حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8828

ذوبان الجليد .. هل يضع العالم أمام خطر استيقاظ “فيروسات الزومبي”؟

ذوبان الجليد .. هل يضع العالم أمام خطر استيقاظ “فيروسات الزومبي”؟

ذوبان الجليد ..  هل يضع العالم أمام خطر استيقاظ “فيروسات الزومبي”؟

24-03-2023 10:56 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في الوقت الذي بات فيه ذوبان التربة الصقيعية القديمة بسبب تغيرات المناخ يشكل تهديداً جديداً للبشرية، وفقاً لباحثين أوروبيين أعادوا إحياء ما يقرب من 20 فيروسا منقرضا، يجيء هذا الاكتشاف ليفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان العالم ينتظر جوائح جديدة بعد جائحة كورونا التي أشغلت العالم لثلاث سنوات متتالية، وما هي الاستعدادات التي يجب ان يتخذها العالم حيال مخاطر الفيروسات العائدة، إثر تغيرات المناخ وحالات الاحتباس الحراري.

في هذا السياق، قال اختصاصي الأمراض الصدرية خبير العدوى التنفسية، الدكتور محمد حسن الطراونة، إن هناك ارتباطا وثيقا بين الصحة والمناخ، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية تؤثر على الصحة؛ حيث تجرى في الوقت الحالي دراسات وأبحاث عالمية تجمع بين الصحة والمناخ.

وأوضح الطراونة، أن التغيرات المناخية قد تزيد من احتمالية ظهور فيروسات ذات علاقة بارتفاع درجات الحرارة التي قد تؤدي إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي؛ وهناك فيروسات متجمدة منذ مئات السنين ربما تجد “مضيفا حيوانيا”، ومنه قد تنتقل إلى الإنسان، ما يؤدي إلى ظهور أمراض وأوبئة جديدة.

ولفت إلى أن من الإجراءات التي تؤثر على المناخ استعمال الوقود الأحفوري، وأيضا التلوث الذي يحدث في الهواء، والذي يزيد من احتمالية نقل بعض الفيروسات التنفسية التي قد تنتقل من مكان إلى آخر، وتجد لها مضيفا يساعد في انتشارها.

وحذر من قطع الأشجار، لأنها تحد من احتمالية تلوث الهواء، وهي مصدر مهم لتنقية الهواء، وقطعها يزيد من احتمال انتقال الفيروسات من مكان إلى آخر، فتتشكل بذلك بيئة خصبة لها بسبب زيادة ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف: “في اعتقادي أن هذا الأمر قريب من المنطق، حيث تجرى دراسات وأبحاث عالمية على هذا الأمر، إذ إن التغيرات المناخية مرتبطة ارتباطا كبيرا بالتأثير على الصحة، ومن أهم تلك التأثيرات التغيرات في انتشار وظهور الفيروسات بشكل عام”.

وكانت دراسة أميركية حديثة حذرت من احتمال ظهور جائحة جديدة على غرار كوفيد 19، في غضون السنوات الستين المقبلة، حيث حذر العلماء من أن جائحة كورونا قد لا تكون الأخيرة التي يتوجب على العالم الاستعداد لمواجهتها.

ووفق الدراسة، فإن “الأوبئة الخطيرة مثل كوفيد 19، والإنفلونزا الإسبانية، مرجحة للظهور في المستقبل، لذلك يجب تكاتف الجهود دوليا لفهم الأوبئة، وبذل المزيد من الجهود تحسبا لها، وللسيطرة عليها في المستقبل”.

واكتشاف العلماء الأوروبيين يطلق عليه في علم الفيروسات مصطلح “فيروسات الزومبي”، وهي عبارة عن فيروسات “نائمة” أو غير نشطة ومتجمدة في الجليد لعشرات الآلاف من السنين، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغييرات المناخية، فإن منها ما يمكن أن يستأنف حياته.

وكانت منظمة الصحة العالمية في العام 2015 أعدت لائحة بعدد الفيروسات التي يمكن أن تتحول إلى جوائح، ومن ضمنها ما وصفته حينها بمرض غير معروف يمكن أن يظهر وينتشر بشكل سريع وكبير، وهذا ما حدث فعلاً مع كوفيد 19.

بدورها، قالت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الاوبئة الدكتورة رائدة القطب، إن جائحة كورونا أظهرت أهمية وضع خطط التأهب والاستجابة لأي طارئ صحي.

وأشارت القطب إلى أن الجائحة أكّدت أن الصحة هي حجر الأساس في عملية التنمية، وأن التعاون القوي والتنسيق متعدد القطاعات له دور مهم في وجود قطاع صحي أفضل، خاصة في مجال استخدام البيانات الآني، ومشاركتها بين الجهات ذات العلاقة، فضلا عن أهمية الاستثمار في مجال الوقاية من الأوبئة، وضرورة وجود جهة إعلامية صحية مرجعية في حالات الطوارئ لتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الدقيقة والعلمية في وقتها بهدف محاربة المعلومات الخاطئة والمضللة.

وخلال الأعوام الستين الماضية، كان هناك 250 عاملا معديا مختلفا سبّب جوائح وحالات وبائية حول العالم بمستويات مختلفة، من بينها فيروس (سارس-1) في العام 2003، وميرس، والإيبولا وزيكا في أفريقيا، وحمى الضنك التي ما تزال تنتشر، إضافة إلى فيروسات عديدة وخطرة يمكنها أن تتحول إلى جائحة وفقا لخبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني.

واعتبر المعاني أن الفيروسات المجمدة يمكن أن تعيش في الهواء والتربة والبيئة المحيطة بها، ويمكن تجميدها لعشرات السنوات.

وتابع: “لكن السلسلة الجينية تبقى حية في المياه المتجمدة، ويمكن أن يذوب الثلج وتعود دورة حياة الفيروسات من جديد مع ارتفاع درجات الحرارة”، لافتا الى ان التغير المناخي رفع درجات الحرارة في العالم عن معدلاتها بين 5 إلى 6 درجات، فيما يلاحظ ذوبان الثلوج في المناطق المتجمدة.

وتابع: “بالتالي فإن دراسة العلماء الأوروبيين تدق ناقوس الخطر عن تغير التربة وتحولها إلى شكل آخر، فيما يمكن للفيروسات إنتاج حياة جديدة لها ما يوجب على الدول والحكومات الالتزام بمعايير البناء وتعقيم التربة والهواء، وعلى المواطنين التزام معايير النظافة وغسل الأيدي”.

وأشار إلى انه لطالما حذر العلماء من أن ذوبان التربة الصقيعية بسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي سيؤدي إلى تفاقم تغير المناخ عن طريق تحرير غازات الدفيئة المحتجزة سابقاً مثل الميثان، لكن تأثيره على مسببات الأمراض الخاملة ليس معروفا بعد.

وقال إن درجات الحرارة الأكثر دفئا تعمل على إذابة التربة الصقيعية، وهي طبقة متجمدة من التربة تحت الأرض، فيما يحتمل أن يُثير ذلك الفيروسات التي قد تُعرِّض صحة الحيوانات والبشر للخطر بعد أن ظلّت خامدة لعشرات الآلاف من الأعوام.

وبين ان الفيروسات التي يمكن أن تصيب البشر موجودة بالفعل في بيئات مثل التربة الصقيعية، وهو ما يعني أن احتمال اكتشاف فيروس غير معروف يوما ما تنتج عنه جائحة أخرى وارد الحدوث.








طباعة
  • المشاهدات: 8828

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم