حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1950

الأم تصنع الكرامة

الأم تصنع الكرامة

الأم تصنع الكرامة

20-03-2023 06:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد فرح الصبيحي
سلامٌ على أُمي الحنونة(ام محمد) الغالية.. سلامٌ على أُمهات الأردنيين رمز التقوى والعفة والكفاح، اللواتي هنَّ من صنعنَ المجد والكبرياء لأبنائهنَ في مختلف نواحي الحياة.
الأم هي من تصنع الرجال والكرامة، وتربي الأجيال.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم :
الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددتَ شعباً طيب الأعراقِ
الأمُ روضٌ إن تعهد الحيا..
بالريِّ أورقَ أيّما إيراقِ
الأم أستاذُ الأساتذةِ الأُلى..
شغلت مآثرهم مدى الأفاقِ

فالأم كرمتها كافة الديانات السماوية لمكانتها العظيمة، ودورها البارز في نشأة جيل يكون عنوانه الأخلاق، والعلم، والمعرفة، وحب الوطن.
وبأقتران معركة الكرامة بيوم الأم، كانت أرض الكرامة المجيدة حنونة وصامدة تحت أقدام هذا الجيش العربي المصطفوي، كقلب الأم الحاني المليء بالحب، والتضحية، والعطاء على أبنائها.
معركة الكرامة خالدة في ذاكرة التاريخ العربي، والأردني بشكل ٍ خاص. هذه المعركة التي سطر فيها نشامى القوات المسلحة الأردنية الباسلة بدمائهم الزكية، وأرواحهم النقية. أروع البطولات والتضحيات، لذلك أستحقت هذه المعركة أن يطلق عليها معركة الفخر والعز والكرامة.

جيشنا العربي منذ تأسيسه يحمل رسالة الثورة العربية الكبرى ويتحلى جنوده الأشاوس بعقيدة إيمانية وقتالية. كلهم إيمان وثقة بأن النصر من عند الله الواحد الأحد. قال تعالى (وأعدو لهم ما أستطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)

قرية الكرامة، هذة القرية الحدودية الأردنية، من مناطق الأغوار تسمى (كَبِد الغور) أو منطقة الآبار _نسبة إلى الآبار الإرتوازية التي فيها _ .

هذة القرية الخالدة في ذاكرة التاريخ كانت ساحة الوغى التي جسّدَ فيها رجال الجيش العربي كل معاني البطولة، والبسالة، والصمود، بوجه ذلك العدو المحتل الغاصب، الذي تراود َ لهُ أنه بإستطاعتهِ الوصول إلى شرقيّ الأردن، لإحتلال مناطق جبال البلقاء، كما حدث عند أحتلالهم للجولان العربية، لتكون ورقة ضغط على أردن المجد والعزة والتاريخ.

بداية معركة الكرامة كانت في صباح 21/ اذار /1968 عندما حاول العدو الصهيوني العبور إلى الأردن من مختلف الجبهات الأربعة، كما كان يخطط ويأمل.


وكانت أرض الكرامة مهد الصحابة الأبرار من أبو عبيدة عامر بن الجراح،و شرحبيل ابن حسنة _ رضي الله عنهم _ مقبرة لهم. هذة المعركة التي أستمرت 16 ساعة، كانت أرض الكرامة عبارة عن نار وجحيم تحت أقدام هذا العدو الغاصب، لأنه وبحمد اللّه كان رجال الجيش العربي اللذين نذروا أنفسهم لهذا الوطن، بالمرصاد في الدفاع عن وطنهم وشعبهم إيماناً بأنهم أصحاب حق ورسالة، شعارهم (المنّية ولا الدنّية)
الكرامة أعادت الكرامة والعزة للأردن ولجميع الدول العربية، وكسرت مقولة( الجيش الذي لا يُقهر)
بأن كبدتهُ الكثير من القتلى، والخسائر بالأرواح والمعدات.

لم يكن هذا النصر لولا تضحيات جنود الجيش العربي، الذي قدم كوكبة من الشهداء الأبرار المسلحين بالإيمان. هؤلاء الشهداء هم أصحاب فضل على كل أردني بهذا الوطن. قال تعالى ( ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللّهِ أموٰتا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقونَ)
إن سير المعركة والتخطيط لها كان بإشراف مباشر من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه اللّه، الذي رفض وبشكل قطعي وقف إطلاق النار حتى يتم إنسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، فكان الجند والقائد في خندقٍ واحد شعارهم وإيمانهم بأن النصر حليفهم بإذن اللّه تعالى.

هذه الأرض المباركة هي أرض الحشد والرِّباط، مباركٌ فيها وبأهلها وبجندها الأشاوس، وبفضلٍ من اللّه يحكمها مليكٌ هاشميٌ سليل الدوحة النبوية الشريفة، صاحب رسالة الثورة والنهضة العربية الكبرى.

سائلين اللّه عز وجل أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم.

أدام اللّه الأردن وأهلهُ بخير








طباعة
  • المشاهدات: 1950
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2023 06:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم