20-03-2023 06:08 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
في آذار.... كثير من الكرامات ولدت وتولد من رحم ام الكرامات ، تحتفل بأهازيج ولحن وطني خالص لا يشوبه شائبة ، لم يكن كل هذا من أجل منحة أو اكرامية ، فالكرامة ومن ولد رجالها اسمى من كل ما قد يتم تقديمه .
اماه على جدارية الزمن ننقش كل يوم اسمك ، كما نقشت على ثوبك الأسود المثقوب كثير من الحكايا التي كانت وما زالت نبراسا نتعلم منه كلما تنفس صبحك ، وكثير من المُعجزات التي انهمرت من بين يداك ، ما كان لطعم القهوة ان تفوح منه كل هذه المزايا لولا اصابعك التي مر من تحتها حباتها ، فيما كان الهيل حروفك التي لن تذوب وان انهمر غيث حبك على وجع الزمان ، وعلى غيم المحبة التي لم تكن سوى لهفة وانتظار وان مر الزمن وما فيه من محطات كثيرة لا تعد ولا تحصى ، كوورقة الروزنامة يتصفحها كل مُحب ، وكل تائق لوجهك الجميل ، لمسبحتك المنعقدة من ملايين الحبات والحب والحنان ،والتي تحمل في طياتها الكثير من الدعاء والتي لم اجد شبيهتها، لطريقتك في الصلاة، لوشوشاتك الدائمة يا رب اودعتك من لا تضيع ودائعة لزلازل الدعاء الذي لم ينتهي ، لنبضك في كل فينا ، في قلوبنا ينبض شريان حياتك ، يدق القلب كلما لاح حرف اسمك ، وكلما مر شريط وجهك المكنحل برضاء السماء ، وغيث الارض وما فيها من نبات ،لوجهك المسكون فينا، دم يسري في عروقنا روح فينا انتي لن تنتهي بياض قلبك ثلج دافئ لن يذوب ، وكحل لن يسرقه الدمع ، ولن يتلاشى اي كان الزمن واي كان الوجع .
أي صباح انتي وصباحي يبدأ من صباحك أنتِ، فجر يتنفس من رئتك ، وصبح يغازل شمسك قمرية في الارض انتي ، وان كان القمر في السماء ، لا ضير ان تكوني مٌحيط الكرة الارضية وتتربعين على فضاء العمر ، ساعتي انتي وتمام ساعتي الآن أنتِ ،وأنتِ، من وسادتك تزهر الأحلام ، ويخلد زهرك ابدي لن ينتهي عطره المُمتد إلى قيام الساعة.
اماه ، انت تزرعين ما تبقى من عمرك وأعمارنا بذور شفاء وسنابل أمل وحياة، قمح انتي وسنابل العمر كله ، تسمو كل حبة فيك وتعانق سماء الكون ، نخيل يطاول الفضاء ،وفي يديك الطاهرة ، المبرأة من شائبة تهزّين لنا جذع الرضا فيتساقط الرزق علينا رطبا جنياً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-03-2023 06:08 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |