون بدعاء الأمهات بقطع المسافات من القرى الأردنية وعبْر الأودية نحو المعركة :" يا ابني ، اللّه معك..". ويتمثلون الحناجر الأردنية : "هذا اليوم يوم العزّ يوم صحنا لعيناها ..".
ومن هناك ذاك الجندي الإسرائيلي يبعث لجيشه عبر جهازه الراصد وهو يزحف وسط غبار الرمي : (النجده... النجده... تتعرض قواتنا المتقدمة على محور العارضه إلى الرماية الشديدة من القوات الأردنية والمتخندقة في السهول والأودية ، منعت قواتنا من التقدم للأمام). وتزداد المعركه شراسةً وقوةً فيعود الجندي الإسرائيلي للنجدةِ مرةً أخرى مرددا : (لقد تعرضت قوات المشاه المتقدمة إلى رمايات دقيقة من قبل جنود المشاه في الجيش الأردني ، أعاقت تقدمنا وارتفعت عدد الاصابات والخسائر).
أمّا المدفعيةُ الأردنيةُ التي وصفها الإسرائليون بالمجنونة جعلتهم يستنجدون مرات ومرات : النجده..النجده..النجده.. تقوم المدفعية الأردنية بعمليات قصفٍ شديدة ودقيقة على جسر الأمير محمد وتم تدمير أجزاء كبيرة منها. كما تتعرض قواتنا على محور وادي شعيب إلى قصف شديد من قبل المدفعية الأردنية ، مما أدى إلى تدمير الآليات والدبابات المتقدمة. وأخر نداء من ذاك الجندي الإسرائيلي وهو يجرّ نفسه وسط طلقات جيشنا الباسل وقد أصيب : (قياده... قياده... تعرضت قواتنا إلى خسائر كبيرة وتقدر بمقتل ٢٥٠ جندي وتدمير ٢٧ دبابة وتدمير ٦١ آلية مختلفة ، وتمّ تدمير الجسور ورمايات مدفعية مكثفة ، ولا يمكن الاستمرار بالتقدم). وهنا صمت كلّ شيء ، حينها انطلق جنودنا الأشاوس إلى رفع راية النصر بأيديهم ، وغرسوها بأعلى بقعة ليراها الجميع ، وسط صيحات النصر والتكبير اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر ، ويرفعون أسلحتهم عاليًا منتشيين بالنصر حول قائدهم الأعلى المغفور له الحسين بن طلال وهو يقول : "وتفجّر زئير الأُسود في وجه المدّ الأسود اللّه أكبر.. ".

فكانت معركة تاريخية قُدسيّة أبطالها جنود جيشنا المصطفوي العربي ، الذين سكبوا دمائهم في عروق هذا الوطن الطيب الثرى من دون حساب ، ليبقى حرًّا أبيًّا فغنّت لهم الحناجر الأردنية فرحًا : "يا مرحبا ويا هلا بجيش الميامين.. فرسان تحمي الحمى تحمي الوطن والدين.. شجعان بالميدان هلا الوجوه السمر.. بالعزم والايمان فوق الدروع العُفر... " و "مرحى لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا مرحى " وسط أهازيج الأردنيات وزغاريد الأمهات اللواتي أنجبن الرجال الرجال..
فيا أيّها الجيش العربي رائعةٌ صفحاتك التي كُتبت في دفتر المجد الأردني بمداد الذهب ، فلم تَحِد عن شرف الجُنديّة يوماً ، فكنت المخلص والقابض على سلاحك بيدك وبقلبك وبأهداب عيونك . ملتزمًا برسالتك ، مستنيراً بقسَمك ، وحياتك على فوهة سلاحك غير آبهٍ بغير الوطن ، واضعاً حياتك وردةً فوّاحة تُهديها للوطن.
أيّها الجيش العربي فبجهادك وبكفاحك أرْسَيت أمن الوطن ، فانحنيت تُقبّل ذرات ترابه الطهور وتلثمه عِشقاً أبدياً ، فكان وعدك له والتضحية بحياتك لأجل أنْ يحيا حكايةً على فم الزمن وترويدةَ مجدٍ أردنية ، فكنتَ وما زلتَ وستبقى أُمثولة العزّ لهذا الوطن.
وإننّا أيّها الجيش واثقون باللّه أولاً وبك ثانياً في كل حين ، فلكَ أيها الغالي على كل أردني المواجهة والتحدّيات ، وعلينا نحن الأردنيين الصلوات والدعاء للّه عز وجل بأن يحفظك من كلّ سوء ،لكنكَ أيّها البطل لقد تخاويت والموت وسلاحك وصادقته ليبقى الوطن واحة أمن وأمان .
فيا أبناء هذه الأرض الطيبة جيشنا المصطفوي ‏"نبوس راسك يا رافع راسنا يا جيشنا يا عزّنا ونوماسنا " فهذا هم النشامى من القوات المسلحة الأردنية دائماً وأبداً ، في كل الميادين والظروف والأزمات ينأى بالوطن عن المخاطر ويقدم العون للمواطنين في كل أمرٍ يحتاجونه. فتهواهم القلوب وتلهج بهم الحناجر واصفةً إياهم: ‏
"احنا اللي نشيل الهمّ لكثرت همومها.. ‏
واحنا اللي نمطر دم لا شحّت غيومها.. ‏
واحنا اللي نغزل لها من رموشنا هدومها.. ‏
والقوم اللي تعتدي نطقها على خشومها.." ‏ ‏

وهذه البلاد لنا وسنأتي يوما وإن طالت الأيام نستعيدها ، فنحن حزب وصفي وناهض وحابس وفراس العجلوني وموفق السلطي ومنصور كريشان ومعاذ الكساسبة وراشد الزيود وعرار وتيسير السبول وحبيب الزيودي ، نحن من حزب مثقال الفايز وحامد الشراري ، نحن من حزب ماجد العدوان وراشد الخزاعي وعودة أبو تايه وصايل الشهوان وإبن قلاّب، نعرف ثعلب الدروع وحنيش الجيش ، ونعدّ شهداءنا من الروح إلى الروح ، من الكرامة إلى اللطرون، نعرف خّو جيداً ونطرب على "دبيك " العسكر فيها وعليها وعلى "العدا".
فيا رب يا رحيم احفظ جنودنا البواسل من الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية الذين يفتدون بأجسادهم أبناء الوطن ودعاؤنا دوماً بأن يحفظ اللّه الوطن والشعب والقائد الأعلى لقواتنا المسلحة الأردنية سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.. ولأرواح شهداء الوطن وشهداء الكرامة ألف ألف تحية وسلام..








طباعة
  • المشاهدات: 5600
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم