حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3734

عنتريات عربيه جاهلية غابره ليتها في ايامنا المعاصره

عنتريات عربيه جاهلية غابره ليتها في ايامنا المعاصره

عنتريات عربيه جاهلية غابره  ليتها في ايامنا المعاصره

22-03-2023 10:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ
لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي
وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا
نحن أُمةٌ ملأنا الأرض صدحاً بالسلام ، وللتذكير فقط اقول ان فهم العالم للسلام مختلف عن فهمنا بشكل تام ، فما زلنا نُعيد الاستماع لكلمة ماكرون وهو يستنهض القادة العسكريين الاوروبيين منذ ايام في خلق سلام محمي بالقوة العسكرية العظمى وبالنيران ، فلا نلنا شهادة حسن سلوك عالمي ولا زلنا امام ذات الاتهام في وقتٍ يعج العالم فيه بالخارجين عن الانظمة والقوانين وممتلئ ايضاً بالمجانين ، ولا اعلم لماذا نحن الوحيدين الملتزمين مع العلم اننا عُلِّمنا مَثَلاً عامَّياً حفظناه عن ظهر قلب يقول وبالبنط العريض ؛ ( إذا إنجَنَّت الناس عقلك ما بِنفَعَك )
لم نرى استقامة كاستقامتنا نحن العرب ، فنحن دوماً طلاب سلام ، ونحن دوماً امام امتحان ،
وما كان السلم محموداً يوماً إن لم تكن متينة اركانه
وليس اصدقُ مِن وصف عنتره له وكيف تكون ميوعته إن لم تكن له قوة تحفظه وكيف تسموا النفوس بعزةٍ وكيف المهابة والكرامة بالرجولةِ فاسمعوا ؛
يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ


لم يكن عنترة شاعراً على هامش التاريخ بل خلدته صفاته الحميدة الكثيرة التي اجتمعت فيه فجعلت منه فارساً مغوارا مخلداً ما دامت الحياة ، ولو خلت شخصية هذا الفارس المَثَل الممتدة منذ الجاهلية الى ان تفنى البشرية من صفة الشجاعة والإقدام التي ما عَرفت العرب الى ذلك الحين مثيلاً لها لما حمله التاريخ معه ولألقى به عند ظهور فارس مغوار يجيد ضرب السيف وطعن الرمح ولما وصلت الينا عنه أخبار ، لم يعد عندنا عبله تعرف شِعرَ الحرب ولم يعد بيننا مجنونٌ هُمام ، فكلنا اليوم حمائم سلام ،
سأقف منفرداً أستَرِق السمع وخلسةً سانظُر الى وجه عبله نظرةً عذريةً لأراها وهي مزهوةً مغرورةً بكبرياء وأسمع معها نشيداً مهيباً سما بها حتى عنان السماء
سَلي يا عَبلَةُ الجَبَلَينِ عَنّا وَما لاقَت بَنو الأَعجامِ مِنّا
أَبَدنا جَمعَهُم لَمّا أَتَونا تَموجُ مَواكِبٌ إِنساً وَجِنّا
وَراموا أَكلَنا مِن غَيرِ جوعٍ فَأَشبَعناهُمُ ضَرباً وَطَعنا
ضَرَبناهُم بِبيضٍ مُرهَفاتٍ تَقُدُّ جُسومَهُم ظَهراً وَبَطنا
وَفَرَّقنا المَواكِبَ عَن نِساءٍ.يَزِدنَ عَلى نِساءِ الأَرضِ حُسنا

واختصاراً لم تعتده مقالاتي التي لا أستطيع في الغالب كبح جماحها برغم مسكي بإحكامٍ لِجامها إلا انني سأتمرد اليوم عليها واختزل الزمن وأُقرِّب المسافات واذكر على عجل قصة شاعر جاهلي نُسِبَ الى امه وقد ضاع نسبه لأبيه ويقال له ابن الرعلاء ، اذا يقول كلاماً ما زال يسري في عروق العرب ويدفع بالهمم الى القمم وهو يقول
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ
ولم تبالغ العرب عندما وصفت اشعاره بالحكمة وما زالت في تردادها العرب قائلة
 لَيْسَ مَنْ ماتَ فاِستراحَ بِمَيْتٍ إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلاً سيّئاً بالُهُ قليلَ الرّجاءِ

وغير بعيد ونحنُ نودِّعُ الجاهلية بحلوها ومرها بجهلها وسموِّ كثيرٍ من قيمها وعاداتها النبيلة كانت تلك الحادثة التي ذهبت حديثاً ترتجى منه العبرة والمثال في حُسن الفعل والصنيع إذ تُعيدنا تلكم المرأة الى الجاهلية التي مازال عبق افعال وحكمة اهلها يملأ المكان وتعود بنا الى النابغة الذبياني الذي كان من سادات قومه جليس الملوك من فحول شعراء الجاهلية بل كان اشعرهم على الإطلاق وهي تحدثنا يوم حَجِّها وذهابها لرمي الجمرات وإذ بالشاعر المكي القرشي ذائع الصيت عمر بن ابي ربيعة يقترب منها ويغازلها فتخاطبه خطاب الواعظ الواعي وهي تقول له ابتعد عني فإني في حَرَم الله وفي ايامٍ عظيمةِ الحرمةِ ثم بحكمة النساء الحصيفات طلبت من اخيها مرافقتها في اليوم التالي مُدَّعيةً انها لا تعرف اماكن النسك ورمي الجمرات ، يصحبها اخاها فيراها ذلك المُبتَلَى بِحُب النساء ومغازلتهن ويرى معها أخاها وترى هي المشهد وترى خوف ذلك القُرشي الشاعر وخوفه من الاقتراب منها فما كان منها إلا ان استحضرت النابغة الذبياني ورددت قوله الذي لم يكن إلا منهجاً وحكمةً بالغةً لم يعارضه فيها شريعة او مذهب او دين لأن فيها عزة وبها كرامة وإباء
فانشدت
تَعدو الذِئابُ عَلى مَن لا كِلابَ لَهُ
وَتَتَّقي مَربَضَ المُستَنفِرِ الحامي
وقد حظيت هذه الأبيات بمكانة مرموقة في مجالس خلفاء العصر العباسي الذي شهد التاريخ لهذه المجالس بأنها كانت تُكتَب جلساتها بماء الذهب .

لله درك يا جرير ، لقد كان ردك على الفرزدق فيما كان بينكما من مبارزة عن الرجولة في الشعر فكان ردك يشفي الغليل ، فإذا كان هذا ردٌ على صديق ؛
أَحلامُنا تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً وَيَفوقُ جاهِلُنا فَعالَ الجُهَّلِ
فكيف يكون رَدّك يا جرير وقد أزرى بك الدهر مثلنا !!
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 3734
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-03-2023 10:54 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم